10-أبريل-2019

صورة آلاء صالح باتت أيقونة للانتفاضة السودانية (الترا صوت)

يشهد السودان منذ نهاية العام الماضي تخلّق ثورة شعبية تمددت في تصاريف الحياة، إلى درجة سيطرتها على المِزاج العام، وتحولت بمرور الأيام إلى ثقافة في الشارع، أسفرت عن مواهب عديدة وتنامي مهارات فنية وإبداعية، من خلال الغناء والرسم والمحاكاة والدراما والشعر، والتقاط المفارقات أيضًا.

سيطرت الانتفاضة السودانية على المزاج العام، وتحولت إلى ثقافة في الشوارع، مسفرةً عن مواهب عديدة

ووجد المصورون الهواة فرصة لتطوير مهاراتهم، والبحث عن اللقطات النادرة، تحديدًا مع بداية اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش منذ نحو خمسة أيام. وأضحى ميدان الاعتصام يعج بكل ما هو مدهش ومثير، من تلاحم وتدافع واستعراض للمواهب التي تبدد الملل.

اقرأ/ي أيضًا: احتمالات الاحتجاج في السودان تتسع من أمام مقر وزارة الدفاع

وأبرز صور الاحتجاج لناشطة سودانية تدعى آلاء صلاح، وقفت وسط ميدان الاعتصام مرتدية ثوبًا أبيض وأقراط ذهبية، في إشارة رمزية لنضال المرأة السودانية، كما وقفت على هيئة تمثال الحرية، هاتفةً بنشيد ثوري شهير في الشارع السوداني: "الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول". 

وتحولت الصورة إلى أيقونة على مواقع التواصل الاجتماعي السودانية والعربية، قبل أن تغزو الفضاء الإسفيري. وتداول ناشطون مقطع الفيديو وصور مصاحبة لمشهد آلاء وهي على ظهر سيارة تحيط بها عدد من الفتيات، كتعبير على الحضور الضافي للمرأة السودانية في شوارع الثورة.

وعلق الفنان اللبناني مارسيل خليفة على صورة الفتاء، مغردًا "يا أهلنا في الأقاصي، في السودان الحبيب، خذونا معكم إلى الحرية، شمسكم افترست كل النجوم".

وأظهرت صور أخرى تداولها رواد مقاطع التواصل الاجتماعي، آثار الهجوم الذي قامت به مجموعة مسلحة في محاولة فض الاعتصام، واعترضته فرقة من الجيش السوداني احتمى المعتصمون بها. وتحولت سيارة المهاجمين إلى مكب نفايات، بينما عُلقت القبعات والأزياء والهراوات التي خلفها المهاجمين على فروع الأشجار، لينظر إليها كل قادم من بعيد.

وأوضحت صور ومقطاع فيديو أخرى عملية تلاحم بين الجيش والمعتصمين، من تبادل للتحايا وترديد للهتافات، والتقاط صور السيلفي، وتقاسم المشروبات والأطعمة، بجانب رش المياه الباردة على المعتصمين لإنعاشهم، بسبب الزحام وارتفاع درجة الحرارة.

في مفارقة طريفة، ظهر أحد الشباب برفقة والده في ميدان الاعتصام، وهما يشهران علامة النصر، فكتب قائلًا: "دا أبوي، خرجنا من البيت كذابين، هو قال إنه ذاهب للعمل، وأنا قلت ذاهب لأحد أصحابي، وبعد كم ساعة التقينا في القيادة، يا له من شعور جميل".

وكانت أبرز الصور المتداولة لحلاقات التلاوة، حيث أقام المحتجون من الجنسين، حلقات لقراءة وتدارس القرآن في ميدان الاعتصام، خصوصًا في ساعات الفجر، حيث مواعيد الهجوم المعتادة من قبل القوات التي تحاول فض الاعتصام.

بينما شكل رجال الطرق الصوفية والفنانون والرياضيون دعمًا لمطالب المعتصمين، إذ نصبت منصة عليها مكبرات صوت لإحياء حفلات وطنية مستمرة، ومساحات للتواشيح الدينية، أشبه بساحات الموالد، عطفًا على بذل الخدمات المجانية من تقديم الاستشارات الطبية، وشحن الهواتف والاستجمام القليل، أو ما يعرف بـ"بندول مان، قهوة مان، جردل مان"، وفقًا لتعبيرات الشباب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السودان على مفترق توحش السلطة وإعلان موقف منها

البشير يقمع سلمية تظاهرات السودان بالرصاص والتخوين