الترا صوت - فريق التحرير
أعلن التلفزيون الرسمي المصري، اليوم الإثنين، وفاة الرئيس السابق محمد مرسي (67 عامًا)، أثناء جلسة محاكمته في قضية التخابر مع حركة حماس، المنعقدة أمام محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، المعروف بـ"القاضي القاتل"، وعقب إلقاء الرئيس المصري كلمة أمام المحكمة، أصيب بنوبة قلبية توفي على إثرها بشكل فوري، فيما نقل الجثمان إلى المستشفى، واستمر الخبر في تلقي ردود فعل دولية وشعبية.
قال الحقوقي أحمد مفرج المدير التنفيذي لمنظمة "كوميتي فور چستس" في تصريح لـ "ألترا صوت"، إن بيان النيابة العامة حول وفاة الدكتور محمد مرسي، مشكك فيه، فهي ليست طرفًا محايدًا
فور الإعلان عن الوفاة، نعى عدد من الرؤساء والحكام والسياسيين والنشطاء حول العالم الرئيس المنتخب الأول في التاريخ المصري المعاصر، فيما حملت منظمة هيومن رايتس ووتش، الحكومة المصرية مسؤولية وفاة مرسي، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنشطاء اتهم العديد منهم الحكومة المصرية بتنفيذ خطة قتل بطيء للمعتقلين والمسجونين على خلفية قضايا سياسية.
اقرأ/ي أيضًا: السيسي يستكمل اغتيال 25 يناير.. كل ما تبقى تحت طائلة التنكيل
وكان الجيش المصري قد أطاح بمرسي من الحكم بانقلاب في 3 تموز/يوليو 2013، بعد مظاهرات رافضة لحكمه خرجت في 30 حزيران/يونيو 2013، ومنذ ذلك اليوم ومرسي متحفظ عليه في السجن الانفرادي، دون أن يتمكن من لقاء عائلته إلا مرتين فقط، كما مُنع من الحديث إلى فريق الدفاع عنه، وحكم عليه في عدد من القضايا بالسجن كما أعيد النظر في الحكم بإعدامه.
الرواية الرسمية
أصدر المستشار نبيل صادق النائب العام المصري، أعلى سلطة تحقيق، تفاصيل وفاة مرسي في بيان عقب الوفاة بعدة ساعات، وجاء في البيان أن النيابة العامة تلقت إخطارًا بوفاة محمد مرسى أثناء حضوره جلسة محاكمة له، وأثناء المحاكمة طلب المتوفى الحديث، فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمدة خمس دقائق، وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة، وفقًا للبيان الذي تابع:" أثناء وجود المتهم محمد مرسى وباقي المتهمين داخل القفص سقط أرضًا مغشيًا عليه، ونقل للمستشفى وتبين وفاته"، وقد تبين حسب البيان أيضًا عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة لجثمان المتوفى، وأمر النائب العام بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة بنيابة أمن الدولة العليا ونيابة جنوب القاهرة الكلية لإجراء المناظرة لجثة المتوفى، والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بقاعة المحكمة وقفص المتهمين، وسماع أقوال المتواجدين معه في ذلك الوقت.
القتل المتعمد
على عكس الرواية الرسمية التي لاقت تشكيكًا واسعًا، نقل موقع صحيفة العربي الجديد عن مصادر من داخل جلسة محكمة مرسي التي انتهت بوفاته، أن مرسي شرح خلال حديثه الأخير للمحكمة ما يحدث معه من أزمات متكررة بمنع العلاج وتعرضه للموت المتعمد من قبل السلطات، كما ذكر أنه تعرض للإغماء خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة، من دون علاج أو إسعاف، كما طالب بالتواصل مع فريق الدفاع عنه. وقال إن "لدي أسرار وأتعرض للقتل المتعمد"، إلا أن المحكمة قامت بإغلاق الصوت عنه ومنعه من مواصلة الحديث، حتى تعرض للإغماء داخل القفص الزجاجي العازل للصوت، ليتوفى بعدها".
وحملت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة المصرية المسؤولية عن وفاة الرئيس المصري السابق، وقالت سارة ليا ويتسون، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش، على حسابها على موقع تويتر: "الوفاة أمر فظيع، لكنها متوقعة تمامًا نظرًا لفشل الحكومة في توفير الرعاية الطبية الكافية لمرسي، أو الزيارات العائلية اللازمة"، وتابعت أنه "منذ عامين تحدثنا حول الأمر وبسبب تهم ملفقة، (كان يتعرض مرسي) للسجن القاسي واللا إنساني، الحبس الانفرادي، ومحروم من الزيارات العائلية والرعاية الطبية، ولم يتحسن شيء، لذلك كانت هذه النتيجة المتوقعة للإهمال الحكومي".
وعلق عدد كبير من النشطاء الحقوقيين على نبأ وفاة محمد مرسي بتحميل الحكومة المصرية مسؤولية ما حدث بسبب رفض توفير الرعاية الصحية للرئيس الأسبق داخل السجن، كما قارن البعض بين ما قدم من مميزات للرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي خطي برعاية صحية مميزة خلال فترة محاكمته وأتم فترة سجنه داخل أحد أكبر مستشفيات القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت إجراءات الحبس الانفرادي تُطبق على مرسي، فيما نشر البعض التقارير القديمة والطلبات المقدمة من مرسي بمراعاة الحالة الصحية له، وتصدر كل من الوسوم #MuhammedMursi و #محمد_مرسي موقع تويتر للمستخدمين حول العالم.
في هذا السياق، قال الحقوقي أحمد مفرج المدير التنفيذي لمنظمة "كوميتي فور چستس" ومقرها جنيف في تصريح لـ "ألترا صوت"، إن بيان النيابة العامة حول وفاة الدكتور محمد مرسي، مشكك فيه، فهي ليست طرفًا محايدًا بل هي طرف أساسي في عدم تمكين الرئيس الأسبق من العلاج داخل السجن، وتابع أن "الأمر يتجاوز النيابة العامة إلى السلطات الأمنية المصرية والشكوك تسير إلى شبهة ارتكاب السلطات الأمنية في مصر جريمة قتل متعمدة للدكتور مرسي".
وطالب مفرح بتوقف النيابة العامة عن تشريح جثة مرسي دون إذن من ذويه وحضور من ممثليه القانونيين، كما دعا المقرر الخاص المعني بالقتل خارج إطار القانون بالأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في ظروف وملابسات مقتل الدكتور محمد مرسي وما يتصل بها من أوضاع متعلقة باحتجازه واعتقاله وغيرة من المئات داخل السجون المصرية.
ردود أفعال
يُعد محمد مرسي الرئيس المصري الوحيد المنتخب بشكل ديمقراطي، فقد عزله وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي من منصبه في 3 تموز/يوليو 2013، بعد مظاهرات شعبية، رافضة لحكمه قادها بعض قيادات المعارضة المصرية، وعقب عزله تم التحفظ عليه، إلى أن قدم للمحاكمة في عدة قضايا حصل في أربعة منها على أحكام قضائية نهائية، فيما كان من المقرر أن يحصل عل حكم نهائي في كل من قضية التخابر مع حماس والتي صدر حكم بالإعدام ضده في أول مرة لنظر القضية، قبل أن تعاد محاكمته فيها بعد حكم محكمة النقض في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بإلغاء الأحكام الصادرة بالإعدام والسجن ضد مرسي وآخرين.
وعقب انتشار الخبر توالت ردود الأفعال العالمية وأعربت الأمم المتحدة عن خالص تعازيها لعائلة ومحبي الرئيس المصري الأسبق. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، وعلق أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الخبر، قائلًا: "تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي". وأضاف عبر حسابه في تويتر: "أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
اقرأ/ي أيضًا: النفاق الأمريكي في الشرق الأوسط.. من انقلاب السيسي إلى احتجاجات إيران
ونعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرسي في تغريدة على تويتر، قائلًا: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة أخي محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر. أدعو بالرحمة للشهيد محمد مرسي أحد أكثر مناضلي الديمقراطية في التاريخ. إنا لله وإنا إليه راجعون"، ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس التركي قوله إنه "مع الأسف جرى هذا في قاعة المحكمة، وأنا بداية أدعو الله بالرحمة لأخينا وشهيدنا".
عقب انتشار خبر وفاة محمد مرسي، توالت ردود الأفعال العالمية وأعربت الأمم المتحدة عن خالص تعازيها لعائلة ومحبي الرئيس المصري الأسبق
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن "الأمة لن تنسى مواقف محمد مرسي المشرفة". كما نعى الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق وأحد اقطاب المعارضة التي دعمت عزل مرسي، وهو على خلاف مع النظام الحالي، مرسي وقال: "رحم الله الدكتور محمد مرسى وألهم آله وذويه الصبر والسلوان".
اقرأ/ي أيضًا: