20-سبتمبر-2024
اليوم الـ350

فلسطينيون يتفقدون سيارة دمرها جيش الاحتلال في قباطية بالضفة المحتلة (رويترز)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية لليوم الـ350 على التوالي في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، في الوقت الذي انتشرت مقاطع فيديو تظهر تنكيل قوات الاحتلال بجثث شهداء فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وسط جمود في عملية المفاوضات بانتظار ما ستؤول إليه نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأنه استشهد ثمانية فلسطينيين، اليوم الجمعة، وأصيب أربعة آخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلًا مأهولًا بالسكان في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، بنقل عدد من الإصابات إثر استهداف الاحتلال بصاروخ من طائرة مسيرة مجموعة من المواطنين في شارع كشكو بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة إلى مستشفى المعمداني في المدينة.

في اليوم الـ350 من حرب الإبادة في قطاع غزة، انتشرت مقاطع فيديو تظهر تنكيل قوات الاحتلال الإسرائيلي بجثث فلسطينيين في الضفة الغربية

ونقلت "وفا" عن مصادر محلية، أن ستة فلسطينيين استشهدوا، فضلًا عن وقوع عدد من المصابين في قصف للاحتلال استهدف منزلًا قرب منتزه بلدية مدينة غزة، فضلًا عن نسف قوات الاحتلال مباني سكنية جنوب شرق مدينة غزة، وكذلك نسف الاحتلال عددًا من المباني شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

قال موقع "العربي الجديد"، إن طواقم الدفاع المدني انتشلت عددًا من الشهداء والإصابات بعد قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلًا في حي الدرج وسط مدينة غزة، مضيفًا أن جيش الاحتلال استهدف منزلاً سكنيًا في المخيم الجديد بالنصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41272 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95551 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

جيش الاحتلال ينكل بجثث الشهداء

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت وكالة "الأناضول" التركية إن جيش الاحتلال نكّل بجثامين ثلاثة فلسطينيين قتلهم خلال اشتباك مسلح، أمس الخميس، في بلدة قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان، تحدثوا لمراسل "الأناضول"، أن جنودًا في جيش الاحتلال ألقوا جثامين الفلسطينيين الثلاثة من سطح منزل في قباطية قرب مدينة جنين، حيث قتلهم هناك بعد محاصرة المنزل.

وأضاف الشهود أن جرافة تابعة للاحتلال حملت بعد ذلك الجثامين عبر رافعتها الحديدية ذات الأسنان المدببة، ولفت الشهود إلى أن جيش الاحتلال أجرى قبل ذلك عمليات تجريف في محيط المنزل المحاصر.

وانتشرت مقاطع فيديو تناقلها ناشطون إعلاميون عبر منصات التواصل الاجتماعي، أمس الخميس، توثق وصول قوات الاحتلال إلى سطح المنزل، وإطلاق النار على أحد الجثامين، قبل إقدامها على إلقاء الجثامين الثلاثة من فوق سطح المنزل، ثم تفجير قنبلة في المكان.

وقالت وكالة "وفا"، إن عدوان جيش الاحتلال على بلدة قباطية، أمس الخميس، والذي استمر قرابة عشرة ساعات، أسفر عن استشهاد سبعة شبان، وإصابة 11 آخرين بالرصاص الحي، وأكدت بلدية قباطية، أن "إعدام الاحتلال للشهداء السبعة يشكل مجزرة وجريمة جديدة يرتكبها الاحتلال في ظل الصمت المعيب للمجتمع الدولي".

إلى ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية بحسب "العربي الجديد"، إن حافلة مستوطنين تضررت بعد تعرضها لإطلاق نار قرب مستوطنة "دوتان" القريبة من مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، مشيرة إلى توجه قوات كبيرة من جيش الاحتلال للمكان.

ووفقًا لـ"العربي الجديد"، نفذت قوات الاحتلال عمليات اقتحام ودهم في مدن وبلدات مختلفة في الضفة الغربية، بما في ذلك بلدة بيرزيت، مدينة نابلس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شابين عقب اقتحامها بلدة "يعبد" جنوب غرب جنين، شمالي الضفة، بالإضافة إلى  مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة.

وقالت وكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الآليات العسكرية قرية "كفر لاقف" شرق قلقيلية، وداهمت عددًا من المنازل، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واحتجزت نحو 20 شابًا على الأقل، وأخضعتهم للتحقيق الميداني.

اتفاق وقف إطلاق لما بعد الانتخابات الأميركية 

دبلوماسيًا، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أنهم لا يتوقعون أن تتوصل "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، جو بايدن، وذلك بعد تقارير عبرية تحدثت عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة وقف إطلاق النار، وتبادل بين الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "لا يوجد اتفاق وشيك. لست متأكدًا مما إذا كان سيتم التوصل إليه على الإطلاق"، وأشار المسؤولون إلى سببين رئيسيين للتشاؤم؛ الأول يتعلق بنسبة الأسرى الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاق سراحهم لإعادة المحتجزين لدى "حماس".

وأضافت الصحيفة أن تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان والغارات الجوية التي تلتها جعلت احتمال اندلاع حرب شاملة أكثر احتمالًا، شكلت أيضًا عقبة أمام الدبلوماسية، وأكد مسؤول عربي تحدث للصحيفة، أنه "لا توجد فرصة الآن لحدوث ذلك (اتفاق). الجميع في وضع الانتظار والترقب حتى ما بعد الانتخابات. النتائج ستحدد ما يمكن أن يحدث في الإدارة القادمة".

وكانت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية، قد ذكرت، أمس الخميس، أن حكومة الاحتلال، سلمت الولايات المتحدة مقترحًا لصفقة جديدة مع "حماس"، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة مقابل ممر آمن لخروج رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، وكل من يودّ مرافقته من القطاع وتحرير أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى نزع سلاح القطاع وتطبيق آلية حكم جديدة في غزة وإنهاء الحرب.

ورد عضو الوفد التفاوضي في "حماس"، غازي حمد، على المقترح بالقول: "طبعًا هذا اقتراح سخيف، ويدل على الإفلاس التفاوضي للاحتلال، وتنكره لما جرى طوال الأشهر الثمانية الماضية من المفاوضات"، مضيفًا: "طبعًا المفاوضات عالقة، بسبب تعنت الموقف الإسرائيلي"، وفقًا لتصريحات أدلى بها لـ"العربي الجديد".

وأكد الناطق الرسمي باسم "حماس"، جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، أن الحركة "ملتزمة بما تم التوافق عليه في الثاني من تموز/يوليو الماضي، وتطالب بوضع آليات تنفيذية وإجراءات عملية، تفضي لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان، وبالتالي نحن لسنا بصدد دراسة مقترحات أو صفقات جديدة تخدم أجندة الاحتلال ومشاريعه الإجرامية واستمرار عدوانه".