29-أغسطس-2024
التحيز ضد المسلمين

معزون يضعون الورود على ضريح طفل مسلم قتل على أساس الدين في إلينوي (رويترز)

أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرته مؤسسة "بروكينغز" الأميركية، أن المواقف الإيجابية تجاه المسلمين بين الأميركيين قد تراجعت، وأن التحيز العام ضدهم يظل أعلى من أي مجموعة دينية أو عرقية أخرى، وفقًا لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وبحسب "ميدل إيست آي"،فإن استطلاع "القضايا الحرجة" (UMDCIP) لجامعة ماريلاند، الذي صدر، أول أمس الثلاثاء، وأجري في الفترة الممتدة من 26 تموز/يوليو حتى الأول من آب/أغسطس الجاري، يتكون من مسارين، الأول يقيس التغيير في المواقف العامة الأميركية تجاه الإسلام والمسلمين، والثاني يدرس التحيز تجاه الجماعات الدينية والعرقية، بما في ذلك المسلمين واليهود.

وبشكل عام، ارتفعت الآراء الإيجابية تجاه المسلمين والإسلام خلال العام الماضي، لكن نتائج الاستطلاع أظهرت انخفاضًا من 74 بالمئة إلى 64 بالمئة خلال العام الجاري، مقارنة بعام 2022، فيما يتعلق بالآراء الإيجابية تجاه المسلمين، وانخفاضًا إلى 48 بالمئة في المواقف الإيجابية تجاه الإسلام.

يتكون الاستطلاع من مسارين، الأول يقيس التغيير في المواقف العامة الأميركية تجاه الإسلام والمسلمين، والثاني يدرس التحيز تجاه الجماعات الدينية والعرقية

ووفقًا لـ"ميدل إيست آي"، فقد انخفضت الآراء الإيجابية تجاه المسلمين بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، لكن الانخفاض كان أكثر وضوحًا بين الجمهوريين.

وكان 52 بالمئة من الجمهوريين ينظرون إلى المسلمين بشكل إيجابي في شباط/فبراير الماضي، لكن هذا الرقم انخفض إلى 46 بالمئة في تموز/يوليو الماضي، بينما سجل انخفاضًا لدى الديمقراطيين من 83 بالمئة في شباط/فبراير من الفترة ذاتها، إلى 80 بالمئة في تموز/يوليو الماضي أيضًا.

وأجري الاستطلاع على عينة من 1510 أشخاص من البالغين الأميركيين، مع زيادة في عدد العينات بلغت 202 شخص من السود، بالإضافة إلى 200 شخص من اللاتينيين.

المشاعر المعادية للمسلمين مقابل المشاعر المعادية لليهود

ينقل "ميدل إيست آي" عن التقرير، أنه كانت هناك زيادة كبيرة في حوادث الكراهية والتحيز ضد اليهود والمسلمين على مستوى العالم، في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، علمًا أنه تم تضمين التحيز تجاه اليهود واليهودية في الاستطلاع لأول مرة.

وفيما بلغت الآراء الإيجابية تجاه المسلمين 64 بالمئة، فضلًا عن 48 بالمئة تجاه الإسلام، فإنها بلغت 86 بالمئة تجاه اليهود، مقابل 77 بالمئة تجاه اليهودية، ويقول الاستطلاع، بحسب الموقع البريطاني، إن: "الفجوة بين المواقف تجاه الأفراد والدين ليست نادرة، وقد وجدت باستمرار في استطلاعاتنا السابقة، وخاصة تجاه المسلمين".

ويشير الاستطلاع إلى وجود عامل رئيسي آخر يتمثل بالعرق، إذ بينما ينظر تسعة بالمئة فقط من البيض إلى اليهود بشكل سلبي، فإن 37 بالمئة ينظرون إلى المسلمين بشكل سلبي.

أما على مستوى الأشخاص السود واللاتينيين، فإن 29 بالمئة من السود ينظرون إلى المسلمين بشكل سلبي، مقارنة بـ21 بالمئة تجاه اليهود، فيما ينظر 33 من اللاتينيين إلى المسلمين بشكل سلبي، مقابل 22 بالمئة تجاه اليهود.

ووفقًا للاستطلاع، يعتبر التعليم الجامعي، بالإضافة إلى التعرف على الأشخاص، والعلاقات الشخصية مع المسلمين واليهود من العوامل الهامة التي تساهم في تكوين مواقف أكثر إيجابية تجاه كل من المسلمين واليهود.

الفجوة بين الأجيال

ووفقًا للموقع البريطاني، يُظهر الاستطلاع وجود فجوة في وجهات النظر بين الأجيال، إذ إن الأميركيين الأصغر سنًا لديهم آراء أكثر إيجابية تجاه اليهود مقارنةً بالمسلمين بشكل عام، بينما الأميركيون تحت سن الـ30 عامًا لا زالوا يمتلكون آراء أكثر إيجابية تجاه المسلمين والإسلام، مقارنةً بالأميركيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ30 عامًا.

ويقول الاستطلاع إن التحيز ضد المسلمين أعلى مقارنةً بالمجموعات الأخرى عندما يتعلق الأمر بمساهماتهم المتصورة في المجتمع الأميركي، فقد أظهرت الاستطلاعات أن ثلث الأميركيين فقط (37 بالمئة) يعتقدون أن المسلمين يعززون المجتمع الأميركي، بينما يرى غالبية الأميركيين الأمر نفسه بشأن كل مجموعة عرقية ودينية أخرى.

وينقل "ميدل إيست آي" عن التقرير، أن الشباب الأميركيين (تحت سن الـ30 عامًاا) يمتلكون آراء متطابقة بشأن مدى تعزيز المسلمين واليهود للمجتمع الأميركي، لكن الأميركيين الأكبر سنًا يعتقدون أن اليهود (55 بالمئة) يساهمون بشكل أكبر بكثير في المجتمع الأميركي مقارنةً بالمسلمين (32 بالمئة).

ويختم "ميدل إيست آي"، التقرير بالإشارة إلى أن أدنى نسبة توجد بين الأميركيين الجمهوريين الأكبر سناً، حيث يعتقد 21 بالمئة منهم أن المسلمين يساهمون في المجتمع الأميركي.