09-يوليو-2019

تونس إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا بتفوّقها على غانا بركلات الترجيح (Getty)

بلغت تونس ربع نهائي كأس أمم أفريقيا بعد تفوّقها على غانا بركلات الترجيح في ختام مباريات دور الستة عشر، بذلك ضرب نسور قرطاج موعدًا مع مدغشقر مفاجأة البطولة السارّة في دور الثمانية، كذلك فعلت ساحل العاج وتخطّت مالي بهدف وحيد، لتصطدم في ربع النهائي بالمنتخب الجزائري المرشّح الأبرز لنيل اللقب.

أغضب نسور قرطاج الجماهير التونسية في دور المجموعات، لأن أداء الفريق كان باهتًا للغاية، ولم ينجح في تحقيق الانتصار في أيّ من المباريات الثلاث ضمن مجموعته الثانية، تعادل مع مالي وأنغولا وموريتانيا، والمصيبة هنا تكمن في أنّ رفاق وهبي الخزري لم يستحقّوا الفوز في أي من تلك اللقاءات بسبب تواضع الأداء، فغابت الكرة الجماعيّة، واحترم المدرّب الفرنسي ألان جيريس خصومه أكثر من اللازم، فلم يبادر لشنّ الهجمات رغم امتلاكه تشكيلة رائعة وخبيرة، بل بان عليه من خلال التبديلات التي أجراها في المباريات الثلاث أنّه قانع بالتعادل، وهمّه الأوّل الخروج من أي لقاء دون هزيمة.

قلبت تونس التوقّعات لصالحها وأقصت غانا من البطولة لأوّل مرّة في تاريخها، وحجزت مكانها الطبيعي في دور الثمانية لكبار القارّة

وعلى الرغم من ضمان نسور قرطاج حضورهم في دور الستة عشر، طالب العديد من المحلّلين التونسيين إقالة جيريس قبل أن تحدث الكارثة، أو الفضيحة حسب وصف الصحافة التونسية، لأن تونس عانت أمام فرق أضعف منها نظريًا بشكل كبير، فكيف لو واجهت أحد كبار القارّة السمراء وهو مرشّح شبه دائم لنيل اللقب؟

 كما هو معروف تونس ولّادة بالمدرّبين، وأبرز انتصارات الفريق تحقّق من خلال المدرّبين المحلّيين، وآخرهم فوزي البنزرتي الذي أُقيل فجأة من منصبه دون علم السبب حتّى الآن، وتمّ جلب المدرّب الفرنسي جيريس بدلًا عنه رغم أن البنزرتي حقّق مسيرة طيّبة ونتائج مرضية مع الفريق. رحل الأخير إلى نادي الوداد المغربي وحقّق إنجازات بفترة قياسيّة، وترك منتخب تونس وكأنّه شبح للفريق الذي كان معه، بسبب قلّة حيلة المدرّب الفرنسي.

اقرأ/ي أيضًا: تألّق لافت لمحاربي الصحراء.. ومدغشقر تواصل مفاجآتها بكأس أمم أفريقيا

لم يستجب القائمون على الرياضة التونسية لاقتراحات المتابعين، فأصرّوا على مواصلة جيريس لمسيرته علّه يقدّم الأداء المرضي أمام غانا القويّة، أو على الأقل النتيجة المؤهّلة إلى دور الثمانية، هي مهمّة صعبة للغاية أمام فريق لم ينجح نسور قرطاج في الفوز عليه رسميًا على الإطلاق، لعبوا 7 مرّات خسروا في ستّ وتعادلوا في واحدة، كلّ تلك المواجهات حدثت ضمن كأس أمم أفريقيا، فهل يفعلها الفريق الآن في بطولة المفاجآت..؟

 لم لا فمنتخب بنين فعل أمرًا مماثلًا تمامًا، تأهّل لدور الستة عشر بثلاثة تعادلات، وخاض هناك مواجهة حاسمة مع المغرب التي لم ينتصر عليها في تاريخه، وهزمهم بركلات الترجيح، فلمَ لا يمنح ذلك تونس مزيدًا من الأمل أمام غانا التي رشّحها الكثيرون لنيل اللقب، وبعد ذلك نفكّر بهدوء في طريقة مثلى لإعادة الهيبة للكرة التونسية، فمجرّد الحسم بتفوّق غانا شبه الأكيد سيعني ذلك إهانة لنسور قرطاج الذين أوصلهم المدرّب الفرنسي لهذا الحال.

بدأت غانا المباراة مع تونس بضغط متوقّع، وكانت أولى محاولاتها في الدقيقة السادسة عن طريق بارتي، حوّلها المدافع ساسي لركنية، عشر دقائق أخرى وتنقذ العارضة التونسيّة هدفًا غانيًّا محقّقًا، تعود الكرة للمهاجم الغيني الذي سدّدها وأبعدها الحارس مرة ثانية، كذلك أبعد الأخير معز حسن كرة بارتي الصاروخيّة إلى ركلة ركنيّة، إلى أن نجح فريق النجوم السوداء في هزّ شباك نسور قرطاج قبيل نهاية الشوط الأوّل، لكنّ حكم اللقاء ألغاه بداعي التسلّل، فانتهى الشوط الأوّل بسلام على التونسيين.

زادت غانا من ضغطها في الشوط الثاني، لكنّ اللمسة الأخيرة وتألّق الحارس منعاها من تسجيل هدف السبق، إلى أن دخل وهبي الخزري المباراة في الدقيقة 68، ومن حينها انقلبت الأمور رأسًا على عقب، فما هي إلا دقيقتين على نزوله حتّى بدأت تونس وابل هجماتها وتنشّط الخطّ الأمامي بشكل لافت، ومنح الخزري تمريرة دقيقة للخنيسي داخل منطقة الجزاء، ارتطمت بيد المدافع وذهبت خطورتها دون أن يعلن الحكم عن ركلة جزاء، دقيقة بعد ذلك وتنقذ العارضة الغانية فريقها من كرة رأسيّة قويّة نفّذها الخنيسي، هذا الأخير لم يهدر الفرصة الثالثة على التوالي، فاستلم كرة عرضيّة من كشريدة وأودعها بقوّة في الشباك بالدقيقة 73، ليقلب المعطيات لصالح نسور قرطاج.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. ثلاثة أسباب لخروج المغرب المفجع من البطولة

هاجمت غانا بكثافة من أجل تعديل الكفّة، وتألّق الحارس معز حسن بشكل لافت، ومن أمامه الدفاع المتماسك أمام هجمات آيو ورفاقه، ومع نزول أسامواه جيان زادت خطورة الغانيين وتدخّل القائم التونسي أمام كرة واكاسو، ومن أجل ضمان الفوز أخرج المدرّب المهاجم طه ياسين الخنيسي صاحب الهدف وأدخل عوضًا عنه المدافع رامي البدوي، هذا الأخير سجّل بنفسه هدف تعديل النتيجة بعد أقل من دقيقة على نزوله، حيث حوّل كرة عرضيّة من ركلة ثابتة برأسه عن طريق الخطأ من فوق الحارس داخل المرمى، مانحًا غانا هدف التعادل في الوقت القاتل.

عادت الروح لغانا وتسرّب بعض من اليأس على نفوس التونسيين، لأنهم أضاعوا فوزًا كان بالمتناول، ومع تصدّي الحارس معز حسن لرأسيّة أساموا جيان، أتى الردّ من الخزري بتسديدة قويّة كادت أن تغالط الحارس الغاني الذي أبعدها بصعوبة، وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني أهدر جوردان آيو أخطر فرص المباراة بطريقة غريبة، عندما صوّب كرة جانب المرمى شبه الخالي وهو بوضع مناسب للتسجيل، إهدار ندم عليه ابن النجم عبيدي بيليه كثيرًا لأنّه قاد فريقه لركلات الترجيح، والتي ابتسمت أخيرًا لنسور قرطاج بفضل تألّق الحارس البديل فاروق بن مصطفى، والذي نزل بديلًا عن معز حسن مع نهاية الشوط الإضافي الثاني كونه يتميّز بركلات الترجيح، بذلك تخطّت تونس للمرّة الأولى في تاريخها المنتخب الغاني، ضاربة الموعد مع مدغشقر في ربع نهائي المسابقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا

كأس أمم أفريقيا.. تألّق مغربي وخيبة تونسيّة