20-سبتمبر-2024
الحروب السيبرانية

القوة السيبرانية مجال لتنافس وصراع القوى الدولية (مواقع التواصل)

لم تعد عناصر القوة التقليدية ـ من قبيل امتلاك الأموال والثروات الطبيعية والعتاد العسكري والجغرافيا الشاسعة وكثرة السكان ـ حاسمةً لوحدها في قياس تفاوتات القوة بين الدول، بل باتت ما تسمّى القوة السيبرانية عنصرًا رئيسيًا في تصنيف الدول على مؤشر القوة والفاعلية والتأثير في عالمنا اليوم عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

وأعاد الهجوم الإسرائيلي على الأجهزة اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله" في لبنان إلى الواجهة وبقوة مسألة القوة السيبرانية التي تعِد بتغيير شكل الحروب والنزاعات وأدواتها وآثارها وتبعاتها التي لا يمكن التنبؤ بفداحتها.

ونتعرّف فيما يلي من هذا التقرير على أقوى الدول في مجال الأمن والقوة السيبرانية الإلكترونية. والمؤشرات المستخدمة في هذا التصنيف والمجالات التي تغطيها هذه القوة المدمّرة.

تُنفق الولايات المتحدة نحو 72 مليار دولار سنويًا لتطوير قدراتها السيبرانية

ولعل أهم مؤشرين يرصدان القوة السيبرانية للدول هما "المؤشر العالمي للأمن السيبراني" (ITU) ومؤشر “NCPI” الذي يصدره مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة هارفرد، ويضمّ 29 مقياسًا تقيس مجالًا كبيرًا من نيات الدول وقدراتها في الحرب السيبرانية هجومًا ودفاعًا.

ومن بين هذه المقاييس: الهجمات الإلكترونية، وقوانين حماية البيانات، والمعايير الفنية، وحوكمة الإنترنت، والبحوث الإلكترونية، والجرائم الإلكترونية، والإنفاذ، واستخدام المعرفة المتاحة للجمهور عن القدرات الإلكترونية. بحيث يتم تقييم هذه المقاييس من خلال ثمانية أهداف تتلخص هي الأخرى في: القدرة المالية والمراقبة والاستخبارات والتجارة والدفاع ومراقبة المعلومات والتدمير.

وبالاستناد لآخر إصدارٍ من هذا المؤشر، تم ترتيب الدول القوية سيبرانيًا على النحو الآتي:

الولايات المتحدة الأميركية تحتل الصدارة

تتصدر الولايات المتحدة قائمة القوى السيبرانية دوليًا، وتتميز بالقوة الهجومية السيبرانية وجمع المعلومات الاستخبارية. وتخصص الولايات المتحدة نحو 72 مليار دولار ميزانيةً سنوية لتطوير قدراتها السيبرانية، وتعتمد على عدد هائل من المختصين يصل إلى حوالي 200 ألف اختصاصي.

يشار إلى أنّ عدة مصادر إسرائيلية وأميركية تحدثت عن مساعدة أميركية لإسرائيل في هجومها على أجهزة "حزب الله" اللاسلكية الأمر الذي نفته واشنطن على لسان أكثر من مسؤول في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون.

التنين الصيني ثانيًا

تحل الصين ثانيًا في هذا المؤشر لناحية دفاعاتها والقدرات الهجومية السيبرانية، لكن بكين لا تكشف عن حجم إنفاقها في هذا المجال، وإن كان يقدر بعشرات المليارات من الدولارات، مع الإشارة إلى تفوقها عالميًا في مجال المراقبة السيبرانية والعمليات التجارية السيبرانية، لكن نشاطها في هذا المجال غالبًا ما يرتبط، حسب منظمات حقوقية وأجهزة استخبارية بأنشطة غير قانونية.

الدب الروسي ثالثًا

تصنف روسيا في المرتبة الثالثة في القوة السيبرانية المدمّرة، مع الإشارة إلى تفوقها في مجال التجسس السيبراني. ويؤكد أكثر من مصدر أنّ موسكو تستخدم أدواتها السيبرانية المتطورة في المراقبة الداخلية والهجمات الدولية، بيد أنّها تعاني، حسب الخبراء، من ضعف بنيتها التحتية السيبرانية مقارنةً بالولايات المتحدة والصين وحتى بريطانيا. ولدى روسيا، حسب المعطيات، ما يزيد على 15 ألف مختص في المجالات السيبرانية.

بريطانيا رابعًا

على الرغم من تصنيف بريطانيا رابعًا في مؤشر القوة السيبرانية، فإنها تحتل مرتبةً متقدمة في مجال الدفاعات السيبرانية، إذ توظف 50 ألف مختص بالأمن السيبراني في مؤسساتها الدفاعية والخدمية، وتخصص أكثر من 2 مليار دولار لتمويل سياستها السيبرانية.

فرنسا وإسرائيل تتقاسمان المرتبة الخامسة

تتقاسم فرنسا وإسرائيل المرتبة الخامسة في مؤشر القوة السيبرانية. ففي حين تواجه فرنسا نقصًا في عدد المختصين، توظف دولة الاحتلال الإسرائيلي 30 ألف مختص في المجالات السيبرانية لكنها تنفق على هذا المجال نحو مليار دولار فقط سنويًا، بينما تنفق باريس 1.9 مليار دولار على أنشطتها السيبرانية.

وتلي هذه الدول في التصنيفات دول أخرى هي أستراليا وهولندا وكوريا الجنوبية وفيتنام وفرنسا وإيران. ومن اللافت سقوط دول مثل: ألمانيا وكندا واليابان من قائمة العشرة الأوائل في القوة السيبرانية.