حسم باريس سان جيرمان لصالحه قمّة الجولة الثانية من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، بفوزه على مانشستر سيتي بهدفين دون رد، في اللقاء الذي أقيم على ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية مساء الثلاثاء، كذلك مُني ريال مدريد بهزيمة صادمة في عقر داره أمام شيريف تيراسبول المولدوفي، وقلب أتلتيكو مدريد خسارته أمام مضيفه الميلان إلى انتصار في الوقت القاتل، فيما سحق ليفربول مضيفه بورتو بخماسيّة، واكتفى بوروسيا دورتموند بهدف في شباك ضيفه سبورتينغ لشبونة.
حفلت أمسية الثلاثاء بلقاءات مثيرة ضمن المرحلة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، ولعبت المجموعات الأربع الأولى مبارياتها، الأضواء تسلّطت على موقعة البارك دو برانس في فرنسا ضمن المجموعة الأولى، كذلك حظيت المجموعة الثانية بمواجهتين هامّتين للغاية، ولم يتوقّع أحدٌ على توقّع ما جرى في المجموعة الرابعة، فيما قال المنطق كلمته بالمجموعة الثالثة.
المجموعة الأولى: السيتي يلعب وباريس يفوز
هي مواجهة بين أبرز مرشّحَين لنيل اللقب هذا الموسم، أرضيّة الملعب حوت أفضل نجوم المستديرة في الزمن الراهن، مباراة حديقة الأمراء أمتعت المتابعين بكلّ ما هو ممكن، سيطر مانشستر سيتي على أكثر مجرياتها، وضغط على مرمى خصمه بكثرة، محقّقًا العديد من الفرص، دون أن ينجح في التسجيل لأسباب عديدة، أبرزها سوء الطالع الذي لازم لاعبيه من جهة، وتسرّعهم من جهة أخرى، تجلّى ذلك بوضوح أمام فرصتي رحيم ستيرلينغ وبيرناردو سيلفا، والتان أبعدتهما العارضة، والسبب الأبرز فيما يخصّ ضياع فرص السيتيزينس هو تألّق الحارس دوناروما، والذي أبدع في مشاركته الأولى بمسابقة دوري أبطال أوروبا.
باريس سان جيرمان كان محظوظًا بتسجيله هدف المباراة الأوّل بشكل مبكّر، حينما فعلها إدريسا غاي بالدقيقة الثامنة، هنا بات أصحاب الأرض يشعرون بأفضليّة ذهنيّة، فلجأوا للهجمات المرتدّة الخطرة، والتي أتت أبرز فرصهم من خلالها، فيما بان على مانشستر سيتي العصبيّة الواضحة بعد تأخّرهم، فكاد نجمهم دي بروين أن يُطرد من المباراة بسبب تدخّله الخشن على غاي.
عاب باريس سان جيرمان قلّة التفاهم بين نجومه هجوميًا، ولو كان ما نحكي عنه موجودًا لانتهى اللقاء بفوز كبير للباريسيين، عاب على نيمار ومبابي الأنانيّة واللجوء للاستعراض في كثير من الأوقات، الأخير قرّر في برهة من زمن اللقاء اللعب بجماعيّة داخل منطقة الجزاء، فمرّر بالكعب كرة لميسي خارج المنطقة، الأخير صوّب الكرة بطريقة رائعة داخل الشباك، مدوّنًا هدفًا ثانيًا في شباك السيتيزينس، ومعلنًا عن كتابة أوّل كلمة في كتاب أهدافه مع النادي الفرنسي، الجميل أن ذلك حدث أمام فريق اسمه مانشستر سيتي.
بنهاية اللقاء انتصر باريس سان جيرمان على مانشستر سيتي بهدفين دون رد، حسابات التأهّل في المجموعة ما زالت مفتوحة للجميع، حيث تصدّر باريس سان جيرمان الترتيب بأربع نقاط، حاله كحال كلوب بروج البلجيكي الذي انتصر على مضيفه لايبزيج بهدفين لواحد، بعدما كان متأخّرًا بهدف، ثمّ يأتي السيتي بثلاث نقاط، وأخيرًا النادي الألماني دون نقاط.
المجموعة الثانية: صمود الميلان ينهار في الثواني الأخيرة
قدّم الميلان أجمل مبارياته أمام أتلتيكو مدريد، في أوّل لقاء على ملعب السان سيرو بدوري الأبطال منذ سبعة مواسم، الأمور كانت تسير بشكل جيّد لأصحاب الأرض، والذين تقدّموا بهدف سجّله رافائيل لياو بعد عمل مميّز من دياز، وكادوا أن يعزّزوا تقدّمهم بهدف ثان أكثر من مرّة، لكنّ الضربة القاصمة وغير المتوقّعة أتت بعد مرور نصف ساعة من بداية اللقاء.
حينها تعرّض عمود الفريق الفقري كيسي للطرد بسبب تلقّيه البطاقة الصفراء الثانية، هنا أُجبرت كتيبة بيولي على اللعب ناقصة الصفوف فيما تبقّى من وقت، أمام فريق شرس اسمه أتلتيكو مدريد، والذي حاول بكلّ قواه تعديل النتيجة على أقل تقدير، وبعد صمود كبير من الإيطاليين، نجح أخيرًا الضيوف في تسجيل هدف التعديل المتأخّر عبر البديل أنطوان غريزمان، فعلها قبل نهاية الوقت الأصلي بخمس دقائق، طمع الألتلتي بتحقيق الانتصار في الوقت المتبقّي، إلى أن منحه الحكم التركي جنيد شاكر ركلة جزاء في الوقت بديل الضائع، نفّذها بنجاح لويس سواريز، فاقتنص الأتلتي انتصارًا صعبًا للغاية.
نال الميلان الاحترام بعد أداءه المشرّف أمام الأتلتي، لكنّ ذلك قدّ لا يكون كافيًا في سبيل بلوغه دور الستة عشر، ففي المجموعة نفسها سحق ليفربول مضيفه بورتو بخمسة أهداف كاملة، تناول على تسجيلها محمّد صلاح وفيرمينيو بهدفين لكلّ منهما، وساديو ماني، فيما اكتفى أصحاب الأرض بهدف لمهدي طارمي، بذلك حافظ ليفربول على صدارته للمجموعة الثانية بستّ نقاط، تلاه الأتلتي بأربع، ثمّ بورتو بنقطة واحدة، وأخيرًا الميلان دون نقاط.
المجموعة الثالثة: دورتموند وأياكس يسيران بخطى ثابتة نحو الأدوار الإقصائيّة
اتّضحت معالم المتأهّلَين من المجموعة الثالثة بشكل كبير، أياكس أمستردام وبوروسيا دورتموند حقّقا الانتصار الثاني على التوالي، وضمنا ستّ نقاط لكلّ منهما، دون أي نقطة للمنافسَين المتبقّيين، حيث تفوّق أياكس على ضيفه بيشيكتاش التركي بهدفين دون رد، سجّلهما برغيوس وهيلير في الشوط الأوّل، بينما اكتفى بوروسيا دورتموند بهدف وحي في شباك ضيفه سبورتينغ لشبونة، سجّله مالين في الدقيقة 37، علمًا أن أسود فيستفاليا خاضوا اللقاء بغياب نجمهم الأوّل هالاند بسبب الإصابة.
المجموعة الرابعة: شيريف تيراسبول يصعق الريال بانتصار تاريخي
حينما تأهّل شيريف تيراسبول المولدوفي إلى دور المجموعات من دوري الأبطال، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، كونه النادي المولدوفي الوحيد الذي وصل إلى هذه المرحلة، ومع إجراء القرعة، سلّم الجميع أنه سيمثّل محطّة عبور للفرق الأخرى، وأن المولدوفيين سيكتفون بمشاهدة نجوم اللعبة تلعب فوق عشب ملعبهم، وتدكّ شباك فريقهم، لكنّ شيريف تيراسبول حقّق في الجولة الأولى فوزًا تاريخيًا على شاختار دونيتسيك، وهو ما اعتُبر حينها إنجازًا رياضيًّا وطنيًّا، لكنّ ذلك لم يكن كلّ شيء، فالقادم أعظم بكثير.
رحل النادي المولدوفي إلى ملعب السانتياغو بيرنابيو بغية الخروج دون فضيحة، الفضيحة الكرويّة حدثت بالفعل، لكنّها كانت بحقّ ريال مدريد سيّد أوروبا الأزلي، لأن الضيوف اقتنصوا انتصارًا مثيرًا بهدفين لواحد، حيث تقدّموا بهدف للأوزبكي ياخشيباييف في الدقيقة 25، ثمّ عدّل الريال النتيجة عبر كريم بنزيما بالدقيقة 65، وحينما حاول الريال تحقيق الانتصار في الوقت القاتل، أتاه الرد في الوقت بديل الضائع، بعد تسديدة رائعة من اللوكسومبورغي سيباستيان تيل.
الفوز على ريال مدريد في عقر داره جعل شيريف تيراسبول متسيّدًا للمجموعة الرابعة، أصبح يملك ستّ نقاط كاملة على حساب شاختار وريال مدريد، فيما حافظ الميرينغي على المركز الثاني بثلاث نقاط، مستفيدًا من نهاية مواجهة الإنتر مع النادي الأوكراني بالتعادل السلبي، النادي الإيطالي له نقطة واحدة، كذلك الحال بالنسبة للأوكرانيين.
اقرأ/ي أيضًا:
ثنائيّة جزائرية تطيح بالفرنسيين.. محرز يقود السيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا
ريال مدريد يقتنص انتصارًا في الوقت القاتل.. وليفربول يقلب تأخّره إلى فوز مثير