يكاد يتفق الصحفيون المهنيون بالمغرب أن المشهد الإعلامي المتعلق بالصحافة الإلكترونية يعيش فوضى وتسيبًا يستوجب التدخل العاجل لإنقاذ "صاحبة الجلالة"، من يد عدد من المتطفلين الذين يقدمون أنفسهم كصحفيين ويسيؤون للمهنة وغيرهم بتصرفاتهم غير المهنية.
يكاد يتفق الصحفيون المهنيون بالمغرب أن المشهد الإعلامي المتعلق بالصحافة الإلكترونية يعيش فوضى تستوجب التدخل العاجل
وكان يكفي أن تحدث كل تلك الفوضى في اللقاء الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني وممثلو الأحزاب السياسية بالمغرب، قبل أيام، ليعلن عدد من الصحفيين عن غضبهم وسخطهم بعد تصرفات البعض، التي تجاوزت الهرج وهي لا تليق بالمشهد الإعلامي بالمغرب.
اقرأ/ي أيضًا: فوضى المواقع الإلكترونية في موريتانيا
في هذا الصدد، يقول عزيز ادرويشي، مدير الموقع الإلكتروني 24 ساعة بالمغرب لـ"ألترا صوت" إن "ما يحدث في قطاع الصحافة الإلكترونية بالمغرب مؤسف جدًا، وما حدث في هذا اللقاء الإعلامي، الذي جمع رئيس الحكومة بالمواقع الإلكترونية، كان بمثابة عينة صغيرة عن حجم الفوضى التي يعيشها القطاع".
وأضاف المتحدث ذاته: "وقّع أزيد من أربعين صحافيًا بالمغرب على بيان يطالب من خلاله وزيرة الاتصال بسيمة الحقاوي، في حكومة تصريف الأعمال، ومحمد حصاد، وزير الداخلية، للتدخل العاجل للحد من الفوضى التي يعيشها قطاع الصحافة الإلكترونية، فهناك أشخاص في هذا القطاع لكنهم يخدمون مصالح لا علاقة لها بالصحافة، وبالتالي نحتاج إلى هيئة وطنية تخص المهنيين لتنظيم القطاع".
من جهة أخرى، يقول محمد بابا حيدة، رئيس تحرير موقع "نون بريس" بالمغرب، ضمن حديثه لـ"ألترا صوت": "يقدر عدد المواقع الإلكترونية بالمغرب بحوالي ثلاثة آلاف موقع إخباري، ما بين منبر وطني أو محلي، يمكن أن نعتبر أن كثرة هذه المنابر يعكس توفر حرية التعبير بالمغرب، لكن ما هو سلبي هو أن أغلب هذه المواقع تقدم محتوى إعلاميًا رديئًا جدًا، والقائمون عليها أحيانًا لا ينتمون إلى مهنة الصحافة".
اقرأ/ي أيضًا: مخاوف من الإعلام الإلكتروني في الجزائر
وأضاف بابا حيدة: أن "الجميع يريد أن يصبح صحفيًا بالمغرب، والجميع يريد أن يملك موقعًا إلكترونيًا، شخصيًا أعرف أطباء ومحامين ورجال تعليم صارت تحت إدارتهم مواقع إلكترونية ويقدمون أنفسهم خلال الندوات الصحافية على أنهم صحفيون".
يقدر عدد المواقع الإلكترونية بالمغرب بحوالي ثلاثة آلاف موقع إخباري، ما بين منبر وطني أو محلي
وأكد المتحدث ذاته "هذه المواقع رهينة بعدد الزيارات اليومية، لهذا ما تقدمه من محتوى قد يكون رديئًا وغير مناسب، أحيانًا نصطدم بصور غير أخلاقية، بأخبار غير مهنية، فقط لكي تجذب القراء الذين يبحثون عن الإثارة".
ووضح محمد بابا حيدة: "أحيانًا المشكل يكون بالدبلومات التي تقدمها معاهد تكوين، فمن بين الشروط لكي تحصل على بطاقة الصحافة في المغرب أن تتوفر على دبلوم مهني، وهذا غير مكلف أبدًا ولا يتطلب مهارات، يكفيك أن تشتريه بثمن بخس من أحد معاهد التكوين".
يعول عدد من الصحفيين بالمغرب على انعقاد المجلس الأعلى للصحافة، الذي أقره الدستور والذي يضم مهنيين وتقنيين وممثلين عن الدولة وفيدرالية الناشرين أيضًا لضبط قطاع الصحافة، والإعلان عن شروط جديدة لتقديم بطاقة الصحافة، أملًا في وضع حد لفوضى المواقع الإلكترونية في المغرب.
اقرأ/ي أيضًا: