11-أغسطس-2019

تواطأت السعودية مع سيطرة الإمارات على عدن (Getty)

بأسلحة إماراتية ودعم مالي وسياسي وإعلامي من أبوظبي، وتواطؤ سعودي، سقطت عاصمة الرئيس هادي المؤقتة مدينة عدن، بأيدي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مواجهات استمرت لثلاثة أيام بين ألوية الحرس الرئاسي وقوات الحزام الأمنية وألوية أخرى تابعة للانتقالي المطالب بانفصال اليمن.

بأسلحة إماراتية ودعم مالي وسياسي وإعلامي من أبوظبي، وتواطؤ سعودي، سقطت عاصمة الرئيس هادي المؤقتة مدينة عدن، بأيدي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مواجهات استمرت لثلاثة أيام

بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أيام بمدينة عدن، كانت مؤشرات النصر لصالح الحكومة، لكنها فشلت في التصدي لقوات الانتقالي، بل إن هناك روايات يتم تداولها بين ناشطين وصحافيين، بأن الحكومة وألوية الحرس، تلقت أوامر بتسليم مقراتها لقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس المدعوم من الإمارات.

اقرأ/ي أيضًا: مغامرة الإمارات في عدن.. إلى أين يتجه جنوب اليمن؟

سيطرت مليشيات أبوظبي على معسكرات اللواء الأول والثالث والرابع حماية رئاسية ومعسكر بدر، وقصر المعاشيق مقر الحكومة، في انقلاب مكتمل الأركان كما تصفه الحكومة الشرعية من جهة، وانقلاب على الخرسانة كما يصفه مراقبون، فالمعسكرات والمواقع التي سيطرت عليها مليشيات المجلس كانت خالية من وجود مسؤولي الحكومة.

انسحبت القوات العسكرية السعودية والسودانية، التي كانت تعول عليها الحكومة لحماية المعاشيق، منه وسلمته للقوات الموالية للإمارات، لكن الحكومة كانت قد غادرت القصر إلى السعودية أيضًا. 

كما اقتحمت قوات تابعة للمجلس الانتقالي منزل وزير الداخلية أحمد الميسري الذي نقله التحالف من منزله فجر السبت إلى مقره بمدينة البريقة غربي محافظة عدن. وأعلن قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل باعش انشقاقه عن قوات الحكومة اليمنية وانضمامه لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

إن ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن من سيطرة على المقار الحكومية والمعسكرات واقتحام ونهب لمنازل قيادات الدولة والمواطنين انقلاب آخر على الشرعية، يقول وزير الإعلام في حكومة هادي معمر الإرياني.

حيث كانت الحكومة اليمنية، تعول على الرياض لدعمها في حربها على  المليشيات الموالية للإمارات، لكن المملكة خذلتها، فعلى مدى خمس سنوات لم يستطع التحالف حسم المعركة مع الحوثيين، كما أن الرياض لم تحدد موقفها من أحداث عدن، بل إن ما جرى هناك كان حسب آراء يتداولها مراقبون بإيعاز وتآمر سعودي.

وحسب منظمات يمنية عديدة، فقد تحولت الرياض وأبوظبي من تحالف لدعم الشرعية وإعادتها إلى صنعاء، إلى دول ذات أهداف خاصة أهمها إسقاط الحكومة والقضاء على الوحدة اليمنية.

في الوقت الضائع وبعد أن سقطت عدن بيد الإمارات، حملت الحكومة اليمنية أبوظبي تبعات سيطرة الانتقالي على عدن، وطالبتها أيضًا بالتوقف عن دعم المليشيات المسلحة، ووصفت الخارجية اليمنية ما يجري في عدن بانقلاب على الشرعية. 

ويعتبر هذا أول موقف رسمي تصدره الحكومة اليمنية يندد بالعبث الإماراتي، لكنه جاء متأخرًا، فالعديد من المسؤولين والناشطين اليمنيين، كانوا قد حذروا من أطماع الإمارات وأهدافها الانفصالية منذ أن خرجت عن أهداف التحالف المعلنة.

أسباب كثيرة لسقوط الحكومة في مدينة عدن، منها خذلان التحالف العربي، وإقامة الحكومة خارج اليمن، بالإضافة إلى دعم الإمارات لمليشيات مسلحة خارج إدارة الدولة، ناهيك عن هشاشة القوات العسكرية التابعة لهادي. ففي الوقت الذي تمتلك فيه القوات الحكومية أسلحة قليلة، تشن القوات الموالية للانتقالي هجماتها بأسلحة ومدافع ومدرعات إماراتية، وبدعم خبراء عسكرين وطيران إماراتي، كما يقول وزير الدولة محمد مقبل الحميري.

وقال الحميري إن "الشرعية تواجه أسلحة دولة الإمارات وطيرانها الحربي"، معتبرًا أن الصمت خيانة عظمى. لقد "ذبحتم الشرعية من الوريد إلى الوريد، ولم يفعل الحوثيون بالشرعية مثل ما فعلتم أنتم بها"، يضيف نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري. وخاطب جباري قيادة التحالف: "أصبح حديثكم عن دعم الشرعيه في اليمن يثير السخريه ويدعو للضحك والبكاء في آن معًا".

وبعد أن خذلت الرياض الحكومة، خلال ثلاثة أيام من المواجهات، طالب التحالف بوقف إطلاق النار، وهدد باستخدام القوة، كما دعا الانتقالي الجنوبي لتسليم المعسكرات التي سيطر عليها. كما اتجهت الرياض وبعد أن سلمت عدن للقوات الانفصالية، لتأكيد موقفها من وحدة اليمن، معتبرة ما شهدته مدينة عدن انقلابًا على الحكومة الشرعية، في مفارقة مكشوفة.

وشنت مقاتلات التحالف غارة جوية على موقع عسكري تابع للانتقالي بمدينة عدن، صباح الأحد، وقال التحالف إنه يشكل تهديدًا  مباشرًا على أحد مواقع الحكومة اليمنية، وهي غارات بدت لامتصاص الغضب الشعبي من تواطؤ المملكة. وفي الوقت الذي يستكمل الانتقالي بسط سيطرته على مؤسسات الدولة، دعت المملكة الطرفين لعقد اجتماع في الرياض من أجل وضع حل للصراع.

وينتظر اليمن مستقبلًا مجهولًا بعد هذه التطورات، فإذا ما واصل المجلس الانتقالي إسقاط المحافظات الجنوبية، سيتجه إلى إعلان الانفصال، وانتهاء عهد الحكومة اليمنية التي تقود حربًا بغطاء من التحالف ضد جماعة الحوثيين منذ 2015.

اقرأ/ي أيضًا: توحش الإمارات مستمر في اليمن.. العالم خرج عن صمته

تغيرات كثيرة ستتبع انقلاب المجلس الانتقالي، الذي برر سيطرته على عدن لطرد حكومة الإصلاح، والقضاء على مليشيات الإخوان الإرهابية بحسب تعبيره.

حسب منظمات يمنية عديدة، تحولت الرياض وأبوظبي من تحالف لدعم الشرعية وإعادتها إلى صنعاء، إلى دول ذات أهداف خاصة أهمها إسقاط الحكومة والقضاء على الوحدة اليمنية

وفي أول تغير، تصدر غلاف الصحيفة الرسمية في عدن 14 أكتوبر شعار المجلس الانتقالي، معنونًا أيضًا بتهنئة من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي لأبناء الجنوب بمناسبة عيد الأضحى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

#أخرجوا_الإمارات_من_اليمن.. كفى تعذيبًا لشباب "اليمن الحزين"

أبوظبي والرياض في اليمن.. تغطية الفشل والصراع الخفي عبر اتهام الدوحة