16-أغسطس-2018

أتلتيكو مدريد يتوج بكأس السوبر الأوروبية بعد فوزه على ريال مدريد (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ انطلاقته قبل 46 سنة، جمع نهائي كأس السوبر الأوروبي، بين فريقين من مدينة واحدة، حيث واجه ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على ليفربول 3-1 في المباراة النهائية بكييف؛ جاره أتلتيكو مدريد المتوج بالدوري الأوروبي على  حساب مرسيليا الفرنسي 3-0  في فرنسا.

لأول مرة في تاريخها، جمعت نهائيات كأس السوبر الأوروبية بين فريقين من مدينة واحدة هما ريال مدرير وأتلتيكو مدريد الذي توج بالكأس

ولعب ريال مدريد للمرة الأولى منذ 2009، بدون نجمه السابق كريستيانو رونالدو، المنتقل إلى يوفنتوس الإيطالي قبل أسابيع. كذلك هذه هي المباراة الأولى لمدربه الجديد الإسباني لوبيتيجي، الذي أعلن الفريق الأبيض تعاقده معه قبيل انطلاقة المونديال بأيام، الأمر الذي دفع الاتحاد الإسباني إلى إقالته من منصبه كمدرب لمنتخب أسبانيا، بسبب ما اعتبروه "عدم احترامه لعقده الموقع مع المنتخب".

اقرأ/ي أيضًا: أتلتيكو يعيد صنع المعجزة..ولكن!

من جهة أخرى، يلعب أتلتيكو مدريد مباراة السوبر للمرة الأولى تحت قيادة سيميوني، بعدما تمكّن مدربه دييغو سيميوني، بطل الليغا في 2014، من تحقيق لقبه القاري الأول مع الروخي بلانكوس.

واحتضن ملعب "ليليكيلا ستدايوم" في مدينة تالين عاصمة أستونيا، المباراة المنتظرة، والتي بدأت بعروض راقصة من الفلكور الأستوني نالت إعجاب المشاهدين. ودخل ريال مدريد المباراة بتشكيلة "4-2-3-1"، حيث بدأ إيسكو وأسينسيو المباراة فيما بقي مودريتش على مقاعد البدلاء، الأمر الذي أثار قلق بعض جماهير الميرنغي، وربطوا الأمر بالحديث عن احتمال انتقاله الى إنتر ميلانو، فيما اعتبر آخرون أن عدم البدء به، هو بسبب عدم جاهزيته البدنية بعد شهر تقريبًا على انتهاء المونديال الذي قدم خلاله مستويات كبيرة.

بدوره دخل سيميوني كالعادة بتشكيلة "4-4-2" حيث قاد نجم مونديال فرنسا هجوم الفريق إلى جانب الهداف دييغو كوستا، فيما تواجد الفرنسي توماس ليمار المنتقل حديثًا من موناكو، في خط الوسط.

لم تكن قد مضت دقيقة واحدة على انطلاقة المباراة، عندما خطف كوستا الكرة برأسه من أمام سيرجيو راموس، ثم تخطى فاران وأطلق كرة صاروخية استقرت في مرمى كيلور نافاس. قبل  انتهاء الشوط الأول، تمكن كريم بنزيما من تعديل النتيجة بكرة رأسية، بعد عرضية جميلة من غاريث بايل أحد نجوم المباراة، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 1-1،  حيث قدّم ريال مدريد خلاله كرة قدم جميلة وهجومية.

انخفض المستوى نسبيًا مع انطلاقة الشوط الثاني، وقلّت الهجمات، إلى أن حصل ريال مدريد على ركلة جزاء بعد لمسة يد على خوان فران، فسجل سيرجيو راموس من خلالها هدف التقدم. تراجع الفريق الملكي بعد الهدف، فيما أشرك سيميوني اللاعب كوريا مكان غريزمان المرهق وغير الجاهز كليًا، بعد الرحلة المونديالية، لتميل السيطرة للفريق الأحمر والأبيض. 

يعد هذا الفوز لأتلتيكو مدريد بمثابة ثأر من خروجه من دوري الأبطال ثلاث مرات أمام ريال مدريد في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)
يعد هذا الفوز لأتلتيكو مدريد بمثابة ثأر لخروجه من دوري الأبطال ثلاث مرات أمام ريال مدريد في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)

واستغل رجال المدرب سيميوني (المتواجد على المدرجات تنفيذًا لعقوبة الإيقاف بسبب سلوكه في مباراته ضد أرسنال في نصف نهائي الدوري الأوروبي)، الهفوات الفردية لمدافعي ريال مدريد، خاصة بعد الخروج الاضطراري لكاسيميرو، فسجل دييغو كوستا هدفه الثاني في الدقيقة 79، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 ويحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية.

وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يصل فيها كأس السوبر الأوروبية إلى الوقت الإضافي عندما يتقابل فريقان من إسبانيا، بعد نسختي 2015 و2016.

بدأ أتلتيكو مدريد الشوط الإضافي الأول بقوة، وبدا أن لاعبي الفريق عازمون على حسم الأمور لصالحهم وتجنب الوصول إلى الركلات الترجيحية، والتي ذاقوا مرارتها في نهائي دوري أبطال أوروبا، ضد ريال مدريد بالذات، عندما خسروا 5-4. وقد كان لهم ما أرادوا، حيث استغل ساؤول نيغيز تمريرة جميلة من الغاني توماس البديل، بعد سلسلة أخطاء في دفاع ريال مدريد، وسددها على الطائر بطريقة رائعة في مرمى نافاس. ولم تكد تمضي ست دقائق على الهدف الثالث، حتى تمكن كوكي من تسجيل الهدف الرابع بعد تمريرة فيتولو، لينتهي الشوط الإضافي الأول بتقدم الروخي بلانكو 4-2.

لم يستطع لاعبو ريال مدريد تعديل الأوتار في الشوط الإضافي الثاني، ليطلق البولندي ماركينايك صافرة النهاية، معلنًا فوز أتلتيكو مدريد باللقب، ليثأثر الفريق من خروجه من دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات أمام ريال مدريد في السنوات الأخيرة، فيما تعد الخسارة هي الأولى لريال مدريد في مباراة نهائية في كافة المسابقات، منذ خسارته نهائي كأس السوبر الإسبانية أمام أتلتيكو بالذات في 2014، بنتيجة 1-2 بمجموع المباراتين.

بفوزه، وجه أتلتيكو مدريد رسالة لكبار الفرق في أسبانيا وأوروبا، أنه قادم بقوة للمنافسة على كل الألقاب في الموسم القادم

وجّه أتلتيكو مدريد رسالة إلى كبار الفرق في إسبانيا وأوروبا، بأنه قادم بقوة للمنافسة على كل الألقاب في الموسم القادم، وأظهر لاعبوه تجانسًا كبيرًا وصلابة وتوازنًا في الدفاع وفي الهجوم، فيما يبدو أن لوبيتجي مطالب بالعمل الدؤوب لمعالجة الثغرات ووضع قطار الميرينغي على السكة الصحيحة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"ريمونتادا" أتلتيكو المستحيلة أمام الريال

أسباب تفوق أتلتيكو على ريال مدريد