06-يونيو-2019

أندر تيكر وتربل إتش في نزال راسلمينيا 28 (WWE)

حاول اتحاد WWE منذ عام 2005 تطوير عروضه المتلفزة بتقديمه لجيل جديد تحت قيادة جندي المارينز جون سينا، الذي اختاره مالك الاتحاد فينيس ماكمان، ليكون الواجهة الجماهيرية والرجل رقم واحد في الاتحاد، بالاشتراك مع مجموعة أخرى من النجوم كانت لديها حضورها الجماهيري، بالأخص الأفعى راندي أورتن. لكن دائمًا ما كانت تميل الكفة لصالح سينا محبوب ماكمان الأول.

بعد تحول ذا روك للسينما، سعى WWE للعمل على تطوير شخصية جون سينا منذ انضمامه في 2002، ليصبح منذ 2006 واجهة الاتحاد

WWE.. على حافة الانهيار

بعد تحول ذا روك إلى السينما، سعى WWE للعمل على تطوير شخصية جون سينا منذ انضمامه للاتحاد عام 2002، ليصبح منذ عام 2006 الشخصية الأكثر شهرة بين مصارعي الاتحاد. إلى جانب ذلك قام الاتحاد بإطلاق عروض ECW، وهو الاتحاد الذي قام ماكمان بشرائه من بول هيمان.

وكان لدى الاتحاد خلال هذه الفترة فرصة ذهبية لاستثمار نجوم WCW وECW على الحلبات، لكنه على عكس ذلك اتجه في الكثير من الأحيان لتهميش نجوم الاتحاد.

وقدم لأول مرة عام 2005 عرض Money in the Bank الذي اكتسب جماهيرية خاصة حتى اليوم، فقد كانت الفكرة المبتكرة تتيح لستة مصارعين، وأحيانًا ثمانية، التنافس على حقيبة داخلها مال، معلقة في منتصف الحلبة، يمنح الفائز بها مباراة على اللقب في الوقت والمكان الذي يريد. لكن رغم ذلك كانت الجماهير قد بدأت تبتعد عن متابعة العروض الأسبوعية، وفي أحيانٍ كثيرة العروض الشهرية.

شهدت هذه المرحلة توسع الاتحاد خارجيًا بتقديمه عروضًا للقواعد العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، وقدم خلال هذه الفترة سلسلة من العداوات بين المصارعين، كان أبرزها العداء بين راندي أورتن وتربل اتش، وبين الأخير وشون مايكلز، وبين سينا والعديد من الخصوم. 

لكن كل ذلك لم ينجح لتجاوز الأزمة المالية، وانحدار النسبة الجماهيرية بين متابعيه، كان يفتقد للعنصر الأهم التشويق والإثارة، وهو ما أدركه لاحقًا ليتجاوز مرحلة الانهيار في ثورة بدأها عام 2010.

استقالات وأزمات مالية وفصل موظفين

على الرغم من بروز العديد من الأسماء خلال هذه الفترة، كان أهمها إلى جانب سينا وأورتن أسطورة حركة RKO، وشايمس، ودانيال براين، ودولف زيغلر، وذا ميز، وسي إم بانك، وكودي رودز، وبراين وايت –يحسب أكثر على الجيل الرابع– وكودي رودز، وتيدي ديبياسي الابن، وري ميستيريو؛ لم يستطع الاتحاد الصمود طويلًا أمام تراجعه جماهيريًا.

وخلال تلك الفترة، أي ما بين عامي 2005 و2015، فقد الاتحاد العديد من الأسماء التي كانت تحظى بجماهيرية كبيرة، إذ استقال الأخوان هاردي، وكذا سي إم بانك الذي فجر مفاجأة حين خرج عن السيناريو مهاجمًا أمام الجماهير عائلة ماكمان وتربل إتش، فضلًا ذهاب روب فاندام، وجوني موريسون، وديف باتيستا، وكيرت إنغل إلى الاتحادات المنافسة، ورحيل كريستيان بعد اعتزال إيدج بسبب الإصابة، في مشهد جعل الجميع يقفون طويلًا أمام ما قدمه للاتحاد الذي اضطر للدمج بين الجيلين الثاني والثالث بشكل أكبر، ويستعين في بعض الأحيان بنجوم الجيل الأول لتحقيق نسبة عالية من المشاهدة.

خسر الاتحاد نسبة عالية من المشاهدات خلال عامي 2007 و2009 رغم تقديمه عرضي TLC وExtreme Rules لأول مرة، والإعلان عن التوسع في نشاطاته الدولية، وتحول البث التلفزيوني الخاص إلى تقنية HD وفق نظام الدفع مقابل المشاهدة، واستخدامه أعلى مستوى من التطور والتقنية في البطولات الثلاثة التي يقوم بتقديمها، فضلًا عن إصداره مجلته الخاصة بالأطفال.

إلا أن كل هذا النجاح الذي حققه في الجوانب التقنية والترفيهية، لم تستطع أن تبقي الاتحاد الأول محليًا على مستوى رياضة المصارعة الحرة ذات الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة، ما أدى لانهيار WWE ماليًا، والعودة إلى أزمة شبيهة بأزمة منتصف التسعينات، فقام الاتحاد بتسريح 10% من الموظفين لتخفيض النفقات بقيمة 20 مليون دولار، واستغنى عن مجموعة من مصارعي الصف الثاني والثالث، إلى جانب عدد غير محدد من العملاء والمنتجين الذين يعملون وراء الكواليس.

 التأسيس لثورة WWE

كان الاتحاد مع نهاية عام 2009 يسير باتجاه الانهيار بعدما اكتفت الجماهير بمتابعة العروض الشهرية وفقًا لجدول المباريات، ورغم وجود نجوم الصف الأول، إلا أن السيناريوهات التي قدمها لم تستطع أن تجذب الجماهير إليها، فقام بإغلاق اتحاد ECW. وثم في شباط/فبراير 2010 أعلن إطلاق عرض NXT السنوي، الذي حقق تفاعلًا جماهيريًا جيدًا نوعًا ما، قياسًا بما كانت تحققه مشاهدات الاتحاد للعروض السابقة.

وفي عام 2012 حول الاتحاد عرض NXT إلى عرض أسبوعي يتم بثه تلفزيونيًا عبر نظام الدفع مقابل المشاهدة، وأصبح خاصًا بالمواهب الشابة التي يشرف على اختيارها تربل إتش زوج ستيفاني ماكمان ابنة مالك الاتحاد، حيثُ يعمل NXT على تأهيل المواهب الشابة عبر تنظيم المباريات بين المصارعين بشكل مباشر تمهيدًا لانتقالهم للعرض الرئيسي RAW أو Smackdown

وحقق الاتحاد الجديد نجاحًا جماهيريًا غير متوقع، بعد استقطاب جماهير المصارعة الذين اعتبروا أن السيناريوهات المكتوبة تتفوق في الكثير من الأحيان على العروض الرئيسية.

هذا النجاح دفع بماكمان أخيرًا لإعطاء الأمر بإنهاء حقبة الجيل الثاني بقيادة ذا روك، وتسليمها للجيل الثالث الذي كان يقوده جون سينا في مهرجان الأحلام راسلمينيا 29 عام 2013، كي يبدأ الاتحاد فصلًا جديدًا من ثورته، يمكن القول هنا إن الاتحاد أراد إنهاء الحقبة الثانية حتى يتسنى له الإسراع في إنهاء حقبة جون سينا التي أدت لتراجع شعبية WWE، والتي بدأ يستعيدها مع نجوم NXT، وفي عام 2013 قدم لأول مرة عرض Payback السنوي،  إضافة لعرض Battleground.

وقبل عام 2013، فقد الاتحاد أسماء كبيرة في عالم المصارعة من الجيل الثاني، إلى جانب الأسماء التي استقالت بعد عام 2005 بسبب تمييز سينا أو بداعي الإصابة، فهناك كريس بنوا الذي وجد منتحرًا في منزله بعد قتله لزوجته وابنته عام 2007، وريك فلير الذي اعتزل بداعي الإصابة بعد خسارته في راسلمينيا 24 أمام صديقه شون مايكلز الذي خسر بدوره أمام ذا أندرتيكر في راسلمينيا 26 عام 2010 في مباراة بلا قواعد، واتفق على إما كسر سلسلة انتصارات الرجل الميت في مهرجان الأحلام أو اعتزال مايكلز في حال الخسارة، وهو ما جرى في نهاية الأمر خلال مباراة أسطورية لا يزال يتذكرها جماهير الاتحاد حتى الآن.

بعدها بعامين في راسلمينيا 2012، كانت الأنظار تتجه لمشاهدة النزال الأشهر في تاريخ الاتحاد الحديث، والذي كان بمثابة نهاية حقبة الجيل الثاني من النجوم بعد المباراة التاريخية التي جمعت ذا أندرتيكر ضد تربل إتش مع وجود مايكلز كحكم خاص. 

خلال الفترة ما بين 2007 و2009 خسر الاتحاد الكثير من المشاهدات وكان يسير باتجاه الانهيار، لولا تدارك الأمر مع عروض NXT

خاض خلالها الثنائي نزالًا دراماتيكيًا في مباراة "Hell In a Cell" لأكثر من نصف ساعة، انتهت بفوز أندرتيكر رغم تنفيذ ضربتين مزدوجتين قاضيتين من مايكلز وإتش، واستخدام إتش لمطرقته الشهيرة.

 وعندما انتهت المباراة، وقف الثلاثة جنبًا إلى جنب في مقدمة ملعب صن لايف، يلقون نظرة وداع على الجماهير، مؤذنين ببداية حقبة جديدة من تاريخ WWE.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"موياي تاي".. قتال أطفال الفقراء في تايلاند

بيج فانزانت.. قتال هجين في حلبات متعددة