تأججت حالة من الغضب الشعبي في الشارع الأردني عقب وفاة عدد من المواطنين المصابين بعدوى فيروس كورونا في مستشفى السلط الجديد، جراء انقطاع إمداد الأكسجين في وحدات العناية الحثيثة والطوارئ والخداج لمدة ساعة كاملة، ما أسفر عن وفاة 7 منهم على الأقل، في حين تحدثت مصادر أخرى عن أعداد أكبر.
وأعلن مدير المركز الوطني للطب الشرعي في وزارة الصحة الأردنية، الدكتور عدنان عباس، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية، أن السبب المؤدّي للوفيات في مستشفى السلط الحكومي هو "نقص الأكسجة"، وأن جميع المتوفين كانوا مصابين بمرض كوفيد-19.
من جهته سارع وزير الصحة الأردني الدكتور نذير عبيدات بتقديم استقالته لرئيس الحكومة بشر الخصاونة، والتي قبلها لاحقًا، ليتمّ بعدها تكليف وزير الداخلية، مازن الفراية، بإدارة شؤون وزارة الصحة. كما تمّ توقيف مدير المستشفى وثلاثة من مساعديه بتهمة التسبب بالوفاة بالاشتراك، وفتح تحقيقات مباشرة للوقوف على كيفية وقوع الحادثة.
كما توجّه الملك الأردني عبدالله الثاني إلى مستشفى السلط الحكومي غرب العاصمة عمّان بعد انتشار كثيف للأمن وقوات الدرك في محيط المستشفى وتطويقه، في حين تجمّع أهالي المتوفين وبقية المرضى مطالبين بمحاسبة كافة المسؤولين عن الحادثة. كما توافد مسؤولون آخرون إلى المستشفى من بينهم رئيس الوزراء بشر الخصاونة، في محاولة للتعبير عن التضامن مع أهالي الضحايا وتخفيف حالة الاحتقان الحاصلة، في حين أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رفض الأهالي استقبال بعض المسؤولين والقيام بطردهم.
تضامن واسع وغضب شعبي
تشكّلت منذ صباح أمس السبت 13 آذار/مارس حالة من الغضب الشعبي الواسعة في الأردن جرّاء الحادثة التي وصفها الأردنيون بالجريمة بعد انقطاع الأكسجين عن أقسام عدة في مستشفى السلط الجديد من بينها قسم العناية الحثيثة حيث يعالج مرضى كوفيد-19. وتصدّر هاشتاغ #مستشفى_السلط على تويتر، حيث طالب رواد المنصّة في تغريداتهم بمحاسبة المسؤولين المتورطين في الحادثة بشكل فوري.
وقد عبّرت تغريدات الأردنيين عن حالة من الاحتقان والاستياء عن كيفية إدارة السلطة التنفيذية لأزمة كورونا، بعد فشل الحكومة السابقة والحالية باتخاذ الخطوات اللازمة لضبط تفشي العدوى بين الأردنيين، وتوفير اللقاحات، وتطوير القطاع الصحي العام، رغم مضيّ أكثر من سنة على بدء الأزمة في البلاد.
كما أكّد ناشطون أردنيّون أن وقوع كارثة بهذا الحجم جرّاء نفاد مخزون الأكسجين الإستراتيجي في مستشفى جديد هو ليس خطأ إجرائيًا طارئا، وإنما مؤشر لترهّل عام في إدارة القطاع الطبي في الأردن، ومؤشّر على خلل كبير وفشل واضح في المنظومة على حد تعبيرهم.
احتجاجات تخترق الحظر
وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي سلسلة من الإجراءات الجديدة للسيطرة على الموجة الجديدة من تفشي الوباء، من بينها زيادة ساعات الحظر الجزئي لتصبح من السابعة مساء للأفراد وحتى السادسة صباحًا، بينما يصبح الحظر على المنشآت من السادسة مساءً، مع استمرار العمل بالحظر الشامل يوم الجمعة، وحتى إشعار آخر. وفي حين كان من المقرر بدء سريان الحظر الجزئي اعتبارًا من يوم أمس السبت، إلا أن أخبار الفاجعة في مدينة السلط غربي عمّان دفعت العشرات في عدة مناطق من المملكة، من بينها العاصمة ومحافظة مأدبا، للخروج في مسيرات احتجاجية مسائية، للتعبير عن تضامنهم مع أهالي مدينة السلط وذوي الضحايا، وللمطالبة بمحاسبة كبار المسؤولين في الحكومة بسبب الإهمال والتقصير في ضمان الرعاية الصحية للأردنيين.
كما أفادت وسائل إعلام إردنية باستمرار تجمهر أهالي مدينة السلط الغاضبين أمام البوابة الرئيسية لمستشفى السلط الجديد، حتى بعد دخول موعد الحظر الجزئي، وأقدم عشرات الشباب على إحراق إطارات أمام المستشفى للتعبير عن غضبهم بعد فقدان ذويهم في الحادثة.
يذكر أن عدد إصابات فيروس كورونا الجديد في الأردن البالغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة قد بلغ 469 ألف حالة مسجلة، بينما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 حوالي 5،285 حالة وفاة، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز. ويعد الأردن حاليًا في مقدمة الدول العربية التي سجّلت أعلى معدلات إصابة ووفيات بفيروس كورونا الجديد، إذ حلّ الأردن ثالثًا في قائمة الدول العربية المتأثرة بالجائحة بعد العراق والمغرب.
اقرأ/ي أيضًا:
استخدام عبارة "دحرجة رؤوس" من وزير أردني يثير حملة على السوشيال ميديا