ضربت كرواتيا موعدًا مع إنجلترا في نصف نهائي مونديال روسيا للمرّة الثانية في تاريخها، وذلك بعد أن ابتسمت في وجهها ركلات الحظّ الترجيحية للمرّة الثانية على التوالي، فيما واصلت إنجلترا تألّقها وحقّقت فوزاً اجتمع به الأداء والنتيجة على حساب السويد، فوزٌ أوصل إنجلترا لمربّع الكبار بعد غياب دام 28 عاماً، بانتظار ما ستفضي إليه مواجهة كرواتيا مع إنجلترا، والتي يتفوّق بها الأخير تاريخيّا بواقع 4 انتصارات مقابل خسارتين.
عادلت إنجلترا رقمها القياسي المسجّل عام 1966 بتسجيل 11 هدف في المونديال
كسرت إنجلترا بفوزها المستحقّ على السويد التعادل الذي لازم لقاءات الفريقين في المواجهات المونديالية، حيث تعادل الفريقان في مونديالي 2002 و2006، وكانت المواجهة هذه أولى المباريات التي جمعتهما بالأدوار الإقصائيّة
بدأ منتخب الأسود الثلاثة اللقاء بطريقة بالغة التنظيم، فسيطر لاعبو المدرّب ساوثغيت على منتصف الملعب، وملكوا الأفضليّة في استحواذ الكرة، في وقت اكتفت فيه السويد بالتعادل، وأحكم خطّها الخلفي السيطرة على تحرّكات هدّاف المونديال الحالي برصيد 6 أهداف هاري كين، عندها لجأ الإنجليز للكرات العرضيّة المرفوعة.
اقرأ/ي أيضًا: ركلات الترجيح تصعق إسبانيا والدنمارك وتقصيهما من كأس العالم
كاد أن يثمر ضغط الإنجليز هدفاً أول بعد 17 دقيقة من بداية المباراة، لكنّ تسديدة هاري كين الأرضيّة انحرفت عن القائم، وهنا تنبّه السويديّون لضرورة زيادة التكتّل الدفاعي، فالفريق الإسكندنافي يتميّز بامتلاك عناصره للقوّة البدنية الهائلة، إضافة إلى القامات الطويلة التي ستحرم الإنجليز من تنفيذ الكرات العرضية خطّطوا لها، لكن لاعباً اسمه هاري ماغوير تخطّى هذا العائق وسجّل برأسه الهدف الأوّل لفريق الأسود الثلاثة، بعد أن استثمر بنجاح ركلة ركنية، وهو أوّل هدف دولي له.
قبل نهاية الشوط الأوّل بلحظات، كاد رحيم ستيرلينغ أن يضاعف الغلّة لفريقه، لكنّه فضّل تسديد الكرة نحو أقدام المدافعين عوضاً عن تمريرها لزميله هاري كين، ومع بداية الشوط الثاني تألّق حارس إنجلترا جوردان بيكفورد في إبعاد رأسيّة ماركوس بيرج، الأمر الذي أعاد للذاكرة التصدّي الأسطوري للحارس الإنجليزي جوردون بانكس في مونديال 1970.
ومع استمرار فرض الحظر على هاري كين من مدافعي السويد، ارتقى ديلي ألي لكرة مرفوعة من زميله لينغارد، وصوّب برأسه نحو المرمى الكرة معلناً تفوّق فريقه بهدف ثان، هدفٌ رأسيّ جعل من إنجلترا أكثر فريق يسجّل من كرات رأسيّة في هذا المونديال بواقع 5 أهداف، كما عادل هذا الهدف سجلّ الفريق القياسي بتسجيل الأهداف، حيث سجّل أكثر مرّة في مونديال 1966 عندما توّج باللقب 11 هدف، والآن أتمّ هذا العدد من الأهداف وما زال لديه 3 مباريات.
رغم تأخّرهم بهدفين، إلا أن زملاء فيكتور ليندلوف لم ينجحوا بفرض نسقهم على اللقاء، ولكن بعكس مجريات اللقاء سنحت لهم فرصتين خطيرتين، ولكن مع وجود جوردان بيكفورد ذهبت محاولاتهم أدراج الرياح، لتحجز إنجلترا مكانها في مربّع الكبار للمرّة الثالثة في تاريخها بعد أعوام 1966، و1990.
اقرأ/ي أيضًا: بلجيكا تغتال حلم البرازيل بالمونديال.. السيلساو ضد نفسه!
ستواجه إنجلترا في الدور نصف النهائي فريق كرواتيا، والذي أنهى مغامرة روسيا صاحبة الضيافة بركلات الترجيح، فالفريقان وصلا لهذا الدور بالركلات هذه، عندما تخطّت كرواتيا الدانمارك في دور الستة عشر، وفعلت روسيا ذلك على حساب إسبانيا بالدور ذاته، وهنا توقّفت مسيرة الروس عند دور الثمانية، وهو إنجاز تاريخي لم يحدث من قبل، بينما وصلت كرواتيا لمربّع الكبار للمرّة الثانية في تاريخها، وكانت المرّة الأولى في عهد النجم دافود سوكر بمونديال فرنسا 1998، وحينها أحرز الفريق المركز الثالث على حساب هولندا بعد خسارته أمام فرنسا البطلة في الدور نصف النهائي.
بدأت المباراة بشكل ممل من الطرفين، فالفريقان بدا عليهما الإرهاق نتيجة للعب أكثر من 120 دقيقة في دور الستة عشر، وتراجع أصحاب الأرض تدريجياً لخطوطهم الخلفيّة، ما منح زملاء لوكا مودريتش السيطرة على مجريات المباراة، وبعكس التوقّعات باغت دينيس تشيرشيف حارس كرواتيا، وسدّد في الدقيقة 31 من خارج منطقة الجزاء كرة اكتفى الحارس الكرواتي بمشاهدتها وهي تلج شباكه، وما هي إلّا 8 دقائق حتى استثمر كراماريتش عرضيّة ماندزوكيتش وعدّل برأسه النتيجة لكرواتيا.
سجّل لاعبو إنجلترا برأسهم 5 أهداف في هذا المونديال
تواصل الإيقاع الهجومي لكرواتيا في الشوط الثاني، وكاد بيرسيتش أن يمنح بلاده هدف التقدّم، لكنّ كرته اصطدمت بالقائم، فانحصر اللعب في وسط الملعب حتى نهاية الوقت الأصلي للمباراة، ومع لجوء الفريقين للوقت الإضافي سيطر الحذر الشديد على مجريات المباراة، فكلاهما يخشى دخول مرماه هدفاً يصعب تعويضه، ومع الدقيقة 101 استطاع المدافع الكرواتي دوماجوي فيدا أن يمنح بلاده التفوّق، وذلك بعد استغلاله لركلة ركنية وضع على إثرها الكرة برأسه في شباك الحارس الروسي.
رمت روسيا بكلّ أوراقها في محاولة لتعديل النتيجة، فليس هناك ما تخسره، ونتيجة للضغط الروسي الهائي ارتكب المدافع الكرواتي جوسيب بيفاريتش الخطأ في المنطقة المحرّمة، عندما لمس الكرة بيده على حافّة منطقة الجزاء، فاستغلّها أصحاب الأرض مسجّلين هدف التعادل في الدقيقة 115عبر ماريو فيرنانديز، عندها لجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت لكرواتيا بنتيجة 4-3، حيث أضاعت روسيا ركلتين مقابل ركلة لزملاء مودريتش.
اقرأ/ي أيضًا:
فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال
بعد خلاصها من لعنة ركلات الترجيح.. قدم إنجلترا في نهائي كأس العالم