25-مارس-2019

أصيب أكثر من 60 شخصًا من المشاركين في اعتصام الأساتذة المتعاقدين في المغرب (ألترا صوت)

ليلة دامية عاشها الأساتذة المغاربة، يوم الأحد الماضي. تدخل أمني عنيف لم ينه اعتصام الآلاف من أصحاب الوزرة البيضاء وسط العاصمة الرباط، لكنه أرسل العشرات من الجرحى إلى الطوارئ، بعد رفضهم فض الاعتصام الذي شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص من مختلف مدن المغرب، رافعين شعارًا واحدًا أساسيًا: "لا للتعاقد.. نعم للإدماج في الوظيفة العمومية".

عاش أساتذة المغرب المتعاقدين ليلة دامية بعد التدخل الأمني العنيف لفض اعتصامهم الذي شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص

عملية الشد والجذب بدأت بين الأساتذة المتعاقدين والحكومة المغربية منذ عدة أشهر، وذلك بعد مطالبة الأساتذة بإسقاط نظام التعاقد، الذي يفرض عليهم الاشتغال تحت إمرة الأكاديميات الجهوية، عوض تبعيتهم المباشرة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الأمر الذي رفضته الحكومة إطلاقًا، وبررته بـ"كون نظام التعاقد يدخل في إطار تطبيق الجهوية".

اقرأ/ي أيضًا: أساتذة التعاقد في المغرب.. حكاية صمود أمام سياسة "تكسير العظام" 

"قم للمعلم"

بدأ اعتصام الأساتذة حوالي الساعة الثامنة مساءً أمام البرلمان المغربي في أكبر شوارع العاصمة. الآلاف من الشباب افترشوا الأرض، معلنين عن بدء برنامجهم الاحتجاجي، والذي انتهى بمسيرة ضخمة جالت أكبر شوارع المدينة، وشاركت فيها أكثر النقابات تمثيلية في قطاع التعليم.

اعتصام الأساتذة المتعاقدين في المغرب
شارك في اعتصام الأساتذة المتعاقدين أكثر من 50 ألف شخص (ألترا صوت)

مباشرة بعد حلول أفواج الأساتذة لمركز مدينة الرباط، نزلت قوات الأمن بثقلها، لكنها لم تتدخل إلا بعد مرور ساعات من الاعتصام، وكان العشرات من عناصر رجال الأمن وعشرات السيارات وشاحنتان لخراطيم المياه تقف وسط شارع محمد الخامس، تنتظر لحظة التدخل.

وجاء التدخل الأمني حوالي الساعة الثانية والنصف صباحًا، بعد رفض فض الاعتصام؛ فبدأت المواجهات بين عناصر الأمن ورجال التعليم، واستعمال خراطيم المياه، ما أدى إلى إصابة 60 أستاذ بجروح متفاوتة، وأستاذة واحدة ترقد في العناية المركزة، بعدما تعرضت للدهس من طرف إحدى الدراجات النارية التابعة للأمن الوطنية، وذلك حسب ما كشف عضو في التنسيقية الوطنية لـ"ألترا صوت".

التدخل الأمني العنيف لم يثن الأساتذة عن المضي بالاحتجاجات، بل أكدوا تشبثهم بالحوار، الذي أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، باستنثاء أن يتضمن الحوار إسقاط نظام التعاقد، والإدماج الفوري والمباشر مع الوزارة.

وأصدرت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بيانًا حصل "ألترا صوت" على نسخة منه، تدين من خلاله "اللجوء لاستخدام العنف المفرط ضد الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، وهو الأمر غير المبرّر وغير المشروع بتاتًا، وينم عن عجز كبير لدى الدولة في التعاطي مع الاحتجاجات المشروعة وعن إيجاد البدائل والحلول الحقيقية وغياب للإنصات والحوار".

اعتصام الأساتذة المتعاقدين في المغرب
استعملت العناصر الأمنية خراطيم المياه لتفرقة المعتصمين (ألترا صوت)

مسيرة تاريخية

 انطلقت المسيرة من أمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، على الساعة التاسعة والنصف صباحًا، بعد الليلة الدامية، وقد شارك فيها ما يزيد عن 50 ألف أستاذ. وبحسب البيان الرسمي للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، فقد شارك فيها نحو 60 ألف ما بين أساتذة وعدد من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية.

المسيرة التي دعا إليها الائتلاف المغربي للدفاع عن التعليم العمومي، والذي يضم 40 هيئة نقابية وحقوقية وطلابية وجمعوية، عرفت حضورًا كبيرًا لشغيلة التعليم الغاضبة من السياسات الحكومية، كما أن المشاركين رفعوا شعارات خلالها ضد سياسات وزارة التعليم باعتبارها قطاعًا حيويًا يتم إقباره.

شلل المدارس

فور انتهاء المسيرة، عقد الأساتذة المتعاقدون جمعهم الوطني لمناقشة الخطوات الاحتجاجية التي سيخوضونها بعد ثلاثة أسابيع متتالية، فقرروا، مساء اليوم الإثنين، تمديد الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي.

اعتصام الأساتذة المتعاقدين في المغرب
أصيب 60 أستاذًا بجروح متفاوتة، ونقلت أستاذة للعناية المركزة (ألترا صوت)

ووسط جو الاحتقان الذي يشهده قطاع التعليم في المغرب، وشلل المدرسة العمومية، قرر سعيد أمزازي، وزير التربية والتعليم، عقد اجتماع عاجل مع النقابات الأكثر تمثيلية، وممثلين عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، لتقديم صيغة جديدة من أجل المزيد من التحصين القانوني للوضعية الإدارية للأساتذة المتعاقدين، وإصدار القانون الأساسي لأساتذة الأكاديميات، عن طريق مرسوم وليس فقط من خلال قرار للأكاديميات.

قرر الأساتذة المتعاقدون المعتصمون مد فترة إضرابهم للأسبوع الرابع على التوالي، طالما أن الحكومة ترفض إقرار إدماجهم

غير أن مقترحات الوزير الوصي عن قطاع التعليم في المغرب، كلها، قوبلت برفض النقابات والتنسيقية، فقرروا تمديد الإضراب، رافعين مجددًا شعار "الإدماج أو البلوكاج"، أي الإضراب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جدل لغة التعليم في المغرب.. "لوبيات" الفرنكفونية تطل بلسانها!

التعليم المغربي..أرقام صادمة رغم خطط الإصلاح