ألتراصوت-فريق التحرير
بعد أكثر من شهر على انفجار الأزمة الدبلوماسية بين لبنان وعدد من الدول الخليجية على رأسها السعودية، إثر تسريب مقابلة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، انتقد فيها الحرب السعودية على اليمن ووصفها بالعبثية، أعلن قرداحي الجمعة في الثالث من كانون الأول\ديسمبر استقالته من الحكومة اللبنانية، واضعًا إياها في سياق إعطاء زخم للمفاوضات التي سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الرياض، ومن ضمنها الملف اللبناني وعلاقة لبنان بدول الخليج.
وبالرغم من أن قرداحي حاول في مؤتمره الصحفي الظهور بمظهر الأبطال المضحين بأنفسهم لأجل الوطن، ووضع المصلحة العامة على حساب المصلحة العامة، إلا أن انتقادات كثيرة وُجّهت له عبر وسائل التواصل، سواءً من جمهور الممانعة الذي وقف خلفه إبان الأزمة، أو الناشطين المعارضين للنظام الذين يتهمون الحكومة بالارتهان للخارج، وهم يضعون استقالة قرداحي ضمن هذا السياق، ويرون أنها أتت بضغط فرنسي إرضاءً للسعودية، مع شكوكهم حول ما إذا كان هناك ضمانات بأن يكون للاستقالة انعكاس إيجابي على الواقع السياسي والمعيشي، ومصير اللبنانيين العاملين في الخليج.
وسم #جورج_قرداحي انتشر بشكل كبير في لبنان وبعض الدول العربية، منذ ساعات الصبح الأولى، بعد تسريبات إعلامية أكّدت أن قرداحي سيقدّم اسقالته، وهو ما حدث ظهر الجمعة، وفي أبرز تعليقات المغرّدين حول نبأ إعلان الاستقالة، تحدث المغرّدة غنى الرباعي، عن " عرف جديد في لبنان، نصّ على إلزامية إرضاء آل سعود والسكوت عن جرائمهم المروّعة ضد الإنسانية، على حساب السيادة اللبنانية وعلى حساب حرية الرأي والتعبير، واضافت " الحرب السعودية الأمريكية على اليمن هي الجريمة الأكثر وحشية ودموية في عصرنا ولن يُغسل عارها عن السفاح بن سلمان."
واعتبر المغرد إيلي يزبك أن جورج قرداحي " جاء به المحور الإيراني وزيرًا، ومن ثم أقاله الفنسي من الوزارة، فيخرج ليقول قدّمت استقالتي خدمة لشعبي."
الناشط هادي مشموشي يرى أن محور الممانعة باع القرداحي وتخلّى عنه، إذ قال " ليكن جورج قرداحي عبرة لجميع الإعلاميين، المطبلين، المحللين والمنبطحين لما يسمى محور الممانعة أو المقاومة الزائفة، إن هذا المحور، من إيران مرورًا بسوريا الى لبنان على استعداد للتضحية بأيٍ كان في مقابل مصالحهم، إنهم عبارة عن بيادق على رقعة الشطرنج الإيرانية، اول من تضحي بهم".
المغرّدة ألين عبود سخرت من تيار المردة الذي يترأسه سليمان فرنجية، والذي كان قد سمّى قرداحي ليمثلّه في الحكومة، فقالت : " اليوم بلاك فرايدي عند المردة، باعوا قرداحي بأرخص سعر..."
بدورها قالت الناشطة سابين إن استقالة قرداحي ليست الحل، فحزب الله " خاطف البلد " بحسب تعبيرها، وهو مسيطر على مفاصل الدولة، وحامل راية الولي الفقيه في لبنان، العراق واليمن.
الحساب الساخر المعروف في لبنان، الذي يغرّد تحت اسم " غاريد كوشنير "، انتقدّ الذين طبّلوا لقرداحي عندما لم ينصع للسعودية عندما طالبته بالاستقالة، ويقومون اليوم بالتطبيل له لإنه رضخ للسعودية.
كذلك انتقد المتابعون في لبنان، وصف مذيع قناة العربية على الهواء، استقالة قرداحي، بالخبر غير المهم، واعتبروا أن الامر مهين للبنان واللبنانيين، ومن غير المقبول التعامل مع لبنان بهذه الطريقة في الإعلام. الإعلامية ديما صادق نشرت مقطع الفيديو المذكور، وعلّقت بالقول : " اول الردود السعودية على استقالة قرداحي جاء عبر قناة العربية : في خبرعاجل غير مهم للغاية."
بينما أشار المغرّد يعقوب علوية، إلى أنه سينتظر ويرى كيف ستكون ردة فعل المحطات اللبنانية التي وصفها بالسيادية من باب التهكم، على العربية ومذيعها في طريقة تقديم الخبر.
يُذكر أن جورج قرداحي تولّى وزارة الإعلام في الحكومة التي شكلها نجيب ميقاتي قبل شهرين، ويُقال ان اختياره لهذا المنصب كان بتزكية من بشار الأسد، الذي تجمعه بقرداحي علاقة صداقة، مع الإشارة إلى أن قرداحي الذي عمل لسنوات طويلة في شبكة mbc، واشتهر من خلال برنامج " من سيربح المليون "، كانت له العديد من المواقف المؤيدة لعدد من القادة كالأسد والسيسي وبن سلمان، على حساب الشعوب المنتفضة ضد ظلامها.
اقرأ/ي أيضًا:
السعودية تسحب سفيرها من لبنان وتطلب مغادرة السفير اللبناني خلال 48 ساعة
تصريحات جورج قرداحي عن اليمن: استياء خليجي ومطالب بالاعتذار