07-يونيو-2018

تضمنت إحدى حلقات مسلسل "شير شات" السعودي إساءة متعمدة للمرأة المغربية (يوتيوب)

يبدو الحديث عن أي إساءة للمغرب تحمل بصمات سعودية، أمرًا عاديًا! ولم يعد يحتمل الضجة وردة فعل عنوانها الكرامة وعزة النفس، طالما أن التجارب علمتنا أن مفردات من هذا القبيل لا تصلح ولا تستعمل إذا ما تعلق الأمر بمن توصف مجازًا عند البعض، لسبب ما يحكمه المال، بـ"الشقيقة الكبرى"!

مجددًا تتكرر الإساءة السعودية للمرأة المغربية، هذه المرة في إحدى حلقات المسلسل السعودي "شير شات"

شخصيًا أعتبر نفسي، وبتواضع، من القلائل الذين واكبوا سلسلة طويلة عريضة من الإهانات، ويمكن التأكد بسهولة من خلال جوجل الحافل بمقالات ومواضيع في هذا الصدد، وأعتز بكوني نلتُ كمًا هائلًا من السباب والهجوم غير المتناهي بعد أن خَدَشَت كتاباتي كبرياء أشقائنا السعوديين.

اقرأ/ي أيضًا: مسلسل "العاصوف".. كشف المستور في المجتمع السعودي 

على العموم كان لابد من فتح هذا القوس، لأن ما يوصف اليوم بـ"الحالة الجديدة" التي كشف عنها مسلسل تلفزيوني سعودي باسم "شير شات"، وتحديدًا الحلقة 14، التي جاءت بعنوان "مراكش الرحلة الأخيرة"، هي أمر يستحق التوقف عنده. 

وهنا يكفي فقط التقاط اسم المدينة المغربية ليدرك المشاهد المقاصد التي يرمي إليها صناع العمل ومن يقف خلفهم، وهذا يرتبط حتى بالشخصيات الرسمية في النظام السعودي، وخير دليل على ذلك ما ورد على لسان المستشار بالديوان الملكي ورئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ في إحدى الجلسات التلفزيونية الخاصة بالكرة السعودية، حين تهكم على أحد اللاعبين الذين يزورون المغرب باستمرار، مكررًا عبارة "ترانزيت مراكش" التي تجاهلها الكثير من المغاربة حينها مع كامل الأسف.

وبالعودة للحلقة التي استفزت أهل المغرب، من العمل الدرامي الذي يعرض على قناة "إس بي سي" السعودية الحديثة، حيث يزور أبطال المسلسل الثلاثة مراكش من أجل البحث عن زوجات في إطار مقارب لما يعرف "بزواج المتعة"، كما سماها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهذا الاتهام الصريح الذي لا يحتاج لتوضيح، يكشف مجددًا الصورة المشوهة للبلد لدى السعوديين، وهنا نتساءل: هل هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا الاستهداف؟ وهل يمكن فعلًا أن نصدق أن الجدل الدائر اليوم يمكن أن يقود لتغيير ما يردع هؤلاء المسيئين لصورة المرأة المغربية؟

علمتنا التجارب الماضية ان نقول ونردد: إنها مجرد جعجعة بلا طحين، وسرعان ما سينتهي كل شيء، وتعود الأمور إلى طبيعتها، وتمر ـيام معدودة، ويطل علينا وسم (هاشتاغ) جديد على موقع تويتر يحمل إهانة أكبر وأفظع لمراكش وللمغرب ونسائه، طالما أنه لا إرادة حقيقية في "إغضاب" الطرف السعودي الذي "يحق له ما لا يحق لغيره! فلماذا نشحك على أنفسنا إذن؟!

للأسف، لا يوجد ما يمنع تكرر إنتاج نفس الصورة المسيئة عن المغرب ونسائه في أعمال درامية أخرى في رمضانات قادمة

ما جسده المسلسل المذكور، ليس الأول، وعلى الأرجح لن يكون الأخير على الإطلاق. وليس ثمة ما يمنع أن تُنتج أعمال أخرى في رمضانات قادمة، تُكرس لنفس الصورة المسيئة، دون أن يسأل أحد عن مضمون السيناريو الذي سيُصوّر في الأراضي المغربية وبموافقات رسمية، وإن رُصدت الإهانات، فلا مجال لأن تكون سببًا في منع التصوير مثلًا، أو على الأقل طلب تعديل كما يحدث دائمًا! للأسف، إنها الحقيقة المُرّة التي يُصر كثيرون على تجاهلها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب.. إعلام يهين المرأة

المغربيات ينتفضن ضد التحرش الجنسي في وسائل النقل العمومي