ألترا صوت - فريق التحرير
تحاول كوريا الشمالية تعديل صورتها السلبية في الخارج لتصبح إيجابية في نظر الجماهير وذلك عبر استخدام قوتها الناعمة عبر العديد من المنصات الرقمية ومن خلال السوشيال ميديا وعبر اتباع أساليب عدة أخرى كنشر ثقافة بلادها وتصديرها إلى العالم الخارجي أسوة بجارتها كوريا الجنوبية التي نجحت بتصدير ثقافتها والترويج لها في التلفزيون والدراما والموسيقى وغيرها من المجالات التي وصلت للجماهير العالمية، بحسب حديث شبكة تايمز أوف نيوز.
يعزل نظام بيونغ يانغ المواطنين عن أخبار العالم الخارجي وعن منصات التواصل الاجتماعي والتفاعل عبرها، بينما يقود منهجية رسمية لترويج دعايته دوليًا عبر ذات المنصات
وعلى الرغم من القيود المفروضة على المواطنين في كوريا الشمالية وعزلهم عن العالم الخارجي، إلا أن هذه المهمة بدأت تتولاها بعض "النخب" حيث أوكلت المهمة إليهم، وغالبًا ما يكونون أفراد متعددي اللغات من طبقة النخبة تهدف الجهات الرسمية من خلالهم إلى نشر الدعاية في الخارج باللغات الإنجليزية والصينية والروسية والكورية، وكذلك عبر وكالات إعلامية ترعاها الدولة، وأيضًا من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة كاليوتيوب وفيسبوك وانستغرام وتويتر حيث يواصل النظام الكوري الشمالي إنشاء حسابات جديدة لإغراء الأجانب بزيارة البلاد وتقديم صورة مغايرة إيجابية. وفي المقابل تخشى الدوائر الغربية نجاح محاولات بيونغ يانغ وتعمل على التضييق عليها بشتى الوسائل واتخاذ إجراءات لعرقلة هذه الجهود، وذلك بحسب ما أشار تقرير نشرته مجلة ذا ديبلومات المتخصصة بالشؤون الآسيوية حول المسألة.
اقرأ/ي أيضًا: أزمة الدواء في لبنان تتفاقم ومرضى السرطان الأكثر تضررًا
وعملت بيونغ يانغ، على مدى عقود، دون نجاح يذكر، على تحدي الروايات التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك بغية جلب الاستثمار الأجنبي وجذب السياح إلى بلادها. لكن حالت عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة دون حدوث تحولات كبيرة في صورة بيونغ يانغ السلبية في معظم الدول الغربية. ونتيجة لذلك بدأت الحكومة البحث عن طرق مبتكرة للتخفيف من عزلتها المالية والسياسية من خلال الاستفادة من المنظمات الأجنبية المتعاطفة معها ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، التي توفر وتسمح بالوصول إلى الجماهير عبر القارات، بحسب ما نقل موقع تريبيون كونتنت أيجنسي.
ضمن هذا السياق، أصدر الزعيم الكوري، كيم جونغ أون، تعليماته بوجوب استخدام الدعاية والقوة الناعمة في نشر الرسائل المتعلقة بصورة كوريا الشمالية في البلدان الخارجية ومواصلة إيجاد طرق إبداعية لتخفيف حدة الصورة السيئة للبلد في عيون الجماهير الخارجية. ونتيجة لهذه السياسة المستجدة ظهرت عدة شخصيات ناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعية لتلميع صورة بيونغ يانغ. ووفق عدة تقارير رصدها موقع NK NEWS فإن كوريا الشمالية تعمل منذ عام 2019 على تكثيف انتشارها الدعائي الخارجي من خلال تقديم العديد من المدونين الجدد في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة. والمدونين الجدد يتقنون لغات متنوعة منها الإنجليزية والروسية، ويستخدمون الحكايات الشخصية ويدعون المشاهدين صراحة إلى الوثوق بهم كمصدر أفضل وبديل للمعلومات عن كوريا الشمالية. فيما وجدت التحقيقات الاستقصائية أن العديد من مقاطع الفيديو المصورة مرتبطة بوكالة الأنباء المركزية الكورية في بيونغ يانغ.
من بين هؤلاء المدونين، جين هوي، التي بدأت بنشر فيديوهات سياحية عن بلادها باللغة الروسية مع ترجمة باللغتين الإنجيزية والكورية. وقالت هوي إن هدفها "محاربة الأخبار الكاذبة عن بلادها". وتظهر فيديوهات هوي وهي تأكل في المطاعم وترتاد الاحتفالات المتنوعة وتشرب الكحول، وفي غضون 5 أيام حصد الفيديو 20 ألف مشاهدة وأكثر من 200 تعليق. وصرح الأستاذ في جامعة كوكمين، أندريه لانكوف بالقول "أعتقد أنه سيكون لدى كوريا الشمالية بعض الجمهور في روسيا، إذا فعلوا دعايتهم بذكاء"، وأضاف بأن "كوريا الشمالية أصبحت الأن أكثر شعبية بين الجمهور الروسي، على الرغم من اعتبارها أضحوكة كاملة في الماضي".
وكانت منصة يوتيوب قد عمدت إلى حذف وإلغاء العديد من الحسابات والقنوات والفيديوهات عبر منصتها دون تقديم سبب لذلك. وفي هذا الصدد، قال إميل تروشكوفسكي وهو مواطن كوري شمالي يعيش في أوروبا "استغربت أن يتمكن يوتيوب من حذف قناة جديدة لكوريا الشمالية تضم 400 مشترك فقط بهذه السرعة"، وأضاف "هذا يشير إلى أن وسائل الإعلام الغربية تخشى كوريا الشمالية وتستخدم بشكل أساسي الرقابة لقطع أي تأثير خارجي يمكن أن تحدثه البروباغندا الكورية"، بحسب ما جاء في تقرير NK NEWS. وفي المقلب الآخر، ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، أن الحرب غير المعلنة ليست بالسلاح فقط، فقد تم إرسال 3 مراهقين إلى معسكر إعادة تثقيف بسبب قص شعرهم مثل فناني البوب وتطويق سراويلهم فوق كاحلهم. وأشار محللون وفق تقرير بي بي سي إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع وصول المعلومات الخارجية إلى شعب كوريا الشمالية حيث تزداد صعوبة الحياة في البلاد.
وكانت مؤسسة فريدوم هاوس قد صنفت كوريا الشمالية في المرتبة صفر من أصل 40 دولة لناحية الحريات السياسية، وفي المرتبة 3 من أصل 60 لناحية الحريات المدنية. وجاء في تعريف فريدوم هاوس لكوريا الشمالية بكونها "دولة الحزب الواحد التي تقودها سلالة دكتاتورية شمولية. فالمراقبة منتشرة، والاعتقالات التعسفية والاحتجازات شائعة، والعقوبات على الجرائم السياسية شديدة"، وأضاف التعريف "تحتفظ الدولة بنظام معسكرات السجناء السياسيين حيث يتم التعذيب والسخرة والتجويع وغيرها من الفظائع، فيما لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان منتشرة وخطيرة ومنهجية". ومن هذا المنطلق يخشى المراقبون والخبراء من استمرار النظام الكوري الشمالي في إطلاق حملات التضليل في الخارج عبر المنصات الرقمية على الإنترنت.
اقرأ/ي أيضًا:
الشرطة الباكستانية تحقق في حادثة تحرش أكثر من 400 رجل بفتاة في حديقة عامة
نتائج الثانوية العامة تثير موجة انتقادات عبر منصات التواصل في مصر