27-سبتمبر-2024
اليوم الـ357

تصاعد الدخان جراء صاروخ أطلق من اليمن استهدف "تل أبيب" منتصف الشهر الجاري (رويترز)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنازل ومراكز إيواء النازحين في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الـ357 على التوالي، فيما استهدفت جماعة "أنصار الله" الحوثي اليمنية منطقة "تل أبيب الكبرى" بصاروخ واحد أسقطته دفاعات الجو الإسرائيلية، ما أسفر عن إصابة 18 إسرائيليًا.

وفي التفاصيل، قصفت قوات الاحتلال بالمدفعية منازل المدنيين في حي العمور، شرقي بلدة الفخاري، جنوب شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، كما أصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة، جراء استهداف الاحتلال مجموعة من الأهالي في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خانيونس.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر طبية، باستشهاد شاب، وإصابة آخرين بجروح، جراء قصف الاحتلال خيامًا للنازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنازل ومراكز إيواء النازحين في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الـ357 على التوالي

وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدين ارتقيا، وأُصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال منزلًا في منطقة الجرن في جباليا، فضلًا عن تأكيد مصادر محلية أن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا في شارع حميد غرب مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، وإصابة آخرين.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، أمس الخميس، إنه انتشل 14 شهيدًا، فضلًا عن نقل عدد من الإصابات جراء استهداف قوات الاحتلال لخيم النازحين في مدرسة "حفصة" في منطقة الفالوجة، شمالي قطاع غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41534 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96092 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

جيش الاحتلال يواصل عمليات دهم قرى الضفة

وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، بلدة عزون شرق قلقيلية، وأفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن عدة آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة وتجولت في عدة أحياء وشوارع، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

كما أصيب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في الضفة الغربية، وقالت إدارة "مستشفى ابن سينا التخصصي" في مدينة جنين، في بيان، إن إصابة بالرصاص وصلت من قرية عرانة، شمال شرق جنين، وصفتها بـ"المتوسطة".

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن شهود عيان، أن مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال إثر اقتحامه قرية عرانة، أمس الخميس، فيما شهدت مناطق متفرقة بالضفة الغربية اقتحامات ليلية ومواجهات مع قوات الاحتلال، دون أن تسجل اعتقالات أو إصابات أخرى، فضلًا عن نصب جيش الاحتلال حاجزًا عسكريًا على مدخل قلقيلية، شمالي الضفة الغربية.

وقال مسؤول متابعة الاستيطان في محافظة طوباس، معتز بشارات، لوكالة "الأناضول"، إن جيش الاحتلال هدم منزلين قيد الإنشاء بحجة عدم وجود تراخيص بناء، مضيفًا أن الاحتلال أخطر بهدم منزل في قرية كردلا بالأغوار الشمالية، وأمهل سكانه ثلاثة أيام لتقديم اعتراضات لمحكمة إسرائيلية قبل تنفيذ عملية الهدم.

صفارات الإنذار تدوي في "تل أبيب الكبرى"

إلى ذلك، قال جيش الاحتلال في بيان، اليوم الجمعة، "نجحنا في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن بواسطة منظومة آرو (سهم - بعيدة المدى)، بعد صفارات إنذار وانفجارات سمعت بمنطقة تل أبيب الكبرى (وسط)"، وذلك بعدما ذكر بيان أولي بأن صافرات الإنذار دوت في منطقة "غوش دان" (تل أبيب الكبرى).

من جانبها، أفادت "نجمة داود الحمراء" بإصابة 18 شخصًا جراء "التدافع أثناء توجههم إلى الملاجئ" بعد انطلاق صفارات الإنذار في "تل أبيب"، في الوقت الذي قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها الحوثيون في إطلاق صاروخ يؤدي لإطلاق صافرات الإنذار في منطقة "تل أبيب الكبرى".

وبحسب عديد التقارير، تفرض "إسرائيل" رقابة عسكرية صارمة على وسائل الإعلام بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء الضربات التي تتلقاها من "حزب الله" وجماعة الحوثي، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.

وكان "حزب الله" قد قال في بيانين منفصلين، إنه قصف بصليات الصواريخ مستوطنة "كريات آتا"، ومدينة طبريا، شمال الأراضي المحتلة، وذلك "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا ‏عن لبنان وشعبه، وردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين"، بحسب ما جاء في بيان الحزب.

مأساة غزة تفوق الخيال

وفي السياق، شبّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع الذي يعاني منه الفلسطينيون منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بـ"الجحيم الذي يزداد سوءًا يوماً بعد يوم"، وذلك في كلمة ألقاها الخميس خلال اجتماع بمقر المنظمة في نيويورك حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ووصف غوتيريش الوضع في قطاع غزة بأنه "يفوق الخيال"، مضيفًا "لقد خذلنا شعب غزة، فهم يعيشون في جحيم يزداد سوءًا يومًا بعد يوم"، مؤكدًا عدم وجود "بديل لأونروا".

وحث غوتيريش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على "العمل في كافة الجبهات لتكثيف الدعم للمهمة الحيوية التي تقوم بها الوكالة"، كما انتقد الحملات الإسرائيلية التي تشوه عمل الوكالة في إنقاذ الأرواح، مشيرًا إلى قرار "الكنيست" الذي صنف الوكالة على أنها "منظمة إرهابية".

وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد طالب، أمس الخميس، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتجميد عضوية "إسرائيل" في الجمعية العامة إلى حين تنفيذ التزاماتها وشروط قبول العضوية فيها، وتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة وهيئاتها.