04-يونيو-2019

راندي سافاج وإليزابيث هوليت من إحدى عروض راسلمينيا عام 1991 (WWE)

بدأت أولى عروض اتحاد المصارعة الحرة الأمريكية المعروف اختصارًا في وقتنا الحالي "WWE"، مطلع ثمانينات القرن الماضي، مع جيل من الأسماء التي باتت أسطورةً في هذا العالم الذي يوازي في مشهده عوالم استديوهات هوليوود. 

1980 هو عام مهم لفينيس ماكمان ومحبي المصارعة، فهو الذي بدأت فيه أولى عروض اتحاد المصارعة الحرة المعروف الآن بـ"WWE"

قدمت هذه الأسماء بالاشتراك مع مؤسس الاتحاد، عروضًا جنونية جعلت الجماهير تقف مذهولةً في أحيان كثيرة بسبب السيناريوهات المكتوبة لأجل التشويق، وجذب المزيد من المتابعين.

اقرأ/ي أيضًا: أفضل 10 عروض في تاريخ الريسلمانيا

الطريق إلى القمة

كان عام 1980 مهمًا بالنسبة لفينيس ماكمان رئيس مجلس إدارة مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية في الولايات المتحدة. في ذلك العام قرر الرجل المغامرة بتأسيس شركة "Titan Sports" للمصارعة الحرة، التي ستتحول اليوم للشركة الأكبر بين اتحادات المصارعة الحرة الأمريكية محليًا، وتتوسع عالميًا، لتصبح تقدم عروضها في مختلف أنحاء العالم، وتبدأ بجذب المواهب الشابة عالميًا للتعاقد معهم.

بعد تأسيس مكمان للشركة بعامين، قام بشراء "Capitol Wrestling Corporation" من والده فينيس جيه ماكمان، لتبدأ معها مغامرة ماكمان الابن بالعمل على توسيع هذه الرياضة، بعدما كانت مقتصرة على المنطقة الشمالية الشرقية فقط،  لتبث عبر القنوات الأمريكية محليًا، وتصل إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

كما وسّع مجال الاتحاد ببيعه أشرطة الفيديو لأهم المباريات التي ينظمها الاتحاد، ما جعل باقي الاتحادات التي كان يقتصر عملها على المناطق الشمالية الشرقية، تخشى من نمو الشركة الجديدة بشكل متسارع محليًا.  

لكن الانطلاقة الفعلية التي قدمته كأهم اتحاد لمصارعة المحترفين، كانت في عام 1985، عندما أعلن عن تنظيم أهم حدث في تاريخ الرياضة الترفيهية، وهو عرض راسلمينيا، الذي سيصبح مع مرور الوقت مهرجان الأحلام، وأهم العروض السنوية التي يصل إليها النجوم الذين يعتبرون واجهة الاتحاد إعلانيًا وجماهيريًا، ويتخلله العديد من السيناريوهات أو عودة اللاعبين المصابين.

عروض WWE الكبرى

قبل الإعلان عن تنظيم مهرجان الأحلام، عمل ماكمان على استقطاب أهم نجوم المصارعة بعد تأسيسه الاتحاد العالمي للمصارعة الحرة بصورةٍ جديدة، تحت اسم "World Wrestling Federation"، الذي عرف حينها اختصارًا بـ"WWF". 

وبعد التأسيس قام ماكمان بالتوقيع مع هالك هوجان، الرجل الذي أصبح واجهة الاتحاد للعوام التالية، واشتهر بتمزيق قمصانه أمام الجماهير كلما تحول من الخسارة إلى الانتصار.

إلى جانب هوجان، استقطب الاتحاد بعد توسعه في كافة أنحاء الولايات المتحدة، العديد من النجوم التي كانت ترى فرصةً مع الاتحاد لتحقيق المزيد من الشهرة محليًا، فوقّع الاتحاد مع رودي بيبر، وجيسي فنتورا الذي تحول للتعليق على المباريات بعد إصابته، وكذلك ذا جاينتت "أندريه العملاق"، وجيمي سونكا، ودون موراكو، وبول أورندورف، وغريغ فالنتين، ريكي ستيمبوت، وذي آيرون شيخ، وأولتيمت واريور الذي اشتهر باسم المحارب، وعائلة هارت التي فقدت أوين هارت بعد وفاته نتيجة تنفيذه سقوطًا بشكل خاطئ من ارتفاع سبعة أمتار أثناء أحد العروض.

كل هؤلاء النجوم قدموا للاتحاد دفعة ليتصدر قائمة عروض اتحادات المصارعة، فجعلته يعمل على تقديم المزيد من العروض الشهرية من خلال سيناريوهات مختلفة كان يشرف عليها ماكمان الابن بنفسه، وهو المعروف بسلطويته حتى داخل أروقة الاتحاد حتى الآن، فقدم في عام 1987 عرض سيرفايفر سيريس لأول مرة، بمشاركة أهم النجوم المتواجدين مع الاتحاد.

ويبدو أن العروض الخاصة التي كان يقدمها الاتحاد خلال تلك الفترة، والتي لقيت قبولًا جماهيريًا على مستوى الولايات المتحدة؛ جعلت ماكمان يفكر بابتكار سيناريوهات جديدة تستقطب العدد الأكبر من الجماهير، بعد نجاح أول عرضين خاصين. 

ففي عام 1988 قدم عرضين إضافيين، بدأهما بمباراة رويال رامبل الملكية، والتي مثلت رؤية جديدة للاتحاد بتنافس أكثر من 15 لاعبًا في مباراة واحدة عن طريق إقصاء المنافس من الحلبة، ألحقها بعدها بنحو سبعة أشهر بتقديم العرض الأول للمهرجان الصيفي سومر سلام.

نكسة التسعينيات

تعرضت فترة ازدهار الاتحاد جماهيريًا لنكسة مطلع التسعينات، بعد توجيه اتهامات للاتحاد بتعاطي اللاعبين مادة الستيرويد التي تستخدم لبناء عضلات الجسد بصورة غير طبيعية، والحديث عن قيام موظفين من الاتحاد بالتحرش الجنسي، ما خفّض من جماهيرية الاتحاد، بالإضافة للمبالغ المالية التي دفعها للمحاكم الأمريكية بسبب قضية المادة المنشطة. 

وقد جعله ذلك يُخفّض رواتب المصارعين الذين استقطبهم من الاتحاد المنافس "World Championship Wrestling" المعروف اختصارًا بـ"WCW"، بعقود مالية منافسة، ما دفعهم للعودة إلى التوقيع مع اتحادهم السابق، ليخسر الاتحاد مجموعة من النجوم الكبار الذين كان يعتمد عليهم في العروض الرئيسية، وكانوا يُعتبرون واجهة الاتحاد جماهيريًا.

تحول النجوم –كان من بينهم هوجان– الذين كان يعتمد عليهم ماكمان، لاتحاد WCW، كان بمثابة ضربة قوية لـWWE الذي بدأت جماهيريته بالتراجع بعد العروض القوية التي قدمها الاتحاد المنافس، واشتهاره بتقديم مباريات قتال الشوارع، أو بدون قواعد قانونية، حيث يمكن للمصارعين استخدام جميع الأدوات المتوفرة أمامهم ضد المنافسين، ومعهم بدأ عصر تطاير الدماء على الحلبة، لتكون هذه المباريات الأكثر انتظارًا من الجماهير، ومنحتها سيناريوهات العداوة المرسومة بين المصارعين الأخوة الأعداء؛ زخمًا مضاعفًا.

كان ماكمان يحاول ترميم الاتحاد عندما أطلق عام 1993، ولأول مرة، العرض الأسبوعي Monday Night Raw تلفزيونيًا. وكانت تلك قفزة مهمة لنجوم المصارعة الحرة، وبات الأمريكيون ينتظرونهم أسبوعيًا لمشاهدة العرض بطريقة مباشرة داخل منازلهم. ولقي العرض حينها نجاحًا كبيرًا، وحتى الآن لا يزال العرض يحظى بجماهيرية، قد تتأرجح بحسب سيناريوهات العرض. 

إلا أن الاتحاد المنافس WCW، قدم بعد إطلاق اتحاد WWE لعرضه الأسبوعي، عرضًا موازيًا هو WCW Monday Nitro، والذي كان يُبَثّ على الهواء مباشرة بنفس توقيت برنامج WWE.

مطلع التسعينات تعرض اتحاد المصارعة الحرة لنكسة كادت أن تودي به بعد فضائح المنشطات والتحرش الجنسي، ثم المنافسة القوية من WCW 

كان البرنامج مفاجئًا لمكامان الذي لم يكن بعد قد تعافى من الضربات السابقة التي جعلته يخسر أهم لاعبيه. وكان اتحاد WCW يعرف ماذا تريد الجماهير حينها، بتوليفة من هالك هوجان، وسكوت هال، وكيفين ناش، وريك فلير، وستيفن ريغال،  وغولدبيرغ، وستينغ، والطائر المكسيكي إيدي جيريرو مع مجموعة كبيرة من الأسماء.

هكذا بدأ WWE يفقد نجومه واحدًا تلو الآخر بتوجههم إلى WCW في مشهد كان بمثابة لحظة الانهيار لأحلام ماكمان الابن، الذي كان يسير بخطى واثقة نحو القمة، لولا فضائح المنشطات والتحرشات الجنسية، ثم عرض WCW الذي استغل فترة عدم الاستقرار التي يواجهها WWE. غير أن هذه الانتكاسة كانت دافع مكمان لإحداث الثورة الأولى في تاريخ اتحاد المصارعة، والتي جعلت المصارعة ترتقي عالميًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 5 لحظات لدونالد ترامب في عالم المصارعة الحرة

ختام استثنائي في بطولة UFC.. محمّدوف يحطّم مكغريغور