نشرت صفحة قناة دوتشيه فيله الألمانية، DW عربي الرسمية الناطقة بالعربية، على فيسبوك قبل أيام، فيديو تحت عنوان "عشرة أشياء يجب مراعاتها عند التغزل بالنساء في ألمانيا"، مدة الفيديو دقيقة واحدة يقدم فيها نصائح إرشادية حول كيفية التعامل مع النساء في ألمانيا. الفيديو موجه بالتأكيد كما كل برامج القناة غالبًا لللاجئين العرب في ألمانيا، الذين تجند القناة برامجها الحوارية ومواضيعها لمناقشة وإثارة الجدل حول عاداتهم وأفكارهم خصوصًا في السنوات الأخيرة.
أثار فيديو بعنوان "10 أشياء يجب مراعاتها عند التغزل بالنساء في ألمانيا" غضب الكثير من اللاجئين لما رأوه من عنصرية على مستوى طرحه
وبالعودة إلى الفيديو الذي أثار غضب الكثير من الشباب العرب ممن رأوا في طرحه عنصرية محضة وموجهة تجاههم، تشير بوضوح إلى النظرة التي يرى من خلالها القائمون على القناة، الوافدين الجدد والمقيمين في ألمانيا.
اقرأ/ي أيضًا: فيلم الثمن.. استغلال رخيص للاجئين السوريين في مصر
يتساءل أحدهم حول النصائح العشر، التي بدت كبديهيات عامة: "هل حقًا عليّ أن أنتبه إذا ابتسمت لي فتاة ألمانية، حسب الفيديو ابتسامتها لا تعني أنها وقعت في غرامي. وهل تلك الابتسامة بحاجة إلى دليل للشرح، كأننا كائنات مهووسة جنسيًا".
محتوى العبارات الإرشادية، التي تمحورت حول "حافظ على مسافة بينك وبين أي فتاة ألمانية عند التحدث معها، ابتسامتها لك لا يعني أنها وقعت في غرامك وتريد إقامة علاقة معك، حتى وإن خرجت معك فهذا لا يعني أنها بداية علاقة غرامية وحتى الرقص معها أي "الفتاة الألمانية" ليس دعوى لتجاوز حدود اللباقة، انتبه لباس البحر على الشاطئ ليس ضوءًا أخضر للتحرش بها "عزيزي اللاجئ" ونصائح أخرى يطرحها الفيديو".
[[{"fid":"73531","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو "},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو "}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","title":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","height":185,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
يرى البعض أن المشكلة في مقطع الفيديو لا تكمن فقط في سذاجة الطرح والأسلوب. كما أن حصر احترام المرأة وعدم التعرض لها بالإساءة بالمرأة الألمانية فقط يثير الغضب، علاوة على ذلك، كان الفيديو أشبه باعتراف مبطن بتهميش وتأطير المرأة العربية، التي ربما ترضى أو توافق أن تتصرف معها باستسهال على عكس الألمانية.
[[{"fid":"73536","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو "},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تفاعل مع محتوى الفيديو "}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","title":"تفاعل مع محتوى الفيديو ","height":238,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]
وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها صفحة القناة الألمانية محتوى بصريًا أو برنامجًا حواريًا سرعان ما يقع في مطبات التمييز والعنصرية غير المباشرة، فحلقات برنامجها الشهير "شباب توك" سبق وأن أثارت الجدل أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب أسلوب البرنامج في تناول قضايا الوافدين الجدد ومسرحة قضاياهم الشخصية على الهواء وتقديمها بوصفها قضية رأي. فالمثير للجدل حول هذا البرنامج على وجه التحديد هو عرضه للمحرمات في المجتمع العربي، ومناقشتها من باب الكشف عن المسكوت عنه، إلاّ أنها في حقيقة الأمر تثير هذه المواضيع دون مناقشتها والوصول بها لدرجة التقبل وفسح المجال للرافض والمتقبل لإعطاء الرأي وتحليله.
اقرأ/ي أيضًا: ترويع طفل لاجئ أفريقي يثير غضب الجزائريين
يقع برنامج شباب توك على قناة دوتشيه فيله في مطبات التمييز والعنصرية، في سياق بحثه عن الإثارة دون نقاش عميق لقضايا اللاجئين
عندما نقارن بعض دعوات المجتمعات المضيفة لللاجئين العرب للاندماج فيها، والفيديوهات والمناقشات التي تقدمها القناة، نلاحظ تطرفًا وتناقضًا علنيًّا، من خلال تقديم صورة يضعون فيها اللاجئ بين أقواس ويخصونه بالشرح والوصف.
"إحكي لنا كيف صرت ملحدًا، هل استيقظت في الصباح وقررت أن تصبح ملحدًا؟ وماذا كنت تدعي إلى الله؟.."، أسئلة طُرحت من قبل مقدم برنامج "شباب توك" على شاب جاء ليحكي عن إلحاده في إحدى الحلقات. هذه الطريقة من الطرح "تحقر" من المشكلة ولا تناقشها، بل تطرحها كأمر حصل صدفةً أو عبر التقليد، ودون قناعة من الضيف الذي يسرد حكايته.
عديد المواضيع الأخرى أثارت حفيظة الكثير من متابعي القناة، الذين عبروا عن سخطهم من بعض المواضيع التي تتطرق لها، بينما يمكن لهذه المواضيع أن تساق في إطار الحرية الشخصية لا أكثر. ومن ذلك موضوع تحول عدد من اللاجئين المسلمين إلى المسيحية، كخطوة تسهل قبول طلب اللجوء، ولكنه كما وصفته القناة "تعميد مصحوب بالمخاطر". يذكر أن قناة "دويشته فيله" تتبنى بالضرورة وجهة نظر الحكومة الألمانية إزاء قضايا عدة ومنها قضية اللاجئين، الذين تسعى الحكومة الألمانية إلى دمجهم في المجتمع، لذلك يستغرب الكثيرون طريقتها في تناول مواضيع تخصهم.
اقرأ/ي أيضًا:
لاجئات سوريات يتحدين الظروف بأعمال تقهر الرجال!