26-ديسمبر-2018

شارك الآلاف في احتجاجات تطالب بإسقاط النظام السوداني (رويترز)

ألترا صوت - فريق التحرير

جاء يوم الثلاثاء 25 كانون الأول/ديسمبر، صاخبًا في العاصمة السودانة الخرطوم، بعد أن دعا ناشطون مدعومون من أحزاب معارضة ونقابات، إلى التوجه نحو القصر الرئاسي، رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام. فيما استخدمت شرطة مكافحة الشغب السودانية، الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، والحيلولة دون وصولهم إلى مقر الرئيس عمر البشير.

ردد المتظاهرون في الخرطوم شعارات عديدة تطالب البشير بالتنحي، هاتفين "سلمية سلمية.. ضد الحرامية" و"الشعب يريد إسقاط النظام"

قبل انطلاق المظاهرات، انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن في أنحاء كثيرة من مدينة الخرطوم، حيث كان رجال الأمن يحتشدون في معظم المناطق التي توقعوا وصول المحتجين لها. وبمجرد بدء المسيرات، أطلقت الشرطة النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقها، لكن الحشود استمروا في تجميع أنفسهم مرارًا، كما قال ناشطون محليون لعدد من وكالات الأنباء.

وتظهر مقاطع الفيديو التي تداولها نشطاء على شبكة الإنترنت، مئات الأشخاص يتوجهون إلى القصر يوم الثلاثاء، الذي يقع وسط الخرطوم، بينما يتوقع شهود عيان أن أعداد المشاركين وصلت إلى الآلاف.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات عالمية على شروط معولمة.. السترات الصفراء أطلقت الشرارة

ردد المتظاهرون شعارات عديدة تطالب البشير بالتنحي، هاتفين "سلمية سلمية.. ضد الحرامية" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، قبل أن تبدأ الشرطة بإطلاق النار على الحشود.

وكانت هذه المسيرة التي اتجهت نحو مقر الرئيس السوداني، بدعوة من جماعات وأحزاب معارضة وائتلاف مكون من عدد من النقابات المختلفة، مبادرة كما قال منظموها، تهدُف إلى تسليم البشير مذكرة تدعوه إلى التنحي فورًا.

 المؤامرة.. سيناريو عربي معروف

وعود بالإصلاح تفشل غالبًا، فتتلوها تهديدات واتهامات للمتظاهرين بالتورط في مؤامرة خارجية. كان هذا المشهد المرتب جيدًا، جزءًا من ذاكرة الثورات العربية التي انطلقت في أواخر عام 2010، وهو يتكرر الآن بصورة نمطية في احتجاجات السودان. حيث تعهد الرئيس السوداني أولًا بإدخال "إصلاحات حقيقية" منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة، لكنه استدرك لاحقًا، وحذر المتظاهرين من الاستجابة لمحاولات "زرع بذور الفتنة" في البلاد، على حد وصفه.

 وفي حديثه أمام مجموعة من أنصاره، يوم أمس الثلاثاء، اتهم البشير المحتجين بأنهم متأثرون بفواعل خارجيين. وقال شاكرًا أنصاره على دعمهم، إن الاستجابة هذه تُعد ردًا على كل تدخل خارجي وكل خائن على حد تعبيره. 

فيما ضمن الزعيم السوداني، المدان بعديد الانتهاكات الحقوقية وجرائم الحرب، خطابه في ولاية الجزيرة، بكثير من الدلالات الدينية، معتبرًا أن ما يحدث "ابتلاء"، وأن "نصر الله قريب". وقال إن "الحرب على السودان" تشن بسبب علاقات الرئيس القوية بدينه وكرامته التي لا يمكن بيعها من أجل المال.

وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت قبل ذلك بيوم، أي الإثنين، أن لديها تقارير موثوقة تفيد بأن الشرطة قتلت ما لا يقل عن 37 متظاهرًا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

اقرأ/ي أيضًا: جمعة الغضب في السودان.. السلطة تقمع والشعب يواصل احتجاجه

حجب إعلامي

حسب ما أفاد ناشطون، فقد تم إغلاق العديد من المدارس في جميع أنحاء البلاد، وتم إقرار حالة من الطوارئ في بعض المناطق. فيما منعت السلطات الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى التواصل الفوري، لكن العديد منهم تمكنوا من التحايل على الحظر من خلال تطبيقات VPN.

شهدت الخرطوم اعتقالات عديدة لصحفيين وناشطين، تحدث بعضهم عن ضرب وإهانة في مقرات الأمن في العاصمة المشتعلة

فيما شهدت الخرطوم اعتقالات عديدة لصحفيين وناشطين، تحدث بعضهم عن ضرب وإهانة في مقرات الأمن في العاصمة المشتعلة. فيما لا زالت التغطيات شحيحة حول الأحداث، مع ملاحقة أمنية دقيقة لكل ما ينشره الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتأتي مسيرة يوم الثلاثاء بعد ما يقرب من أسبوع من الاحتجاجات في مدن سودانية عديدة، اندلعت في البداية بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء والوقود، لكنها تصاعدت لاحقًا، حتى وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام وبتنحي البشير.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الشارع السوداني ينتفض ضد الجوع والقمع.. لا شيء لدى السلطة إلا "البوليس"

 الثورات العربية وثقافة اللاعنف.. حدود الرفض