07-أكتوبر-2018

الحركة التي أجبرت مكغريغور على الاستسلام (Getty)

انتهى النزال الأسطوري على بطولة العالم للوزن الخفيف بالفنون القتالية المختلطة UFC بفوز الملاكم الروسي حبيب نور محمدوف بالنزال المرتقب، على حساب خصمه الإيرلندي كونور مكغريغور، وذلك في اللقاء الذي أقيم فجر اليوم في لاس فيغاس الأمريكية، عندما استطاع محمدوف المنحدر من جمهورية داغستان والتي تتبع فيدرالياً لروسيا، أن يجبر مكغريغور على الاستسلام إثر خنقه بساعده ضمن الجولة الرابعة.

لم يخسر محمدوف في مسيرته على الإطلاق وحقّق مع نهاية النزال 27 انتصاراً متتالياً

ترقّب العالم أجمع هذا النزال قبل أشهر من بدايته، وأجمع النّقاد على اعتباره الأهم في تاريخ البطولة، ووصفه آخرون بنزال القرن، فهو لن يقل شهرة عن أعظم نزال في تاريخ الملاكمة الذي جمع محمد علي كلاي مع جو فريزر عام 1975، كيف لا والبطل الروسي هو حامل لقب البطولة في نسختها السابقة، ولم يتلقّ أية خسارة في مسيرته، إذ حقّق 26 انتصاراً متتالياً في نزالاته جعلت الفوز عليه أمرًا شبه مستحيل، بينما حظي مكغريغور بشعبيّة جارفة في عالم الفنون القتاليّة المختلطة، خصوصاً بعد أن دخل التاريخ كونه حقّق بطولة العالم في هذه اللعبة بوزنين مختلفين، الريشة والخفيف، الأمر الذي جعله اللاعب الأكثر شعبية في العالم، لكنّه انقطع عن ممارسة هذه الرياضة لمدّة عامين واتّجه إلى الملاكمة، قبل أن يُمنى بهزيمة قاسية في إحدى مواجهاته، ليعود إلى رياضته المفضّلة بحجّة "استرجاع عرشه"، وهو في مسيرته قبل هذه المواجهة انتصر 21 مرّة وهُزم في ثلاثة. 

إقرأ/ي أيضاً: محمد علي كلاي.. فقط خذوني إلى القبر

اتّخذ النزال بين محمدوف ومكغريغور منافسة شرسة أكثر بكثير مما تكون عليه النزالات الأخرى، فهي تمثّل صراعاً بين الثقافات والشعوب بدرجة كبيرة، لأنّ محمّدوف لطالما اتّسم بالهدوء وتفاخره بأنّه مسلم لا يحبّ الخمور، واشتُهر منذ بلوغه التاسعة من عمره بمقطع فيديو وهو يصارع دبًّا، بينما عمد المنازل الإيرلندي على استفزاز خصومه وشتمهم، والقيام بأفعال مجنونة تقلّل من احترام كل من يحيط به، وهو الأمر الذي زاد من شعبيّته من قبل محبّي هذه الرياضة.

ومن أجل التأكيد على خصاله المتعجرفة التي أحبّها مشجّعو النجم الآيرلندي، تأخّر مكغريغور في حضور جلسة عامّة أمام الجماهير لمدّة 40 دقيقة، كما فعل ذلك أيضًا فيما يخصّ المؤتمر الصحفي الخاص بالنزال، عندما تأخّر لمدّة ثلاثين دقيقة، في محاولة منه لاستفزاز خصمه، ومع قدومه ارتدى مكغريغور ملابس فاخرة، ووضع أمامه زجاجة الويسكي، وانهمر بالشتائم والوعيد على محمّدوف، علماً أن تصرّفات البطل الإيرلندي كانت طفوليّة للغاية وبعيدة عن الاحترام، فإن كان جالسا سيرفع قدمه على الطاولة التي أمامه بحيث يكون حذاؤه مواجهاً للحضور، وإن كان قائماً سيذهب إلى الركن المخصّص لمحمّدوف بغية سقايته بعضاً من الويسكي المحرّمة عند محمّدوف، وسط مؤازرة كبيرة من الحضور، وكان ملخّص هذا المؤتمر الصحفي هو كيل المزيد من التهديدات من كلّ لاعب تجاه الآخر عمّا سيحلّ به في ليلة السادس من أكتوبر.

محمدوف للجماهير المؤازرة لمكغريغور: الحمد لله، أعرف أنكم لا تحبون هذه العبارة، غداً سوف أحطّم لكم طفلكم

وقبل النزال المرتقب بيوم واحد، كادت عمليّة قياس الوزن الروتينية أن تتحول لمعركة بين اللاعبين، إذ ضرب الإيرلندي منافسه على يده في محاولة لاستفزاز خصمه، فشجّعت الجماهير الأمريكية هذه الفعلة بحماس منقطع النظير، عندها ردّ محمّدوف بعبارة "الحمد لله" فأطلقت الجماهير الحاضرة صافرات الاستهجان، وكرّر هذه العبارة قائلاً "أعرف أنّكم لا تحبّونها.. أشكركم جميعاً، بفضلكم هذا النزال حدث، غداً سوف أحطّم طفلكم".

إقرأ/ي أيضاً: فيديو: 40 ثانية أسقطت بطل العالم للملاكمة

ومع بداية النزال في اليوم التالي سيطر محمّدوف على النزال ولكم مكغريغور لكمة قويّة، وفي الجولة الرابعة وضع رقبة الإيرلندي بين صدره وساعده، فاضطر مكغريغور للاستسلام وسط سخط جماهيري كبير، وهنا حقّق محمّدوف الانتصار السابع والعشرين في مسيرته دون أيّة هزيمة، وحافظ على لقبه في بطولة العالم للوزن الخفيف بالفنون القتالية المختلطة UFC، بينما هُزم الإيرلندي للمرّة الرابعة في تاريخه مقابل 21 انتصاراً. ولم تكن نهاية النزال أقلّ إثارة من المراحل التي سبقته، فمع استسلام مكغريغرو  تحوّلت حلبة المصارعة ومحيطها إلى مكان للفوضى العامّة، بعد أن قفز محمّدوف تجاه الفريق المرافق لمكغريغور وانهال عليهم بالضرب كردّ على الشتائم التي سمعها منهم، كذلك صعد أحد مرافقي محمّدوف إلى الحلبة وضرب مكغريغور، قبل أن يُخرج الأمن البطل من الصالة وسط حراسة مشدّدة دون إقامة مراسم التتويج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 حقائق عن النزال الأغلى في التاريخ: مكغريغور ومايْويذر

فيديو: مايويذر يُسقط مكغريغور بالضربة القاضية في الجولة العاشرة