كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلًا عن مصادر مطّلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين بعد إجبارهم على الخروج من غزة.
وبحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، فإن الفكرة قد طرحت بشكل أولي عبر عدة دول من بينها التشيك والنمسا، وذلك في مناقشات خاصة مع زعماء في دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنّها قد قوبلت بالرفض، ولاسيما من الدول الأوروبية الكبرى في الاتحاد، ومن بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، والتي وصفت الاقتراح بأنه "غير واقعي". كما أشار مسؤولون في هذه الدول إلى مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة، حتى على أساس مؤقت، وهو الأمر الذي كانت القاهرة قد أعربت عنه بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، عبر إعلانها عن رفض "سياسة التهجير" ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية "على حساب دول الجوار".
وكانت قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة قد ناقشت الدور المحتمل لمصر في هذه الأزمة بحسب تعبير الصحيفة، إلا أن قادة الاتحاد اتفقوا في نهاية المطاف على ضرورة "أن تلعب مصر دورا في تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لغزة، ولكن دون الضغط عليها لقبول اللاجئين". أمّا المطلب الذي حاول نتنياهو الدفع من أجله، فهو أن تستقبل مصر اللاجئين من غزّة بشكل مؤقت "على الأقل"، إلا أن دبلوماسيًا غربيًا أوضح للصحيفة البريطانية أن الاتحاد الأوروبي لم يأخذ ذلك على محمل الجدّ، نظرًا للموقف المصري "الذي كان ولا يزال واضحًا للغاية إزاء ذلك".
يذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث قتلت أكثر من 8300 فلسطيني، يشكّل الأطفال نسبة كبيرة منهم تبلغ 40 بالمئة على الأقل. كما تسببت الحرب بنزوح أكثر من 70 بالمئة من سكّان القطاع الذي يبلغ عدد قاطنيه حوالي 2.3 مليون نسمة. فبحسب أرقام رسمية فلسطينية، فإن حوالي مليون ونصف من سكّان غزّة نزحوا إلى مراكز إيواء مؤقتة، من مستشفيات ومدارس وكنائس ومراكز رعاية صحية ومراكز تابعة للأونروا في جنوب غزّة وقرب الحدود المصرية. ومع ذلك، فإن الاحتلال يستمر في استهداف هؤلاء النازحين حتى في تلك المناطق التي يعلن أنّها "آمنة" ويدعو السكّان إلى النزوح إليها.