أكدت "الأمم المتحدة"، اليوم الجمعة، أنّ أعداد الشهداء التي كشفت عنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة "ذات مصداقية"، إذ سبق أنّ ثبت الأمر خلال نزاعات سابقة. ويأتي ذلك بعدما شكّكت واشنطن بحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي الصادرة عن سلطات قطاع غزة.
وأوضح المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أمام الصحافيين في القدس، أنّ "في الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الستّ في قطاع غزة، عُدَّت هذه الأرقام ذات مصداقية ولم يسبق لأحد أن شكّك فيها".
وفي سياق شرحه لواقعية أرقام الشهداء، قال لازاريني إنّ 57 من موظفي وكالة الأونروا تأكّد مقتلهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ حجم الحصيلة التي سجّلتها الوكالة الأممية يعكس معدّل الحصيلة الإجمالية المعلنة في غزة. وأوضح أنّ نسبة موظفي وكالة الأونروا الذين قُتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي للعاملين لدى الوكالة تتوافق مع نسبة سكان غزة الذين قُتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان القطاع، وهو الأمر الذي يثبت صحّة بيانات وزارة الصحة في غزة. أكّد: "لدينا النسبة ذاتها تقريبًا".
أفاد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن بأنّ تقديرات لديهم تشير إلى أنّ ثمّة 1000 جثّة لم تُنتشَل بعد من تحت الأنقاض في قطاع غزة
من جهته، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الجمعة، بأنّ لا مانع لدى السلطات في قطاع غزة بأن يدخل أيّ طرف محايد ويتحقّق من أعداد الشهداء. وفي هذا الإطار، دعا القدرة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى "سؤال إسرائيل لماذا مُنعت المؤسسات الدولية من أن تكون موجودة في شمال القطاع وأمرها بالتوجّه جنوبًا؟". كذلك طالب "الأشقاء في مصر بفتح معبر رفح والسماح بوصول المساعدات والمواد الصحية والوفود الطبية".
جاءت تصريحات المفوّض العام لوكالة الأونروا بعد يومَين من إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنّه لا يثق بالأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة في غزة، إذ قال في مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء الماضي: "ليست لدي أدنى فكرة عن أنّ الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يُقتَلون". وأضاف: "أنا متأكد من أنّ أبرياء خسروا أرواحهم، لكنّ هذا هو ثمن خوض الحرب"، مشيرًا "لكنّني لا أثق بالعدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".
وفي اليوم التالي، أي أمس الخميس، ردّت وزارة الصحة في غزة بنشر قائمة مفصّلة بأسماء وأرقام بطاقات الهوية وجنس وعمر نحو 7000 شخص استشهدوا في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وأفادت الوزارة بأنّه "قرّرنا أن نخرج ونعلن بالتفاصيل والأسماء وأمام العالم بأسره حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ شعبنا أمام أنظار العالم وعلى مسمعه". وبالتفصيل، تضمّ قائمة الشهداء أسماء 6747 شخصًا، من بينهم 2665 طفلًا، علمًا أنّ ثمّة 529 شخصًا مجهولي الهوية استشهدوا كذلك ولم يكن من الممكن إدراج أسمائهم في القائمة.
من جهة أخرى، أفاد ممثل "منظمة الصحة العالمية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن بأنّ تقديرات لديهم تشير إلى أنّ ثمّة 1000 جثّة لم تُنتشَل بعد من تحت الأنقاض في قطاع غزة، وذلك بحسب معطيات تلقّتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وأشار إلى أنّ هذا العدد لم يُضمَّن في حصيلة الضحايا التي تصدرها السلطات، من دون أن يذكر اسم المصدر الذي زوّد المنظمة بالمعطيات.
وبحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها السلطات في غزة حول هذا الموضوع، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة بأنّ الوزارة تلقّت 1700 بلاغ عن مفقودين، من بينهم 940 طفلًا ما زالوا تحت الأنقاض.
وكان المبعوث الفلسطيني لدى "الأمم المتحدة" رياض منصور قد أفاد، أمس الخميس، بأنّ "نحو 1600 فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض ما بين قتيل وجريح، ولا يستطيع أحد الوصول إليهم لإنقاذهم أو دفنهم". وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وبحسب آخر البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، فقد ارتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 7326 شهيدًا، من بينهم 3038 طفلًا، في حين بلغ عدد المصابين 18.967 جريحًا، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر.