أطلقت منظمة الإنقاذ الدولية في يوم اللاجئ حملة بالتعاون مع سبعة أشخاص من مصممي الفيديو على يوتيوب، لإنشاء محتوى يفيد بالتعريف بشخصية اللاجئ وإخبار قصته ومشاركتها مع آخرين من خلال رواية طريقة خروجهم من بلادهم والظروف التي عاشوها، وما يطمحون إليه في البلد المضيف.
أطلقت منظمة الإنقاذ الدولية حملة "أكثر من لاجئ" مؤخرًا للتعريف بشخصية اللاجئ وما يعيشه لكن الحملة لقيت حملة مضادة خاصة في أوروبا
وانطلقت الحملة بعنوان More Than a Refugee "أكثر من لاجئ"، من خلال فيديو يرصد شخصيات مختلفة الأعمار والجنسيات تحكي عن عملها وأحلامها. مريم فتاة من العراق تحلم أن تكون مغنية راب، ورجل فلسطيني يصنع طائرات ورقية من قناعته أن باستطاعته فعل شيء بعد كل ما حدث معه، فتاة من السودان تريد أن تلعب كرة القدم، الكل بحالة جيدة الآن، ويحلم بتحقيق ما يرغب به.
اقرأ/ي أيضًا: "لاجئ".. لماذا يخافون التسمية؟
عناوين عريضة من الممكن أن نكون قد صادفناها من قبل، في فيديوهات وبرامج تطرقت حول الموضوع في الحقيقة. كما ويبدو فيديو "أكثر من لاجئ" عاديًا مقارنة بالكثير من الفيديوهات التي اعتدنا رؤيتها بين الحين والأخر عن موضوع اللاجئ ووضعه وحياته. ولكن مع هذا الفيديو الأمر يبدو مختلفًا نوعًا ما، إذ تعرض لهجوم كبير من متابعي يوتيوب في غضون يومين، بعد أن حقق أكثر من 15 مليون مشاهدة، إلاّ أن ما يقارب نصف مليون غير معجب بالمحتوى المتضمن للفيديو، ومئات التعليقات تحت الفيديو كانت مناهضة لقضية اللاجئين برمتها، حيث علّق أحدهم: "إن استطعتم حذف التعليقات لن تستطيعوا إخفاء الحقيقة"، في إشارة لأن هناك هجمة فعلية على محتوى الفيديو من قبل أشخاص لا يرغبون بوجود اللاجئين ولا يتقبلونهم في مجتمعاتهم.
الاندماج والعمل على تقريب صورة اللاجئ من المجتمعات الغربية، أو العكس واحد من أهم المواضيع في السنوات الأخيرة، كما ودارت حوله عديد المناقشات والبرامج، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد بعيد في إثارة النقاش أو إخماده. ويطرح بكل تأكيد سؤالًا، لم يعد هامشيًا، وهو ارتباط الخوف الكبير من اللاجئين بالصورة النمطية التي يقدمها إعلام اليمين المتطرف عنهم، والتي كانت سببًا بتنامي شعبيته مؤخرًا، وهو ما تجلى في الانتخابات الأخيرة في دول الاتحاد الأوروبي.
كما ولجأ العديد من أنصار اليمين المتطرف إلى اتهام المنظمة التي أعدت الفيديو بأنها تقدم بروباغندا وحملات دعائية عن اللاجئ فأطلقوا مزامنةً مع الفيديو المذكور أعلاه، فيديو آخر بعنوان "أكثر من لاجئ، النسخة الحقيقية". يحتوي الفيديو الثاني على مقاطع مصورة قديمًا لشباب يقومون بضرب فتاة أو إيقاع أخرى عن الدرج، والهجوم على سيارات الشرطة، وسيارات العامة في الطرقات، وتظهر مشاهد العنف والفوضى هذه على صوت شخصيات الفيديو الأسبق.
يرتبط الخوف الكبير من اللاجئين بالصورة النمطية التي يقدمها إعلام اليمين المتطرف عنهم، والتي كانت سببًا بتنامي شعبيته مؤخرًا
في ظهور سابق لمقاطع الفيديو المجمعة بداخل الفيديو الثاني، والتي انتشرت بفترات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يذكر فيها أن من يمارسون الفوضى هم لاجئون، أو أنها ممارسات يقوم بها لاجئون في المجتمعات المضيفة، هي كانت بمثابة فيديوات تصور الفوضى والشجار والتحرش في مدن أوروبية معينة.
اقرأ/ي أيضًا: عنصرية ضد اللاجئين في أوروبا.. من المهاجرين أيضًا!
إلى جانب ذلك انطلقت ذات الحملة تحت ذات الاسم "أكثر من لاجئ" في لبنان وفي المناسبة ذاتها، للتعريف بشخصية اللاجئين وأحلامهم، حيث أن تلك التسمية أجبرتهم عليها الظروف، وأضافت الحملة بعدًا أخر أرادت الإضاءة عليه، وهو أن ما تراه الناس على المحطات الفضائية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ليس حقيقة اللاجئين بالضرورة، الذين يرغبون أن تكون حياتهم أفضل، ولم يختاروا ما لحق بهم.
اقرأ/ي أيضًا:
اللاجئون السوريون في البازار اللبناني
فوبيا اللاجئين السوريين في لبنان.. عنصرية من الوزير قبل المواطن