15-مارس-2018

عبر رجالها في واشنطن، حثت الإمارات ترامب على الإطاحة بتيلرسون (درو انجيرر/Getty)

كشفت رسائل إلكترونية مسربة، عن خفايا جديدة يُرجح أنها لعبت دورًا هامًا في الإطاحة بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، تتمثل في دور للإمارات عبر أحد مرتزقتها في واشنطن، للتأثير على ترامب لإقالة تيلرسون، وذلك وفقًا لتقرير نشرته "بي بي سي"، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


كشفت رسائل إلكترونية مسربة، عن أنّ إليوت برويدي، رجل الأعمال الأمريكي الذي تربطه علاقات وثيقة بالإمارات، ومن أكبر الممولين لحملة دونالد ترامب الانتخابية، قد التقى بالأخير في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017، وحثّه على إقالة وزير الخارجية ريكس تريلسون. وفي رسالة إلكترونية أُخرى، وصف إليوت برويدي، تريلسون بأنه "ضعيف" وأنه "بحاجة إلى أن يتلقى صفعة".

كشفت رسائل إلكترونية مسربة عن دور للإمارات في دفع ترامب للإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون

وبالطبع، عجّل إليوت برويدي باتهام دولة قطر باختراق بريده الإلكتروني، وتسريب هذه الرسائل التي تكشف عن جهوده للإطاحة بتريلسون. لكن مسؤولين قطريين تواصلت معهم "بي بي سي"، نفوا قطعًا مزاعم إليوت برويدي.

اقرأ/ي أيضًا: على ضوء الحملة المدبرة ضد قطر.. هل تصاعد الخلاف داخل الإدارة الأمريكية؟

وفي بيان صادر عن مكتب الاتصالات القطري، جاء فيه: "تود قطر أن تُعلن بشكلٍ قاطعٍ أنها لم تتورط أو ترتكب أيًا من تلك الاتهامات المزعومة التي يرددها إليوت برويدي كذبًا، كما أنها لم تتورط أو تدفع أموالًا لأحد للقيام بذلك".

وأضاف البيان: "نعتقد أن اتهامات إليوت برويدي التي لا أساس لها من الصحة، هي ببساطة مجرد تكتيك تضليلي لتشتيت الانتباه عن المزاعم الخطيرة الموجهة إليه، وإلى موكله حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة".

وتابع البيان: "تحتفظ الحكومة القطرية بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بوصفها ضحية ادعاءات زائفة من إليوت برويدي أو من آخرين".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت أن شركة سيرسينس العاملة في قطاع الدفاع، وهي شركة تابعة للسيد إليوت برويدي، لديها عقود تعاملات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، ما يجعله واحدًا من أكثر الرجال المقربين من حكام الإمارات.

وكان اجتماع إليوت برويدي مع ترامب في البيت الأبيض، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قد جاء عقب عودته من زيارة للإمارات.

ما هو محتوى الرسائل الإلكترونية المسربة؟

وفقًا لمذكرة أعدها إليوت برويدي للاجتماع مع ترامب، فقد حثه على مواصلة دعم الإمارات والسعودية، ونصحه بعدم التورط في الأزمة الخليجية التي أشعلتها دول حصار قطر. وبدأ إليوت برويدي في التقليل من شأن قطر، ووصفها بأوصاف مماثلة لتلك التي تطلقها دول الحصار، مثل أنّها "قناة ملحق بها دولة"، في إشارة إلى قناة الجزيرة. وفي المقابل، بدأ إليوت برويدي بامتداح الإمارات، فأشاد بـ"القوات الإقليمية لمكافحة الإرهاب" التي أنشأتها الإمارات، والتي شاركت فيها شركته. كما أنّه اقترح على ترامب الجلوس مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للبلاد.

حثّ رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، المقرب من الإمارات، ترامب، على الإطاحة بريكس تيلرسون على خلفية رفض الأخير لحصار قطر

وكتب إليوت برويدي في إحدى الرسائل: "لقد اقترحت أن يأتي ولي العهد محمد بن زايد، إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت، ومن الأفضل أن نعقد اجتماعًا هادئًا في نيويورك أو نيوجيرسي. وقد وافق الرئيس ترامب على الاجتماع مع بن زايد، ووصفها بالفكرة الجيدة".

اقرأ/ي أيضًا: مرتزقة ابن زايد في خدمة ترامب.. دحلان ونادر على رأس قائمة المتورطين

ومن بين ما أوصى به إليوت برويدي وحثّ عليه ترامب، هو "الإطاحة بتيلرسون في الوقت المناسب"، بعد أن وصفه بأنه "يؤدي أداءً ضعيفًا".

جدير بالذكر هنا أن تيلرسون اتخذ منذ البداية موقفًا مناهضًا لحصار قطر الذي انتقده علانيةً، وسعى إلى إنهائه، وهو موقف كان متعارضًا مع المواقف الأولية لترامب التي بدا فيها مؤيدًا لحصار قطر. 

إلى من أرسل إليوت برويدي هذه الرسائل؟

هذه الرسائل أرسلها إليوت برويدي إلى جورج نادر، رجل الأعمال الأمريكي اللبناني، صاحب العلاقات النافذة سياسيًا في الشرق الأوسط وفي واشنطن، ومُؤخرًا المستشار لمحمد بن زايد.

ودخل نادر مُؤخرًا على خط التحقيقات التي يجريها المحقق الأمريكي المستقل روبرت مولر، الخاصة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. وقد بدت بعض الحقائق في التكشف، ومنها أنه ثمة علاقة بين عمليات التدخل في الانتخابات وبين الإمارات، عبر رجال من بينهم جورج نادر.

ويحقق مولر مع نادر وغيره، حول تورط الإمارات في محاولات لشراء النفوذ السياسي في واشنطن عبر الدعم المالي لحملة ترامب، ثم التأثير على إدارته.

ماذا جاء أيضًا في الرسائل المُسربة؟

جاء في الرسائل أيضًا تفاصيل عن اجتماع منفصل بين إليوت برويدي وجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره. وفي إحدى الرسائل التي أرسلها إليوت برويدي لنادر، جاء فيها أنّه بعد أن انتقد قطر لكوشنر بشكل مستفيض، كان رد فعل كوشنر "لطيفًا، لكنه بدا لا يريد التورط في هذه القضية".

مَن مِن رجال أيضًا الإمارات سربت له رسائل إلكترونية؟

وممن سربت له رسائل إلكترونية أيضًا، يوسف العتيبة سفير أبوظبي في واشنطن، وتجمعه علاقات وثيقة بكوشنر. وقد كشفت الرسائل المسربة من بريد العتيبة، عن حجم المؤامرات التي يحيكها ابن زايد، بكافة الوسائل الممكنة، بما فيها خطة لضرب الاقتصاد القطري بالتلاعب في سوق المال.

تجري الآن تحقيقات أمريكية حول تورط الإمارات في محاولات شراء نفوذ سياسي بواشنطن عبر الدعم المالي لحملة ترامب ثم التأثير على إدارته

كما كشفت أيضًا عن رشاوي تدفعها الإمارات لرجال ومؤسسات في واشنطن لشراء ذممهم، وكذلك عن الجهود الإماراتية لدفع عجلة التطبيع مع إسرائيل إلى الأمام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العتيبة "الراشي الأكبر".. حفلة فضائح أبوظبي في واشنطن مستمرة

نيويورك تايمز: تحقيقات جديدة تطال مرتزقة أبوظبي في واشنطن