27-فبراير-2017

الحريري في زيارته إلى مبنى القناة ووعده بترتيب أمور الموظفين (يوتيوب)

تعود أزمة الإعلام اللبناني إلى السطح. فمع مرور سنتين عجاف، تكللت بإغلاق جريدة "السفير" وطرد موظفين من مؤسسات إعلامية لبنانية، وتهديد موظفين لا يزال مصيرهم معلقًا إلى حين، تبدو الأزمة ذاهبة إلى مزيد من التصاعد. خصوصًا أن العهد الجديد، لا يبشر بالخير، مع وصول صحافي قواتي، يميني ويعمل في السياسة إلى كرسي وزارة الإعلام. فملحم رياشي، يعمل وفق مصالح تياره السياسي، ويعد عرابًا سياسيًا، ويفتقد إلى مصداقية بين زملائه. فكيف سيكون هذا الرجل قادرًا على تطويع هذه الأزمة وإيجاد مخارج لها؟ ومن سيتعاون معه في ظل تعاطيه الموصوف بالكيدي وببعض التشفي؟ لا سيما أن خططه المطروحة في خطوطها العريضة لا تزال خيالًا مكررًا في بيانات وخطابات جوفاء.

تعود أزمة الصحافة اللبنانية إلى السطح مع تهديد موظفين بالطرد التعسفي أو بتسويات مهينة

ومن مستجدات الأزمة، تسليط السكين على رقاب موظفي قناة "المستقبل"، هذا ما تشير إليه كل الأرقام المسربة والخطة "الجنونية" الساعية إلى التخلي عن 100 موظف. أي أن "قتل" العائلات معنويًا أمام واقع مرّ صار في المؤكد حادثة لن تمر مرور الكرام. فالتخلي الذي سيحول حياة عائلات لبنانية إلى جحيم محتم في ظل أوضاع مأساوية وغلاء معيشي ومتفاقم، جاء من أعلى سلطة وهي بطبيعة الحال سلطة بيت آل الحريري، فبعد أن تفاءل الموظفون بوصول رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري إلى سدّة رئاسة الوزراء، ومع أجواء "المصالحات" السياسية القائمة، بدا أن هذا التفاؤل ليس في مكانه. فوصول الحريري حقق أمرًا واضحًا، "صرف" الموظفين والاستغناء عنهم من دون الالتفات إلى أوضاعهم وأحوالهم التي تراكمت فيها الديون مع وصول التأخر بصرف المعاشات إلى أكثر من عام.

سيتخلى سعد الحريري عن 100 موظف ما يعني وقوع عائلات في ظروف معيشية تعيسة

وعلى الرغم من الأزمة المادية التي تعصف بالقناة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع القائمين على المحطة من التخلّي عن عدد كبير من العاملين فيها. بدلًا من وضع خطة "ذهبية" لتفعيل وضع القناة وتطوير إمكاناتها خصوصًا أن المتخلى عنهم يملكون خبرات متراكمة في المجال الصحافي والتلفزيوني والتقني.

 

اقرأ/ي أيضًا: هل انتحر الحريري سياسيًا؟

 

فقد بدأت الشاشة المحلية بعملية صرف تعسفي تشمل نحو 100 اسم، تمّ تبليغ ربعهم بهذا الأمر. على أن يستكمل لاحقًا تبليغ باقي الأسماء. ووفق معلومات صحافية فإن 25 شخصًا تبلغّوا بالصرف التعسفي الذي كان يتوقعونه بسب الأزمة المادية التي تعاني منها الوسيلة الإعلامية التابعة لبيت الحريري. ووفق هذه المعلومات فإن الاتفاق بين القائمين على القناة والمصروفين تم على دفع الرواتب المتراكمة منذ أكثر من سنة. إضافة إلى تعويضات للموظفين حسب سنوات العمل. سيتمّ سداد المستحقات على 4 دفعات تبدأ مع شهر آذار/مارس المقبل ونيسان/أبريل وأيار/مايو وحزيران/يونيو المقبلين.

وتشير المعلومات إلى أنه تمّ الضغط على المصروفين بعدم رفع دعوى ضدّ القناة أسوة بموظفي جريدة "المستقبل"، وأن أيّ خطوة نحو القضاء سوف تعتبر الاتفاق الموقع بين الطرفين لاغيًا. على الضفة الأخرى، بُلِّغ المصروفون من الجريدة أنه سيتمّ دفع الحصة الثانية من المستحقات خلال هذا الأسبوع، كي لا يصعّد المصروفون خطواتهم في القضاء.

اقرأ/ي أيضًا:

صراع "أمل" - "الجديد".. تناقضات عصابة الممانعة

نشرات أخبار "الجديد" اللبنانية.. السقوط المدّوي؟