ألترا صوت - فريق التحرير
بالإضافة إلى محاولات الضغط على الولايات المتحدة، والتأثير على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل عدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد السعودية، بعد اغتيال جمال خاشقجي، فإن دور تل أبيب، كما تبين تقارير عدة، تجاوز ذلك، وصولًا إلى مساهمة شركات إسرائيلية، بشكل مباشر، بتعقب خاشقجي، والتجسس على معلوماته.
حيث تداولت صحف ووسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، في الساعات الماضية، خبرًا يفيد بأنه تم استخدام برنامج تجسس إسرائيلي لتتبع واختطاف، ثم اغتيال جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
تقف شركة إسرائيلية وراء تزويد السعودية بتقنية القرصنة التي سهلت الوصول إلى خاشقجي ثم اغتياله
واستشهدت هذه الصحف بتصريحات لإدوارد سنودن، وهو عميل سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، كان قد سرب معلومات سرية من الوكالة للصحافة في عام 2013، ويعيش حاليًا على إثر ذلك في روسيا.
ووفقًا لسنودن، فإن شركة NSO Group الإسرائيلية، المعروفة ببيع تقنيات اختراق وتجسس متطورة للحكومات من دون أبه بالطريقة التي يتم من خلالها استخدام هذه التقنيات، ساهمت في تعقب خاشقجي. كما أن الشركة تقف وراء تزويد السعودية بتقنية القرصنة التي سهلت الوصول إلى خاشقجي، وهي أيضًا القائمة على صناعة وتطوير برامج التجسس Pegasus الشهيرة، التي تمكن المخترقين، وهم غالبًا من أجهزة الاستخبارات أو الحكومات، من الوصول إلى الرسائل والصور والميكروفون والكاميرا في جهاز الضحية، وقد تم استخدامها من قبل حكومات قمعية بشكل واسع خلال الفترة الماضية، للتجسس على المعارضين، خاصة في الخارج.
اقرأ/ي أيضًا: نيويورك تايمز: أبوظبي تستعين بخبرات إسرائيلية للتجسس على قطر
وفي حديثه عن بعد، عبر تقنية فيديو كونفرنس، قال سنودن في مؤتمر في تل أبيب، إن السعوديين استهدفوا خاشقجي لأنهم وصلوا إلى جهاز واحد من أصدقائه، وهو معارض سعودي آخر يعيش في كندا. كما أن السعوديين تمكنوا من الحصول على عدة معلومات عن خاشقجي باستخدام أدوات التجسس الإسرائيلية نفسها. وأضاف سنودن متحدثًا من مكان لم يكشف عنه في موسكو، إن مجموعة الشركات الخاصة هذه هي أسوأ الأسوأ في بيع أدوات التجسس من هذا النوع، التي تستخدم بشكل فعال لانتهاك حقوق الإنسان وتتبع المعارضين والناشطين.
وكانت عدة تقارير سابقة، قد كشفت عن تورط شركات إسرائيلية، في تزويد السعودية والإمارات، ودول عربية أخرى، بتقنيات تجسس تساعد على مراقبة وتتبع المعارضين خاصة في الخارج، وهو ما تبين أن السعودية قامت باستخدامه بالفعل لاختراق الهواتف المحمولة لعدد كبير من الصحافيين، كما أنها حاولت من خلال نفس هذه التقنيات، التجسس على مكالمات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
تمر العلاقات السعودية مع إسرائيل، بمنحى تصاعدي بشكل غير مسبوق، منذ تسلم محمد بن سلمان زمام السلطة
يُذكر أن موقف إسرائيل من ملف خاشقجي، الذي تم التعبير عنه في أكثر من تصريح رسمي، كان ميالًا بشكل واضح باتجاه تخفيف الضغط على السعودية، باعتبار أن المصالح الاستراتيجية والاستقرار في الشرق الأوسط، أهم من هذه الملفات الحقوقية، كما عبر عن ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشكل واضح، قائلًا إن ما حدث مع خاشقجي مروع، لكن استقرار الرياض مهم للشرق الأوسط.
اقرأ/ي أيضًا: اغتيالات وخطف وتجسس.. عالم ضد الصحافيين!
كما أنه ومنذ البداية، تخوف صناع القرار في تل أبيب بشأن قضية خاشقجي، واعتبروها مأزقًا وتحديًا مباشرًا. حيث أشارت تقارير صحفية عدة، أن مخاوف هؤلاء المسؤولين مرتبطة بشكل أساسي بالقلق حول مستقبل العلاقة مع السعودية، التي توطدت خلال فترة إدارة دونالد ترامب، واعتبارهم أن التراجع في العلاقات الأمريكية السعودية، سيلقي بظلاله على علاقة إسرائل بالرياض، وبالتالي على وضعها الإقليمي.
من الجدير بالذكر، أن العلاقات السعودية مع إسرائيل، تمر بمنحى تصاعدي بشكل غير مسبوق، منذ تسلم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لزمام السلطة الفعلية في البلاد. وقد تجاوزت هذه العلاقات مجرد التنسيق الأمني أو الاستخباري المشترك، بينما يرجح مراقبون، أن هذه العلاقات قد تصل إلى الرسمية في وقت قريب.
اقرأ/ي أيضًا:
أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل