15-أبريل-2016

تسبب مقذوف على حافة الطريق ببتر ساق زياد اليسرى وتضرر اليمنى(الترا صوت)

بالنسبة لسكان المحافظات الجنوبية في اليمن، ما بعد الحرب هي معاناة جديدة، تبدأ بما خلفته الحرب من أمراض وإعاقات وتنتهي بعجز عن العلاج. فبعد نحو 9 أشهر من الحرب، أعداد الجرحى والمصابين لا تزال في ازدياد، خاصة ضحايا انفجارات الألغام والقذائف والمتفجرات، والتي تتسبب في إعاقات دائمة وخطيرة.

بعد نحو 9 أشهر من الحرب اليمنية، أعداد المصابين لا تزال في ازدياد، خاصة ضحايا انفجارات الألغام والقذائف، والتي تتسبب في إعاقات دائمة وخطيرة

زياد خالد سالم، طفل السنوات التسع، كان يلعب كعادته مع أخيه سالم في الحي السكني الذي يقطنه رفقة عائلته، في قرية بيت عياض بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، حين التقط مقذوف عيار 23 ملم مضاد للطائرات من على حافة الشارع، ثم أخذه معه إلى إحدى غرف المنزل، وعندما سقط من يده، انفجر فتسبب له في بتر رجله اليسرى وتضرر في رجله اليمنى.

اقرأ/ي أيضًا:  القمامة.. كل ما تبقى لنازحي "الحديدة" في اليمن

والد الطفل زياد، الحاج خالد سالم، تحدث لـ"الترا صوت": "تلقى ابني العلاج في مستشفى "أطباء بلا حدود" لمدة سبعة أشهر، والآن نحن في مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي في مدينة عدن لتركيب طرف صناعي له، جميع تكاليف العلاج أدفعها على حسابي لعدم استجابة الجهات الرسمية لطلبنا المساعدة".

ويضيف خالد: "ولدي الآخر "سالم"، ذو السبع سنوات، لديه أيضًا إصابة بليغة في اليد اليسرى وشظايا أصابت سائر الجسد، الدولة تأخرت في في رفع مخلفات الحرب ما أدى إلى سقوط المئات بين قتلى وجرحى ومعاقين دون أي ذنب وهي حتى لم تهتم بعلاجهم".

يعد مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي في مدينة عدن المركز الوحيد في محافظات جنوب اليمن في اختصاصه، حيث ينتقل إليه الآلاف من المعاقين من مختلف المحافظات وهو ما ساهم في قوائم انتظار طويلة من أجل توفير طرف صناعي، وهذا ما أكده محمد، الذي ظل يتردد على المركز لمدة طويلة حتى استطاع الحصول على موافقة للحصول على طرف صناعي بعد أكثر من شهر تقريبًا.

اقرأ/ي أيضًا:  أسماك اليمن مصيرها التلف في شواطئ عدن

كما أن مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي قائم بمجهودات فردية بسيطة، يقوم بها الطاقم الطبي، ويقول علي لـ"الترا صوت" إن "الأطراف الاصطناعية المتوفرة قديمة ولا تعمل بشكل جيد وهو ما يجعل إعاقتهم متواصلة على الرغم من امتلاكهم للأطراف"، ويضيف: "تتعبنا هذه الأطراف بدلًا من أن تساعدنا من أجل نسيان عَنتْ الإعاقة".

من جانبها، ترى سماح محمد سالم، الاخصائية في الأطراف الاصطناعية، أن "إقبال المرضى بكثرة على المركز الوحيد الموجود وفي ظل قلة المواد التصنيعية للأطراف الصناعية، أدى إلى خشية البعض من عدم توفر العلاج في أي لحظة". وذكرت أن "4 موظفين فقط يستلمون رواتب شهرية في المركز أما البقية فهم متطوعون وهذه مشكلة كبيرة، إذ قد يحدث خلل في إدارة المركز في حال تغيب عدد من المتطوعين، لأنهم غير مجبرين على الحضور في توقيت مضبوط".

وطالب عبد الله محمد القيسي، مدير مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي، بدوره باعتماد المتطوعين كموظفين أساسيين في المركز، لكنه يؤكد أنه لم يتلق ردًا، ويضيف لـ"الترا صوت": "قمنا بتسريح نصف موظفي المركز تقريبًا نظرًا لأننا لا نستطيع دفع مستحقاتهم المالية، وصنعنا ثلاثمائة طرف صناعي، ولم نعد نستطيع الاستمرار في ذلك لعدم توفر الإمكانيات، وإذا ما استمر هذا الحال وتواصل إهمال الجهات الحكومية فإن المركز سوف يتم إغلاقه عاجلًا أو آجلًا".

ويفتقر المركز، حسب المختصين، للأطراف الاصطناعية الخاصة بالأطفال، كما يغيب الدعم النفسي والمعنوي لهؤلاء الأطفال من ضحايا الحرب، لمساعدتهم في التغلب على الإعاقة وتجاوز آثارها النفسية. وكان للجنة الدولية للصليب الأحمر دور مهم في دعم المركز في مدينة عدن، لكن تبعات الحرب أنتجت وضعًا متأزمًا وصعوبات أمنية عرقلت وصول المساعدات والطاقم الدولي من الأطباء الخبراء إلى المركز مما فاقم معاناة مرتاديه.

اقرأ/ي أيضًا:

اليمن.. محميات عدن الطبيعية مهددة!

مها عوض.. صورة عن تحدي نساء اليمن