قلبت هولندا الطاولة على فرنسا بطلة العالم وألحقت بها خسارة مستحقّة بهدفين دون رد، وخرج لاعبو ديديه ديشامب شاكرين الآلهة على وجود حارس مرمى اسمه هوغو لوريس، والذي لولاه لمُنيت فرنسا بهزيمة ثقيلة أمام طواحين هولندا، إذ أنقذ لوحده المرمى الفرنسي من 9 أهداف محقّقة، بذلك اقتربت الأخيرة من تصدّر المجموعة الأولى في المستوى الأوّل من دوري أمم أوروبا، وبالتالي التأهّل للدور نصف النهائي، فهي تحتاج لنقطة وحيدة من مواجهتها مع ألمانيا، والتي هبطت رسمياً للمستوى الثاني.
أنقذ الحارس الفرنسي فريقه من خسارة تاريخية بعد أن تصدّى لتسعة أهداف محققة
مساء الأربعاء 24 كانون الثاني/يناير 2018، أُجريت قرعة دوري أمم أوروبا، هذه البطولة التي ستجري لأوّل مرّة في صيف 2018، وتمّ تقسيم الفرق المشاركة لأربع مستويات، ويضمّ المستوى الأوّل 4 مجموعات تحوي كلّ منها 3 من كبرى فرق القارّة، وصاحب المركز الأخير من كلّ مجموعة سيهبط للمستوى الثاني، وفي تلك الليلة صُدمت الجماهير الهولندية التي يعيش فريقها أحلك لياليه بعد أن فشل بالوصول للمونديال، إذ وضعت القرعة فريق الطواحين بطل العالم الأسبق ألمانيا مع فرنسا القويّة للغاية حينها، والتي أحرزت كأس العالم لاحقاً، ما يعني أن هولندا ستجابه بطلي آخر نسختين من كأس العالم، والمنطق يؤكّد على أنّها المرشّح الأبرز للهبوط للمستوى الثاني.
اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا تستعيد ألقها المونديالي وتسرق الكرة من الإسبان!
ومع بداية البطولة في أيلول/سبتمبر الماضي، خرجت فرنسا بتعادل ثمين من الأراضي الألمانية، وبعد ذلك بأيام حصد أبطال العالم انتصاراً صعباً على هولندا، والتي أبهرت الجميع بمباراتها الأولى، وأكّدت أنّها ليست بالصيد السهل، وبرهنت على فرضيّتها بشكل لا يقبل النقاش عندما أذاقت ألمانيا هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف دون رد، قبل أن تدفع فرنسا ألمانيا نحو الأسفل مرّة أخرى بعد أن هزمتها بهدفين لهدف، وهنا انتظر الجميع ما ستؤول إليه مواجهة هولندا مع فرنسا، فإن حصّلت فرنسا نقطة على الأقل فستضمن مكانها في الدور نصف النهائي، كأوّل فريق يفعل ذلك، وإن حدث ذلك فستكون مواجهة ألمانيا مع هولندا في الجولة الأخيرة حاسمة من أجل الهروب من شبح اللعب في المستوى الثاني.
لكنّ لاعبي المدرّب رونالد كومان لم يدخلوا لقائهم مع فرنسا من أجل التفكير بالمستوى الثاني، فقد نسوا السنين الأربع العجاف التي عاشها وصيف بطل العالم في 3 مناسبات وبطل يورو 1988، والصدارة هي مبتغاهم الوحيد، لأنّهم وضعوا في بالهم كأس بطولة دوري أمم أوروبا في نسختها الأولى، والظفر به يعني تعويض أجيال هولندية من حرمان التتويج بالمونديال، وإنصافاً لكرة جميلة شكّلت أحد أركان متعة كرة القدم عبر تاريخها.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا.. إنجلترا تكسب الرهان على حساب إسبانيا
دخل أصحاب الأرض المباراة بقوّة مدجّجين بمعنويات هائلة بعد الفوز المبهر على ألمانيا، فيما بان على لاعبي فرنسا الغرور والاعتزاز بالنفس، كونهم أبطال العالم ولم يخسروا ودّياً ولا رسمياً منذ 15 مباراة، لكنّ ملعب فينيورد كان شاهداً على سيطرة مطلقة للفريق البرتقالي، والذي استحوذ على الكرة بنسبة فاقت 60%، وهو أمر لطالما فخر به ديديه ديشامب مدرّب فرنسا، وتخلّل تجريد كومان خصمه من سلاح الاستحواذ المعتاد هجمات بالغة الخطورة على الحارس هوغو لوريس، لكنّه استبسل في الكثير من المناسبات في الذود عن مرماه، فما هي إلا دقيقتين حتّى تصدّى ببراعة لكرة فينالدوم، والتي منحه إياها ديباي المنفرد بالحارس الفرنسي، وعلى الرغم من طغيان اللون البرتقالي على أرضية الملعب كاد أن ينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي، لولا أن فعلها فينالدوم في الدقيقة 44، عندما أنقذ لوريس مرماه من كرة بابل، لكنّها ارتدّت صوب لاعب ليفربول، فأودعها في الشباك هدفاً أول انتهت معه مجريات النصف الأول من اللقاء.
ظنّ الجميع أن بطل العالم سينتفض في الشوط الثاني، لكنّ ذلك لم يحدث على الإطلاق، بل زادت الطواحين من سرعة دورانها، وتألّق هوغو لوريس في إبعاد الكثير من الكرات، فالأخير تصدّى بأعجوبة لكرات فان دايك وبابل وبليند، ولم تمنح تبديلات ديشامب الوقود الكافي لمنح ديوكه الطاقة اللازمة من أجل مجاراة أصحاب الأرض، ومع نهاية المباراة سنحت لهولندا ركلة جزاء ترجمها بنجاح ممفيس ديباي على طريقة التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا، معلناً نهاية المباراة بفوز منتخب بلاده بهدفين دون رد، بذلك هبطت ألمانيا رسمياً للمستوى الثاني، وتجمّد رصيد فرنسا عند 7 نقاط في صدارة المجموعة، مقابل 6 لهولندا التي تملك مباراة أمام ألمانيا، ويكفيها منها نقطة التعادل من أجل نيل بطاقة التأهل للدور نصف النهائي.
اقرأ/ي أيضًا:
دوري أمم أوروبا .. عصر جديد في تاريخ كرة القدم