أعلنت الحكومة الموريتانية تأجيل العام الدراسي الجديد بسبب انتشار "حمى الوادي المتصدع" أو الحمى النزيفية في العاصمة نواكشوط وعدد من المدن الداخلية، وسط حالة من الذعر والذهول في الشارع المحلي من خطر انتشار المرض، والذي صمتت وزارة الصحة الموريتانية أمام المراحل الأولى من تفشيه وحاولت الحكومة التكتم وتجنبت شرح الأسباب للمواطنين.
أعلنت وزارة التعليم الموريتانية تأجيل العام الدراسي إلى 19 من تشرين الأول الجاري بسبب انتشار حمى الوادي المتصدع
وبادرت وزارة التعليم الموريتانية إلى إعلان تأجيل العام الدراسي لمدة أسبوعين، بعد اجتماع للحكومة قررت خلاله إعلان حالة الخطر في البلاد، واعتبار الحمى وباء معديًا يجب على الجميع تجنب خطره والمساهمة في القضاء عليه.
تقول المعلمة فاطمة بنت الشيخ إن "قرار تأجيل العام الدراسي تم بطريقة مرتبكة، والطواقم المشرفة على التدريس لم تتم استشارتها حول الموضوع، وهي التي لديها دراية بتأثير القرار من عدمه على إكمال البرامج نهاية العام الدراسي".
"حمى الوادي المتصدع" هي حمى فيروسية تصيب الحيوانات بالدرجة الأولى، إلا أنها تنتقل إلى "البشر من التماس المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات المصابة"، حسب توضيح منشور على موقع منظمة الصحة العالمية.
اقرأ/ي أيضًا: تحديات العام الدراسي الجديد في موريتانيا
وصرح وزير التعليم الموريتاني باعثمان، منذ أيام، أن "قرار تأجيل العام الدراسي الجديد صدر عن مجلس الوزراء، الذي قام بتقييم الوضعية الصحية وحالة المؤسسات التعليمية، وهدفه حماية المدرسين والتلاميذ"، وهكذا قررت الوزارة تأجيل افتتاح السنة الدراسية 2015 إلى 19 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"ألترا صوت" أن قرار تأجيل الافتتاح المدرسي جاء بعد تلقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تقريرًا من وزارة الصحة حول خطر "حمى الوادي المتصدع" المنتشرة في البلاد، وأن التقرير أكد عجز الجهات الصحية عن التصدي للخطر ولذلك تم تأجيل العام الدراسي.
وأضاف نفس المصدر أن الجهات الرسمية، ممثلة في وزارة الصحة، عمدت إلى حجب الحقائق وعدم الحديث عن حجم انتشار الحمى، لكن فشل مستشفيات العاصمة نواكشوط في استيعاب المرضى، وتوصيات بعض الأطباء والعاملين في قطاع الصحة أحرج الوزارة وتسبب في إعلانها عن المرض بعد فترة من التكتم غير المبررة.
وتضيف بنت الشيخ، معلمة بإحدى مدارس موريتانيا، لـ"ألترا صوت" أن "تأجيل افتتاح العام الدراسي يجب أن تصاحبه قرارات جدية من أجل إتمام البرامج التعليمية، ومراعاة تأخر التلاميذ والطلاب أسبوعًا آخر كما يحدث دومًا عند كل افتتاح سنوي مما يعني انطلاق الدراسة فعليًا مع بداية الشهر القادم". وتبدي بنت الشيخ تخوفها من عدم السيطرة المبكرة على انتشار الحمى وما قد ينجر عن ذلك من تأخير لفترة أطول قبل انطلاق الدراسة.
أما التلميذ عبد الله ولد باب أحمد فيؤكد قلقه من تأجيل العام الدراسي، معتبرًا أن "القرار شكل صدمة لأقرانه وهم يستعدون للبدء في الدراسة"، ويتمنى ولد باب أحمد أن لا يؤثر تأخير العام الدراسي على استيعاب التلاميذ وإتمامهم للمقرر الدراسي.
وكان العام 2015، قد سمي بسنة التعليم في موريتانيا، حيث أكدت الجهات الرسمية أنها أعدت خلاله برنامجًا شاملًا لتحسين نوعية التعليم عن طريق دراسة وضعية التعليم الخاص، وتطوير البنى التحتية وتعزيز قدرات الموارد البشرية وتوفير المستلزمات التربوية.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية حالة وفاة واحدة لرجل مصاب بالحمى، وحجز أشخاص من محيطه العائلي. وذكرت في بيان صحفي أنها أرسلت فرقًا متعددة الاختصاصات من أجل البحث والتحري بخصوص الحمى وطرق علاجها، كما أن بعثة مشتركة من وزارة الصحة ووزارة البيطرة جابت بعض المدن بهدف توعية السكان حول مخاطر هذه الحمى، ووسائل الوقاية منها مع البحث عن الحالات المحتملة ومتابعة من اتصلوا بهم.
وانتشر في موريتانيا وسم #بلد_ينزف، وذلك بعد وقت قصير من اعتراف وزارة الصحة بتفشي الحمى النزيفية، التي أمضت عدة أشهر طي الكتمان وراء جدران المستشفيات المحلية. وانتشر الهاشتاغ بسرعة وتفاعل معه آلاف المغردين والمدونين الموريتانيين من داخل البلد وخارجه.
اقرأ/ي أيضًا: طلبة موريتانيا يهاجرون!