27-سبتمبر-2024
دبابات إسرائيلية على الحدود مع لبنان

دبابات إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)

اعتبرت مجلة "ذي إيكونوميست" أن التصعيد بين "إسرائيل" و"حزب الله" وصل إلى أقصى درجاته. ومع أن الوضع يبدو سيئًا حاليًا، إلا أنه قد يسوء أكثر إذا استمر التصعيد بين الطرفين، حيث قالت المجلة إن الحرب الشاملة المحتملة بينهما ستكون مدمرة ومكلفة لكلاهما، لكن لا تزال هناك فرصة لتجنب هذا السيناريو الكارثي.

وعلّقت المجلة على ادعاء "إسرائيل" بأنها دمّرت ما يصل إلى 50 بالمئة من ترسانة "حزب الله"، بالتحذير من أن ما تبقى من تلك الترسانة يمكن أن يلحق أضرارًا كبيرة بها، مؤكدةً أن القوة العسكرية لن تضمن لها النصر، وهو ما كان واضحًا في حروبها السابقة في لبنان.

وأشارت إلى أن قوات جيش الاحتلال المنهكة بعد عام من القتال في قطاع غزة، ستجد نفسها في حال تنفيذ عملية برية جنوب لبنان في مواجهة "عدو مسلح ومتمرس على أرضه" على حد وصفها. كما لفتت إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سيتلقى نتيجة هذا التصعيد، وتطوّره إلى حرب شاملة، ضربة كبيرة جديدة. بينما ستؤدي الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية في لبنان إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.  

أثبتت حروب "إسرائيل" السابقة في لبنان أن قوتها العسكرية لن تضمن لها الخروج منتصرة

ورأت "ذي إيكونوميست"، ضمن هذا السياق، أن لدى "إسرائيل" عدة أسباب أخرى للتراجع عن الحرب الشاملة، منها أنها لن تستطيع تدمير "حزب الله"، ولن يكون بمقدورها فعل شيء سوى إضعاف قدراته. وذكرت أنه في حال استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف تابعة للحزب، خاصةً الصاروخية منها، فإن الأخير سيتخذ قرار استخدام ترسانته ضد "إسرائيل" بدلًا من خسارتها، وهذا ما لا تريد "إسرائيل" حدوثه، بحسب المجلة.

ورأت المجلة أن الحل الأفضل لتخفيف التصعيد في لبنان يكمن في الجنوب، وذلك في إشارة إلى قطاع غزة، إذ سبق وأن قال الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، إن الهجمات على "إسرائيل" لن تتوقف إلا عندما يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار هو ما سيسمح للإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات الشمالية، واللبنانيين إلى بيوتهم في الجنوب. ومع أن الهدنة ليست ضمانة ضد الصراع مستقبلًا، لكن وقف إطلاق النار أفضل من استمراره، على حد تعبيرها.

ولليوم الخامس على التوالي، لا تزال الهجمات الإسرائيلية مستمرة على قرى وبلدات مختلفة جنوب وشرق لبنان، وسط تأكيدات إسرائيلية بأن الهجوم سيستمر حتى إعادة الهدوء إلى الشمال، حيث قال وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، اليوم الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف "حزب الله" حتى تحقيق الهدوء على الجبهة الشمالية، وفق ما نقلته القناة الـ13 الإسرائيلية.

وتأتي تصريحات غالانت بعد تراجع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، عن تفاهمات توصل إليها مع الإدارة الأميركية بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، وهو ما أكده مسؤول أميركي رفيع لموقع "والاه" الإسرائيلي، حيث قال إن نتنياهو تراجعًا عن كلامه، لكنه أشار إلى أن البيت الأبيض لا يرى في ذلك رفضًا للمبادرة الأميركية.

وأشار المسؤول، الذي لم يسمه الموقع، إلى أن مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان لا تزال قائمة، وأن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل العمل عليها. كما ذكر بأن واشنطن مستمرة في الضغط على "إسرائيل" لمنعها من الدخول إلى جنوب لبنان.