16-سبتمبر-2024
نهب آلاف القطع من متحف السودان القومي (منصة إكس)

نهب آلاف القطع من متحف السودان القومي (إكس)

كشفت وسائل إعلام بريطانية، أن قطعًا أثرية سودانية لا تقدر بثمن، تعرض للبيع على مواقع في الإنترنت، بعد تهريبها من السودان الذي يعاني حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، تشمل القطع تماثيل وأواني ذهبية وفخار، بالإضافة لقطع أثرية من العصر القديم، وقطع فرعونية ونوبية، نهبت من متحف السودان القومي في الخرطوم، الواقع في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، رغم نفي مسؤولين في الدعم السريع علاقتهم بموضوع النهب.

وقد نهبت آلاف من الآثار، بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة ومقتنيات من موقع "الكرمة" الأثري الشهير الواقع على نهر النيل في شمال السودان خلال أكثر من عام من القتال، وقام اللصوص بوضع هذه الآثار الثمينة للبيع على موقع "ebay" لبيع والشراء المنتجات حول العالم.

تشمل القطع تماثيل وأواني ذهبية وفخار، بالإضافة لقطع أثرية من العصر القديم وقطع فرعونية ونوبية، نهبت من متحف السودان القومي 

وبحسب الخبراء، فإن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على "ebay"باعتبارها آثارًا مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم.
وقالت كبيرة المسؤولين في السودان عن الآثار والمتاحف، غالية جار النبي، إنها رأت صورًا للآثار معروضة للبيع، وأضافت: "بعد مراجعة الصور، تأكدنا أن التحف الأثرية قد سرقت من المتحف الوطني، ولكن لا يمكننا بعد تأكيد ما إذا كانت كل الأثار والتحف قد نهب أم جزء منها فقط".

هذا وحذف "ebay" عددًا من روابط القطع المعروضة للبيع على موقعه بعد تواصل من "التايمز"، من بينها سترة جبة تعود لفترة  الثورة المهدية في القرن التاسع عشر، وقد بيع بمبلغ 200 دولار بحسب علماء أثار سودانيين، وقال موقع "ebay": "نحن نحظر بشكل صارم بيع التحف غير المشروعة على الموقع، ونتعامل بما يتماشى مع القوانين واللوائح البريطانية والدولية".

مؤكدًا أنه "يعمل بكثب مع المنظمات غير الحكومية والسلطات مثل يونيسكو والإنتربول ومفوضية الاتحاد الأوروبي لضمان توفير سوق آمن ومأمون عبر الإنترنت يمنع التجارة غير القانونية، مع تمكين البيع القانوني للآثار".

مقتنيات داخل متحف السودان القومي

وجاء تقرير الصحيفة البريطانية بعد أيام من دق منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونيسكو"، ناقوس الخطر إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.

وقد دعت "اليونيسكو" التي تعني بمواقع التراث حول العالم، المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع، محذرة من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى مستوى غير مسبوق.

وحثت المنظمة الأممية، التجار وجامعي التحف على الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان، معتبرة أن "أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية، وتعريض تعافي البلاد للخطر". 

ورغم حذف "ebay" عددًا من القطع المعروضة للبيع من على موقعه، إلا أن الإتجار بالآثار السودانية المنهوبة مستمر، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة "مروي"، أحد مواقع التراث العالمي لـ"اليونسكو".

وجزيرة "مروي"، عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة "كوش"، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد، وكانت تتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، والمواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء.