حجز ليفربول آخر بطاقات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد فوزٍ تاريخي على بايرن ميونيخ في إياب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا بثلاثة أهداف لواحد، ليبلغ الريدز دور الثمانية مستفيدًا من نتيجة التعادل السلبي على ملعب الأنفيلد ذهابًا.
عامٌ أسود عاشته الكرة الألمانية تمثّل بخروج المانشافت من دورالمجموعات في المونديال وهبوطه للمستوىB في دوري أمم أوروبا، كذلك غابت فرق البوندسليغا عن ربع نهائي دوري الأبطال لأوّل مرة منذ 15 عامًا
أفرز إعلان نتائج قرعة دور الستة عشر في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي عن ثلاث مواجهات ألمانية-إنجليزية في دوري أبطال أوروبا، أحدها يمثّل قمّة هذا الدور بلقاء ليفربول مع بايرن ميونيخ، فاعتبر كثيرون أن ذلك يمثّل نهائيًّا مبكّرًا، فالفريقان رفعا الكأس ذات الأذنين الطويلتين في عشر مناسبات، وطالما جعلا من نفسيهما منافسًا دائمًا على البطولة هذه.
وبعد انتهاء اثنتين من المواجهات الإنجليزية- الألمانية لصالح الطرف الأوّل، كان على البايرن أن يحفظ ماء وجه الكرة الألمانية، وهو خير من يفعل ذلك، لأنّه ليس كشالكه الذي هُزم ذهابًا وإيابًا أمام مانشستر سيتي وذاق مرارة الذّل إيابًا بسباعيّة نظيفة، ويملك خبرة تفوق ما عند بوروسيا دورتموند الذي دكّه توتنهام بأربعة أهداف في مجموع المواجهتين اللتين انتصر بهما الفريق اللندني. الحال مختلفٌ هنا مع البايرن، فهو الذي خرج من ملعب الأنفيلد دون أن يتلقّى الهزيمة، وبشباك نظيفة.
اقرأ/ي أيضًا: بعد احتكاره 6 سنوات.. الدوري الألماني مشتعل بين البايرن ودورتموند
مع بداية المباراة احتكر أصحاب الأرض الكرة في وسط الميدان، وذلك دون أي مبادرة هجومية، وبان على كتيبة الكرواتي كوفاتش حذرها البالغ وخشيتها من تلقّي الهدف القاتل الذي سيعقّد مهمّتهم بشكل كبير، لذلك بالغ البايرن في تحفّظه رغم ملكيّته للكرة، لكنّها كانت سلبية كون أغلب التمريرات كانت في الخطوط الخلفية. وقبل مضي ربع ساعة على المباراة تعرّض ليفربول لطعنة تمثّلت بإصابة نجم خطّ الوسط هندرسون، ما اضطرّ المدرّب يورغن كلوب لإدخال فابينيو بدلًا عنه، هذا الأخير لم يخيّب ظنّ مدرّبه، فبريق نجوميّته لم يقلّ عن اللاعب المصاب.
بدأ ليفربول هجماته مع انتصاف الشوط الأوّل، إذ أدرك أن محاولات البايرن ستبقى خجولة، واحترام أصحاب الأرض أكثر مما ينبغي قد يكلّف الفريق متاعب غير متوقّعة، فصوّب فيرمينيو كرة من خارج منطقة الجزاء مرّت بسلام جوار قائم مانويل نيوير الأيسر، هذا الأخير الذي أراد أن يحتفل بمباراته المئوية في دوري الأبطال، لكنّ ساديو ماني رفض ذلك بشدّة، عندما تلقّى كرة مرفوعة من فان دايك، وخدع مانويل نيوير بمراوغة رائعة، ووضع الكرة في الشباك هدفًا أول في الدقيقة 26.
صُعق البايرن من هذا الهدف، فعليهم أن يسجّلوا هدفين من أجل ضمان التأهّل، وكلّ المؤشّرات توحي باستحالة تكتيكات المدرّب الكرواتي أن تسجّل واحدًا منها حتى لو استمرّ اللقاء أكثر من 90 دقيقة. ووسط هذا الارتباك من قبل أصحاب الأرض كاد ليفربول أن يضع رصاصة الرحمة بهدف ثان لولا إنقاذ الحارس مرماه من انفراد روبرتسون. وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق أنجز مدافع ليفربول جويل ماتيب مالم يستطع فعله ليفاندوفسكي ورفاقه، ومنح البايرن هدف التعادل عندما أخطأ في تشتيت كرة جنابري العرضية، فأودعها في شباك أليسون بيكر، لينتهي الشوط الأوّل بالتعادل الإيجابي 1-1، وهي نتيجة تخدم الضيوف بالطبع.
ظنّ الجميع أن البايرن سيدخل الشوط الثاني بنفس هجومي واضح من أجل تسجيل هدف تحقيق الأفضليّة، لكنّ الضيوف فعلوا ذلك بأريحية تامّة ودون أي شدّ عصبي، وكاد محمّد صلاح أن يفتتح أهدافه في المباراة عندما قاد هجمة مرتدّة وختمها بتسديدة قويّة تصدّى لها باقتدار المخضرم نيوير، ومع وصل اللقاء للدقيقة 60 فشل ليفاندوفسكي في استغلال كرة عرضية كانت كفيلة بتسجيل البايرن الهدف الثاني، لتكون هذه آخر فرص أصحاب الأرض الحقيقية في المباراة، ويبدأ ليفربول اللعب كما يشاء.
مع وصول اللقاء لدقيقته السبعين نفّذ آرنولد ركلة ركنيّة تجاه المرمى بشكل مباشر، تعذّب الحارس كثيرًا حتى أبعدها لركنيّة من الجهة الثانية، وهنا نفّذ ميلنر الركلة تلك فارتقى الهولندي فان دايك إليها وأودعها الشباك معلنًا تسجيل هدفه الأوّل في المسابقة والثاني لفريقه في المباراة، هدفٌ عزّزه ساديو ماني بثالث عندما تلقّى كرة متقنة من محمّد صلاح، وأودعها برأسه في الدقيقة 84، مسمارٌ أخير في نعش الكرة الألمانية هذا الموسم.
اقرأ/ي أيضًا: فعلها كريستيانو.. يوفنتوس يحقّق عودة تاريخية على حساب أتلتيكو مدريد
بذلك ختم ليفربول المواجهات الإنجليزية الألمانية لصالح الطرف الأول، كما ثأر المدرّب يورغن كلوب من البايرن بعدما كان النادي البافاري سببًا رئيسياً في حرمانه من رفع كأس دوري الأبطال، وذلك في نهائي موسم 2012-2013 عندما درّب كلوب نادي بوروسيا دورتموند، وكانت الأندية الإنجليزية سببًا مباشرًا في خروج كلّ الأندية الألمانية من الأدوار الإقصائيّة في هذا الموسم، فغابت فرق البوندس ليغا عن الحضور في دور الثمانية للمرة الأولى منذ 15 عامًا، وهو ما يظهر سواد المرحلة التي تعيشها الكرة الألمانية في الوقت الراهن، بعد أداء المانشافت المخيّب في كأس العالم 2018 وخروج الفريق من الدور الأوّل، كذلك الحال بالنسبة لدوري أمم أوروبا وهبوط أبطال العالم 2014 إلى المستوى B.
بالمقابل نجحت الفرق الإنجليزية الأربعة المشاركة في نسخة هذا الموسم من دوري أبطال أوروبا في بلوغ دور الثمانية، وهو أمر لم يحدث منذ عشرة أعوام، ليلحق ليفربول بكلّ من فريقي مانشستر السيتي واليونايتد، إضافة إلى توتنهام، بانتظار ما ستؤول إليه قرعة دور الثمانية التي ستقام يوم الجمعة القادم، والتي سيشكّل أطرافها أندية برشلونة وبورتو وأياكس أمستردام ويوفنتوس إضافة إلى الأندية الإنجليزية الأربعة.
اقرأ/ي أيضًا:
معجزة سولشاير.. مانشستر يونايتد يخطف أحلام باريس سان جيرمان
خاتمة مفجعة لحقبة ذهبيّة.. أياكس أمستردام يُقصي ريال مدريد من دوري الأبطال