عادت الأفراح وليالي الأبطال السعيدة لتزين مدينة ميلانو الإيطالية، بل قرر قطباها بلونيهما الأحمر والأزرق نثر السعادة في كل زوايا المدينة، كيف لا والمدينة العاشقة للموضة تنتظر عريسها الذي ستزفه طرفاً في نهائي اسطنبول المنتظر، الميلان وصل للدور نصف النهائي بعد فوزه على مواطنه نابولي ذهاباً بهدف، وتعادل اياباً بهدف لمثله، بالمقابل سيواجه إنتر ميلان ابن مدينته بعد اجتياز بنفيكا بمجموع المباراتين بخمسة أهداف مقابل ثلاثة.
سنوات الانتظار الطويلة التي عاشتها جماهير مدينة ميلانو، كرسّت ذلك المثل الشعبي الذي يمكنك أن تراه مكتوباً على أحد جدرانها (إن من يسير ببطء، يسير بثقة ويسير بعيداً)، فالإنتر كان آخر بطل رفع اسم إيطاليا في المحفل الأوروبي الكبير، عندما توّج بذات الأذنين موسم 2009/2010، بينما يعود آخر تتويج للمارد الميلاني لعام 2007، عندما وضع نجمته السابعة في سماء ميلانو الحمراء.
لا يختلف اثنان على أحقية وصول الفريقين بعيداً في الشامبيونزليج، بعد الأداء القوي والمنافسة الشرسة الذي شهداها الموسم الماضي في الدوري المحلي، والذي حسمه الميلان في السنتيمترات الأخيرة ليحمل لقب الكالتشيو.
إيطاليا ضمنت مكانًا لها في نهائي دوري أبطال أوروبا، أيًا كان ممثلها أحمر ميلانو أم أزرقها، الأكيد أنّه عندما تكون ميلانو بخير إذاً الكرة الإيطالية بخير.
عندها بدأ قطبا ميلانو في رحلة حلمهم الأوروبي، وبالاجتهاد والانضباط والمثابرة وصل الفريقان لهدفهم، بل منح القدر أحدهما فرصة التواجد في المباراة النهائية. تميل كفّة المواجهات بين الفريقين لصالح الروسونييري، حيث لم يخسر في المواجهات الأربعة التي لعبها ضد النيراتزوري، إذ التقى الفريقان موسم 2002/2003 وقتها حسم التعادل مواجهتي الفريقين، لكن الميلان استفاد من قاعدة التسجيل في ملعب الخصم ليحسم التأهل للنهائي ويتوج باللقب على حساب يوفنتوس.
عاد قطبا ميلانو لمواجهة بعضهما موسم 2004/2005 في الدور ربع النهائي، التي حملت ذكريات لا تنسى للأحداث التي شهدتها مباراة الإياب، عندما أوقف الحكم الألماني الشهير ماركوس ميرك المباراة في الدقيقة 72، وطلب من اللاعبين مغادرة أرض الملعب بسبب أحداث الشغب التي افتعلها جمهور إنتر ميلان، بعد إلقائهم لزجاجات المياه والمقذوفات النارية إثر إلغاء الحكم لهدف التعادل الذي سجله الأرجنتيني كامبياسو، لتعلن لجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي فيما بعد فوز الميلان بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، علماً أن مباراة الذهاب انتهت بفوز الروسونييري بهدفين مقابل لا شيء.
أفضليّة الميلان يعزّزها سجلّه الخالي من الهزائم ضد أندية إيطاليا في دوري الأبطال، حيث خسر مرة واحدة في أحد عشر مواجهة، كانت أمام بارما في إياب نهائي السوبر الأوروبي عام 1993، مقابل ستة انتصارات وأربعة تعادلات، سيدخل ميلان مباراة نصف النهائي بمعنويات عالية تمنحه جرعة إيجابية ضد خصمه.
الثامنة للميلان أم الرابعة للإنتر لن تختلف دعوات الإيطاليين، لطالما يعود ذلك بالخير على الكرة الإيطالية جمعاء، فعندما تكون ميلانو بخير إذاً الكرة الإيطالية بخير.
