هذا التقرير مترجم بتصرف عن موقع "ذا أميريكان كونزيرفتف" الأمريكي، ينتقد فيه دانييل لاريسون المجزرة التي قام بها التحالف السعودي، عندما قتل 33 شخصًا في حفل زفاف في اليمن، ويستنكر فيه استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، رغم كل هذه المجازر الهمجية والمروعة.
تمثلت آخر فظائع التحالف السعودي ضد المدنيين اليمنيين في هجوم آخر شنه على حفل زفاف، مما أسفر عن مقتل 33 شخصًا بينهم العروس وإصابة العشرات. وقال مسؤولون في مجال الصحة إن 33 شخصًا على الأقل من بينهم العروس قتلوا عندما وقع هجوم جوي شنه التحالف الذي تقوده السعودية على حفل زفاف في شمال اليمن. وكان معظم القتلى من النساء والأطفال الذين تجمعوا في خيمة أقيمت لإقامة حفل زفاف في حي بني قيس، وفقًا لما ذكره خالد النهري، المسؤول الصحي في محافظة حجة الشمالية الغربية. وقال محمد الصومالي، رئيس المستشفى، إن العريس و63 جريحًا آخرين نقلوا إلى مستشفى "الجمهوري" المحلي.
من الواضح أنه لا يوجد هدف عسكري يتحقق من خلال مهاجمة المدنيين في اليمن، ومعظم القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال
وأفادت التقارير أن ثلاثين على الأقل من المصابين هم من الأطفال، وبعضهم في حالة حرجة بسبب اصابتهم ببتر في الأطراف وجروح سببتها الشظايا المتطايرة.
لا شيء يبرر تفجير حفل زفاف. ومن الواضح أنه لا يوجد هدف عسكري يتحقق من خلال مهاجمة هؤلاء الناس، ومعظم القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال. ومن المرجح جدًا زيادة عدد الوفيات بسبب شدة بعض الإصابات. هذا انتهاك واضح للقانون الدولي، ولسوء الحظ، هذا مجرد هجوم واحد من الآلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية. وعلى نفس المنوال، تحولت حفلات الزفاف الأخرى في اليمن إلى مواقع لمذابح التحالف السعودي خلال هذه الحرب. وليست هذه بالتأكيد المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، وما لم تنته الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، فلن تكون الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا: مسؤولة أمريكية تقرّ بانتهاكات السعودية في اليمن.. فهل يُحظر بيع السلاح لها؟
يواصل التحالف السعودي تنفيذ هذه الهجمات دون أي اعتبار لأرواح المدنيين، وتواصل حكومتنا تسليح طائراتهم وتزويدها بالوقود، أثناء قيامها بذلك. ويعرف السعوديون وحلفاؤهم أنهم قادرون على التصرف بحصانة كاملة لأن الولايات المتحدة تواصل تقديم المساعدات العسكرية والغطاء الدبلوماسي بغض النظر عما يفعلونه بالمدنيين اليمنيين.
بدلًا من معاملة محمد بن سلمان كمجرم حرب أثناء زيارته للولايات المتحدة، تم تكريمه واحتضانه من دوائر ترامب
إن وزارة الخارجية الأمريكية لن تبلغ حتى عن جرائم الحرب التي يرتكبونها. فبدلًا من معاملة محمد بن سلمان كمجرم حرب أثناء زيارته للولايات المتحدة، تم تكريمه واحتضانه من قبل حكومة الولايات المتحدة، في ظل تغطية إعلامية واسعة، كما رحبت به أبرز الشخصيات في مجال الترفيه والأعمال. جرائم قتل هؤلاء النساء والأطفال اليمنيين وآلاف آخرين مثلهم هي من فعله، والولايات المتحدة هي المسؤولة عن تمكينه وحلفائه من القيام بذلك.
اقرأ/ي أيضًا: بسبب جرائمها في اليمن.. ضغوط أوروبية لوقف بيع السلاح للسعودية
إن القول بأن دعم الولايات المتحدة يفيد في تقليل عدد الضحايا المدنيين غير مقبول، فلا يمكن إنكار أن العديد من هجمات التحالف استهدفت المدنيين عمدًا. وبعد ثلاث سنوات من قصف اليمن وتجويعه، لم يقترب الائتلاف من تحقيق أي من أهدافه المعلنة، ولكنه نجح في نشر الموت والدمار في العديد من حفلات الزفاف والجنازات والعيادات الطبية والأسواق ومحطات المعالجة والمزارع والمدارس والمنازل.
هذا ما يحدث عندما تستهدف 30% على الأقل من ضربات التحالف أهدافًا مدنية. توفير السلاح والوقود للائتلاف السعودي يضمن قتل المزيد من المدنيين اليمنيين بهذه الطريقة. من أجلهم، من الضروري أن توقف الولايات المتحدة دعمها لهذه الحرب فورًا.
اقرأ/ي أيضًا:
مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن
لجنة الإنقاذ الدولية: "خطة المساعدات السعودية لليمن خدعة مضللة"