22-أكتوبر-2024
غزة

تهجير الفلسطينيين قسرًا من شمالي غزة (تواصل اجتماعي)

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 382 على التوالي، حيث تعمل بشكل منهجي على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من شمالي القطاع، حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ويخاف سكان الشمال من الموت في كل ثانية، وفقًا للمفوض العام للاونروا فيليب لازاريني.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال في بيان له، اليوم الثلاثاء، إن الاحتلال يعمل "بشكل منهجي وواسع النطاق، على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي، وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسًا".

وأضاف الأورومتوسطي أن "المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على الأرض، تشير إلى أن مخطط تفريغ الأرض من سكانها، وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل السكان الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم كإرهابيين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر". 

الأورومتوسطي: يعمل الاحتلال بشكل منهجي وواسع النطاق، على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي

 وأوضح المرصد أن جيش الاحتلال وسّع وصعّد عملياته الحربية لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أول منشورات تطالب سكان بيت لاهيا، بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرًا، والتوجه باتجاه مستشفى "الإندونيسي" في جباليا، حيث تقيم قوات الاحتلال حاجزًا للتفتيش، قبل إجبار السكان على مغادرة شمال غزة، كما حدث خلال اليومين الماضيين مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء محيط مستشفى "الإندونيسي".

ويشمل أمر التهجير القسري هذا مستشفى "كمال عدوان" في مشروع بيت لاهيا، والذي يستقبل أكبر عدد من ضحايا العدوان، حيث أمر جيش الاحتلال بإخلائه مجددًا، بعد أن كان طالب بإخلائه خلال الأيام الأولى للعدوان الأخير، وهو ما رفضته الطواقم الطبية في حينه.

ونوه المرصد إلى أن مستشفى "كمال عدوان" يواجه تحديات كبيرة في العمل، بعد نفاد وحدات الدم والمستهلكات الطبية، والقصف المتواصل في محيطه، إلى جانب استنزاف طاقة الطواقم الطبية، بعد أن استقبلت على مدار 18 يومًا مئات الحالات من الشهداء والجرحى.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت غالبية مراكز الإيواء في جباليا، مستهدفة النازحين فيها، لإجبارهم على الانصياع لأوامر ومخططات التهجير، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، حين استهدفت مدارس "الفوقة"، مما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيًّا وإصابة العشرات، أمس الإثنين.

وبيّن المرصد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرص حصارًا بالنار على مشروع بيت لاهيا، ويضيق الخناق عليه، ويطالب سكانه والنازحين فيه بإخلائه، بعد أن لجأ إليه الكثير من سكان جباليا الرافضين لمغادرة المنطقة.

وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على تدمير مقومات الحياة، من خلال استهدافه وتدميره للشوارع والمخابز وآبار المياه ومحطات المياه، وتدمير الأراضي الزراعية التي أُعيد زراعة جزء منها لتلبية احتياجات السكان، بعد منع إدخال أي خضروات في الأشهر الماضية.

وأكد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال دمر وأحرق مئات المنازل في شمال غزة، خاصة مخيم جباليا، خلال الـ18 يومًا الماضية، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة 700 فلسطيني، والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين، في حين ما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة، ويتعذر انتشالهم وإجلاؤهم نتيجة الحصار الإسرائيلي الشامل، وفرض حظر التحرك تحت تهديد القتل.

وفي السياق ذاته، عبّر المفوّض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عن الأوضاع الكارثية في شمالي القطاع، جاء ذلك في تغريدة له على حسابه في منصة "إكس"، قال فيها: "قرابة ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل من قبل القوات الإسرائيلية، وعدد القتلى ما زال في ارتفاع".

وبيّن لازاريني سوء الأوضاع في القطاع، مؤكدًا التفاصيل التي تحدث عنها "الأورومتوسطي"، فيما يخص منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف، فقال: "تنتشر رائحة الموت في كل مكان، حيث تترك الجثث ملقاة على الطرقات أو تحت الأنقاض، ويتم رفض إرسال البعثات لإزالتها أو تقديم المساعدات الإنسانية".

واختصر المفوض الأممي حالة سكان شمالي القطاع بالعبارات التالية: "في شمال غزة، الناس ينتظرون الموت، إنهم يشعرون بالهجران واليأس والوحدة، ويعيشون من ساعة إلى أخرى، خائفين من الموت في كل ثانية".

وبيّن لازاريني أن الموظفين التابعين للأمم المتحدة، والذين يتواجدون في الشمال، ليس حالهم أفضل من غيرهم، موضحًا: "أفاد موظفونا أنهم لا يستطيعون العثور على الطعام أو الماء أو الرعاية الطبية"، ودعا إلى هدنة فورية لتمكين المرور الإنساني للعائلات الراغبة في مغادرة المنطقة، والوصول لأماكن "أكثر أمانًا".