أطلقت مجموعة "حملة من أجل سوريا"، موقعًا إلكترونيًا بهدف التبرع لهيئة "الدفاع المدني"، والمعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، التي تنشط في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
تأسست هيئة الدفاع المدني السورية سنة 2013 وخسرت حتى الآن أكثر من 140 عنصرًا، في قصف لمقاتلات النظام
ويسعى موقع الحملة لجمع مليون دولار أمريكي، وهو قيمة جائزة "نوبل للسلام"، بعد أن كانت، هيئة الدفاع المدني، من أبرز المرشحين للحصول عليها، للعام الثاني على التوالي، قبل أن تذهب للرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، على خلفية عقده اتفاق سلام مع منظمة "فارك" المتمردة.
اقرأ/ي أيضًا: بعد حربها على "الجند"..أحرار الشام على مفترق طرق
وأظهرت قائمة نُشرت قبل الإعلان عن الجائزة بوقت قصير، أن هيئة "الدفاع المدني" من أبرز المرشحين للحصول عليها، خصوصًا وأنها لقيت دعمًا من أهم الصحف والمواقع العالمية، وتصدرت لفترة طويلة صفحاتها الرئيسية.
وهنا لا يمكن التعويل على الحملة المضادة، في عدم الحصول على الجائزة، والتي نظمها مؤيدو رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ولا حتى هجوم الأخير على المجموعة، بعد أن وصفها بأنها ستحصل على جائزة "مسيّسة"، متجاهلًا استهداف مقاتلاته لأصحاب "الخوذ البيضاء"، أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني، أو اعتمادهم على وسائل بسيطة في عمليات إنقاذ الضحايا من بين الأنقاض.
وفور إعلان الفائز بجائزة "نوبل للسلام"، غرد أصحاب "الخوذ البيضاء" عبر صفحتهم الرسمية على موقع "تويتر"، يباركون للرئيس والشعب الكولومبي الفوز بالجائزة، كما كتب مدير "الدفاع المدني"، رائد الفارس عبر صفحته الرسمية، يقول: "جائزتنا هي: مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (الآية 42 من سورة المائدة، والتي تتخذها المجموعة شعارًا لها)، سنستمر من أجل السوريين، إمكانياتنا ومتطوعونا تحت تصرفهم".
لكن أصحاب "الخوذ البيضاء"، كانوا يخططون إلى الحصول على معدات حديثة من خلال المبلغ الذي سيحصلون عليه من الجائزة، بعد أن دمرت معداتهم من قبل مدافع النظام السوري، والمقاتلات الروسية أيضًا، حيثُ إن معظم مراكز "الدفاع المدني"، في مختلف مناطق المعارضة السورية، إما خارجة عن الخدمة نتيجة القصف اليومي، أو تعاني من نقص حاد في المعدات البسيطة، ولا نتحدث هنا عن المعدات المتطورة، التي إن وجدت لا تستطيع الوقوف في وجه الأسلحة المتطورة التي يستخدمها الروس.
أطلقت "حملة من أجل سوريا"، موقعًا إلكترونيًا بهدف التبرع لهيئة "الدفاع المدني" لتمكينها من شراء معدات بعد تدمير ما تملك تحت القصف
القائمون على "حملة من أجل سوريا"، كتبوا عبر الموقع الإلكتروني المخصص لجمع التبرعات يقولون: "لم تحصل الخوذ البيضاء على جائزة نوبل للسلام هذه السنة. ولكن معًا يمكننا منحهم جائزة الأمل. دعونا نجمع المليون دولار الأمريكي الذي كان سيمنح لهم لو ربحوا الجائزة. نريد أن نثبت تقدير الناس لجهودهم العظيمة عن طريق تقديم جائزة الأمل! سوف نستبدل سيارات الإسعاف والمعدات التي خسروها نتيجة الهجمات وسنساعدهم بمعالجة المصابين".
اقرأ/ي أيضًا: حرب باردة في مجلس الأمن حول حلب.. ومصر مع الجميع
الهيئة التي تأسست في عام 2013، وخسرت حتى الآن أكثر من 140 عنصرًا، في قصف لمقاتلات النظام، إما عن طريق استهدافهم أثناء انتشالهم لضحايا الغارات الجوية، أو بشكل مباشر، ساهمت في إنقاذ ما يقارب 60 ألف مدني، وأطلقت شركة "نتفليكس" فيلمًا وثائقياً بعنوان "The White Helmets" الشهر الماضي، يحاكي جزءًا بسيطًا مما يقدمونه بما أتيح لهم من إمكانيات.
تمكنت الحملة حتى الآن من جمع ما يقارب مائتي ألف دولار أمريكي، وعندما يتم الوصول إلى مبلغ المليون دولار، سيتم تحويلها إلى صندوق "الخوذ البيضاء"، لشراء المعدات اللازمة لهم، حيث تم تحديد ما يحتاجونه من معدات مع سعرها منفصلًا.
يبلغ عدد متطوعي هيئة "الدفاع المدني" نحو 3100 متطوعًا، وهم في الأصل من مهن مختلفة، منهم أصحاب الشهادات الجامعية، ومنهم من كانوا يعملون في المهن اليدوية، وهناك النشطاء الإعلاميون، ما يدل على اختلاف توجهاتهم، إلا أنهم اجتمعوا لينذروا أنفسهم من أجل إنقاذ المصابين المدنيين بأسلحة نظام الأسد، الذي فقد الشرعية الدولية.
تقول "حملة من أجل سوريا"، في الموقع الإلكتروني المخصص لجمع التبرعات: "نرجو مساعدتنا لجمع ما يكفي من المال من جميع أنحاء العالم، حتى يعلم كل متطوع من الخوذ البيضاء أن شعوب العالم بأسره تقدر عملهم وتحترمه (...) ندعوكم أن تساهموا بما تستطيعون لأن هؤلاء المتطوعين الشجعان يقدمون كل شيء".
اقرأ/ي أيضًا: