05-سبتمبر-2016

أضحية عيد الأضحى تمثل هاجسًا حقيقيًا يؤرق بال الطبقة المتوسطة والفقيرة بالمغرب، التي لا تستقيم فرحتها دون الظفر بكبش العيد (Getty)

تفصلنا عن العيد الأضحى أو العيد "الكبير" كما يحلو للمغاربة تسميته أيام قليلة فقط. إذ إن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية قد بدأت تظهر في الأزقة والأحياء المغربية، ومن بين أهم أشكال الاحتفال بعيد الأضحى هو اقتناء أضحية العيد.

أضحية عيد الأضحى تمثل هاجسًا حقيقيًا يؤرق بال الطبقة المتوسطة والفقيرة بالمغرب، التي لا تستقيم فرحتها دون الظفر بكبش العيد

وبالرغم من أن هذه الأخيرة لها معاني وقيم دينية أساسها التقرب إلى الله، إلا أن هذه المناسبة قد تخرجها العادات والتقاليد عن سياقها الديني، لتكون هاجسًا حقيقيًا يؤرق بال الطبقة المتوسطة والفقيرة بالمغرب، التي لا تستقيم فرحتها دون الظفر بكبش العيد، ليسكت أولًا أفواه الجيران والأقارب، وثانيًا تلبية إلحاح الأطفال على شراء كبش عيد.

اقرأ/ي أيضًا: تفاقم كارثة نقص الدواء في مصر.. أي حلول؟

أغلب المغاربة الموظفين أو ذوي الدخل المحدود يضطرون إلى اقتناء كبش العيد، حتى لو أُرغموا على استدانة مبلغ من المال من الوكالات المتخصصة والبنوك، التي تنتهز فرصة العيد وأهميته عند المغاربة لتطلق العنان لعروض مختلفة ومغرية لتقديم تسهيلات الحصول على قروض موجهة خاصة إلى أصحاب الدخل المحدود من أجل التمكن من شراء خروف العيد، على أن يتم تسديدها بالتقسيط.

ويلجأ البعض الآخر إلى بيع أثاث بيوتهم أو ادخار مبلغ الأضحية عبر ما يصطلح عليه بالعامية المغربية "القرعة" وهي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يتفقون على مبلغ من المال لإعطائه كل شهر للشخص الذي يحتاجه وفق مدة زمنية معينة.

تمامًا كما فعل محمد 35 سنة من عمره أبًا لطفلين، يقول لـ"الترا صوت" إنه رفض الاستدانة من البنوك لشراء أضحية العيد، لعلمه أن الأضحية لا تجوز دينيًا إن اقترض من مؤسسات القروض والبنوك التي تعتمد على الفائدة، لهذا فضل "القرعة" لادخار المبلغ اللازم لشراء كبش العيد.

اقرأ/ي أيضًا: "تنظيم الجامعات".. قانون السادات إلى زوال

يؤكد محمد: "إمكانياتي المادية لا تسمح لي باقتناء كبش العيد سوى عبر الادخار، فباعتباري رب المنزل والمسؤول الوحيد أمام زوجتي وأطفالي، يجب علي أن أوفر أضحية العيد، فأنا أعمل كسائق أجرة ويعتبر دخلي محدودًا، لهذا قررت رفقة زوجتي أن لا نسافر في العطلة الصيفية ونوفر المال عبر "القرعة" لشراء كبش العيد الذي يعتبر ضروريًا للأطفال".

"يجمع علماء المسلمون على تحريم أخذ قروض بفوائد من البنوك"، بهذه العبارات تشرح نعيمة موقفها من اللجوء إلى القرض لأجل شراء أضحية العيد، فهي ربة بيت تقول لـ"الترا صوت": "إنه من الخطأ الاستدانة من القروض التي تعتمد على الربا، أولًا لأنها حرام، وثانيًا تدخل الشخص في دوامة القروض التي لا تنتهي". لهذا وأمام إصرار أطفالها قرر زوجها الاستدانة من طرف صديقه، على أساس أن يرده عندما يوفر المال اللازم.

يصادف عيد أضحى هذه السنة مجموعة من المناسبات التي تستنزف الجيوب المغاربة وهما العودة من العطلة الصيفية والدخول المدرسي، خاصة مع غلاء الأسعار التي قد تزيد الوضع سوءًا، يقول عزيز في الأربعينات من عمره: "لا أتخيل نفسي أن أظهر بمظهر العاجز أمام الأبناء، يجب علي أن أوفر كل ما يحتاجونه، لهذا اضطررت إلى اللجوء إلى القرض من البنك، حتى لا أترك أولادي عرضة للسخرية من قبل أقرانهم من أبناء الجيران، نحن في مجتمع لا يرحم". يتابع عزيز حديثه: "نظرة سخرية أو شفقة أو حتى الكلام الذي يجرح الأطفال عوامل جعلتني أضطر إلى اللجوء إلى القرض، أعلم أن الأمر خطأ لكن ما عساي أفعل؟".

بالرغم من كل هذه الصعوبات يظل عيد الأضحى مناسبة تفرح قلب المغاربة فهو مناسبة لصلة الرحم وللتقرب إلى الله، فطقوس هذا اليوم قد تنسي مشاكل اقتناء كبش العيد التي قد يصادفها ذو الدخل المحدود ولو لحين.

اقرأ/ي أيضًا:

"بفلوسك" فقط.. احصل على ماجستير الطب في مصر

أزمة لبن الأطفال بمصر: الوجه القبيح لبزنس الجيش!