حقّق بوروسيا دورتموند فوزًا صعبًا على ضيفه باير ليفركوزن ضمن المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم، فانفرد بذلك دورتموند في المركز الأوّل بفارق 3 نقاط عن مطارده وحامل اللقب بايرن ميونيخ، والذي تخطّى هيرتا برلين بهدف دون رد، كما أنهى دورتموند أسوأ فتراته هذا الموسم، حيث لم يحقّق أسود فيستفاليا أي انتصار خلال شهر شباط/فبراير الجاري في المسابقات كافّة، وأثّر ذلك على مسيرة الفريق بشكل كبير وعلى الأخص بطولتي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، حيث ودّع الأولى واقترب كثيرًا من الإقصاء في الثانية، ولم يتبقّ سوى بطولة البوندس ليغا، لكنّه نجح أخيرًا في الخروج من سُباته الذي طالت مدّته.
نجح بوروسيا دورتموند في الخروج من كابوس شهر شباط/فبراير بعدما حقّق انتصاره الأوّل فيه
حلّق دورتموند بعيدًا في صدارة الدوري الألماني، وابتعد عن أبرز ملاحقيه بايرن ميونيخ بفارق 7 نقاط، إلى أن حلّت لعنة شهر فبراير على النادي الأصفر، وبدأ ذلك في الثاني من الشهر الحالي عندما أهدر رفاق ماركو رويس نقطتين ثمينتين من ملعب آينتراخت فرانكفورت، ثلاثة أيّام تلت هذه الخيبة حتّى أصيبت أحلام النادي في نيل كأس ألمانيا بمقتل، عندما فرّط الفريق بتقدّمه مرّتين في الوقت الممدّد أمام فيردير بريمين، وأقصي من دور الستّة عشر بركلات الترجيح. احتاج دورتموند لاستعادة هيبته من جديد، فحلّ هوفنهايم ضيفًا على سيغنال إيدونا بارك بعد هذه النكسة بأربعة أيام وتحديدًا في التاسع من شباط/فبراير، أنهى دورتموند ثلاثة أرباع الوقت المخصّص للمباراة بتقدّم كبير 3-0، لكنّ هوفنهايم عدّل النتيجة في آخر ربع ساعة من المباراة..
اقرأ/ي أيضًا: توتنهام يحبط دورتموند في دوري الأبطال.. وخبرة الريال تغلب شجاعة أياكس
ذُعر أسود الفيستفاليا من ذلك الانهيار في اللحظات الأخيرة، فأمامهم بعد 4 أيام قبل مواجهة توتنهام ضمن ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، وكان توجّس الجماهير في محلّه، إذ انهار الفريق الألماني في إنجلترا بالشوط الثاني ومُني بهزيمة أنهت مغامرته الأوروبية بشكل كبير، وكان لا بدّ من انتصار يعيد للفريق نغمة الانتصار في شهر فبراير الأسود، فأتى لقاء نورنبيرغ صاحب المركز الأخير في البوندس ليغا كمناسبة مثالية للانتصار بمهرجان أهداف وإن كان على حساب فريق ضعيف كفرايبورغ، لكنّ أيًا من ذلك لم يحدث، انتهت المباراة بالتعادل السلبي، إنّها لعنة شهر فبراير الذي لن تذوق خلاله طعم الفوز، ولم يعد هنالك في هذا الشهر المشؤوم سوى مباراة واحدة ستكون أصعب من سابقاتها محلّيًا..
وذلك لأنّ ليفركوزن يعيش أفضل أيّامه تحت إدارة المدرّب بيتر بوس الذي تولّى تدريب النادي في فترة عطلة الأعياد، ومنذ ذاك الوقت حقّق 4 انتصارات من 5 مباريات، ومواصلة السلسلة هذه سيكون رائعًا إن كان على حساب دورتموند، وهو الفريق نفسه الذي أقيل منه بوس بسبب سوء النتائج، والفوز في عرين أسود فيستفاليا يعني ردّ الاعتبار بطريقة خاصّة.
اقرأ/ي أيضًا: لوسيان فافر يعيد بروسيا دورتموند إلى الواجهة
أدرك دورتموند الفائز ذهابًا 4-2 صعوبة المهمّة بغضّ النظر عن الظروف المحيطة كغياب ماركو رويس بسبب الإصابة، واستمرار نحس شهر فبراير، لأنّ التاريخ يكشف بوضوح مدى صعوبة تحقيق الفوز ذهابًا وإيابا على ليفركوزن وإن كان في أسوأ حالاته، فأسود فيستفاليا لم تلتهم باير ليفركوزن ذهابًا وإيابًا سوى مرّتين في هذا القرن، وتحقيق ذلك للمرّة الثالثة في وقت كهذا أمر يصعب تحقيقه جدّاً.
وبالفعل، سيطر بايرليفركوزن على مجريات المباراة في بدايتها، وسنحت للاعبيه العديد من الفرص الخطرة أبرزها تسديدة لاعب دورتموند السابق سفين بيندر التي جاورت مرمى الحارس بوركي، وفي ظلّ ضغط كثيف من الضيوف اقتنص أصحاب الأرض هدف التقدّم بكرة رأسية من المدافع زاغادو مستغلًّا ركلة ركنية في الدقيقة 30، لكنّ ليفركوزن واصل عروضه الممتعة في المباراة واستطاع أن يعدّل النتيجة من هجمة منسّقة غاية في الإتقان، ختمها كيفن فولاند في الشباك بالدقيقة 37. وربّما شعر نجم دورتموند ومنتخب إنجلترا الشاب جادون سانشو بالغيرة من جمال هدف فولاند، فلم يجعل ليفركوزن يهنأ بهدف التعديل سوى ثواني معدودة قبل أن يسجّل هدف التقدّم بطريقة أكثر من رائعة، عندما أتته كرة مرفوعة سدّدها على الطائر بيسراه على يمين حارس الضيوف، ومع بداية الشوط الثاني نجح ماريو غوتزه في إضافة الهدف الثالث من تسديدة خارج منطقة الجزاء، كما فعل الإسباني باكو ألكاسير الأمر ذاته لكنّ حكم اللقاء ألغى هدفه بداعي التسلل بعد اللجوء لتقنية الفيديو، وقبل نهاية المباراة بربع ساعة قلّص ليفركوزن النتيجة عبر المدافع جوناثان غلاوتاه، لكنّ ذلك لم يمنع أصحاب الأرض من تحقيق الفوز الأوّل لهم في شهر شباط بآخر مباراة لهم فيه، الأمر الذي أعاد للفريق نغمة الانتصارات المفقودة، وأوقف مسيرة بايرن ميونيخ في تقليص الفارق مع المتصدّر إلى حد النقاط الثلاث.
اقرأ/ي أيضًا:
هيرتا برلين يُسقط دورتموند في الدوري الألماني .. والبايرن يقبل الهديّة