23-مايو-2019

من مسلسل زلزال

بعد تقديمه لعديد من الأعمال الساحرة فنيًا مثل: الخواجة عبد القادر، أهو ده اللي صار، الرحايا، دهشة، شيخ العرب همام.. يطل علينا الكاتب عبد الرحيم كمال من نافذة جديدة، بالتعاون مع النجم المصري محمد رمضان والمخرج إبراهيم فخر، في أول عمل يجمع الثلاثة، أو يفرقهم كما سنرى.

في مسلسل "زلزال"، يتحدث عبد الرحيم كمال عن عوالم التسعينات، تحديدًا عن الزلزال الشهير الذي ما تزال حكايته تروى إلى اليوم

تميز كمال في أعماله السابقة بالحديث عن عوالم مبهرة، ربما تاريخية وأحيانًا معاصرة، لكن القاسم المشترك بين كل هذه الأعمال كان الصوفية، بحث الكاتب عن تجليات الرب في أضرحة الأولياء، فأخرج دراما مختلفة جذبت القلوب قبل العقول، وهو ما خاطب وجدان الشعب المصري صوفي النزعة فأعجبهم، استمر على هذا الحال لسنوات، قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

اقرأ/ي أيضًا: "ونوس".. جنة شياطين عبد الرحيم كمال

في مسلسل "زلزال"، يتحدث عبد الرحيم كمال عن عوالم التسعينات، تحديدًا عن الزلزال الشهير الذي ما تزال حكايته تروى إلى اليوم، إلى هُنا كل شيء ما يرام، لكن تكمن المشكلة في أن يكون محمد رمضان هو بطل هذا العمل، فما يقدمه رمضان بعيد كل البعد عن عوالم الكاتب، إن بحثت عن رمضان في أعماله فستجده متجولًا في العشوائيات، أما كمال فستجده جالسًا يتلو ذكره الخاص بين جنبات جامع سيدنا الحسين، فكيف للشتيتان أن يلتقيان؟!

للإجابة عن هذا السؤال تابعنا الأزمة الراهنة بين مؤلف العمل ومخرجه، في البداية تواصلنا مع الكاتب لكنه لم يدلي لنا بتصريح، واكتفى بالبيان الذي أصدره وقد جاء فيه أن المؤلف لم يكن يعرف المخرج ولكنه قبل التعاون معه بناءً على ترشيح محمد رمضان له لسابق التعاون بينهما، حدث خلاف في الرؤية الفنية بينهما كانت له تبعات كثيرة.

تبعًا لهذا الخلاف، أبدى المخرج التزامه بما يمليه عليه كمال، تحمّس كمال للاستمرار لكنه سرعان ما فوجئ بتغييرات جوهرية تطرأ على السيناريو فتضيف إليه شخصيات وخطوط درامية جديدة مما يجعله مسلسلًا آخر غير الذي أراد تقديمه، تواصل المؤلف مع شركة الإنتاج، والتي من جانبها قامت بأخذ توقيع إبراهيم فخر على تعهد يلزمه بعدم التدخل في الكتابة، لكن الأزمة لم تنته إلى هنا.

على إثر التعهد قام السيناريست عبد الرحيم كمال بتسليم باقي حلقات المسلسل إلى الشركة المنتجة، أملًا منه في انتهاء هذه الأزمة، ولكن مخرج العمل لم يتوقف عن تغييراته المخالفة لأعراف وقواعد المهنة، التي تلزمه بعدم إحداث أي تغيير على السيناريو إلا بعد الرجوع للكاتب، بل زاد من التعديلات بما ينسف جوهر السيناريو.

ذكر كمال في بيانه: "علمت أن التغييرات طالت حتى القيم الأساسية، وصنعوا نهاية للعمل تنتصر لكل قيم الرجعية والبلطجة ومنطق الشارع، واستبدال القانون بالذراع والعنف وليس للقيم الإيجابية والإنسانية الراقية والتي كتبتها على مدار ثلاثين حلقة كاملة".

وعلى إثر ذلك أعلن أن "زلزال" ليس ابنًا شرعيًا له، وأنه يعلن عن أسفه عن التعاون مع هذا المخرج وتبرؤه الكامل من هذا العمل، بل ونيته لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية النقابية والقضائية، وأنه سيسعى لإيقاف هذا الابتذال الفني وعدم الأمانة، على حد تعبيره.

على الجانب الآخر، نفى المخرج إبراهيم فخر بيان عبد الرحيم كمال تمامًا، بل وأبدي تعجبه من هذا البيان وتحدى عبد الرحيم كمال أن ينشر حلقات المسلسل لأنها متطابقة تمامًا مع ما قدمه، وكذلك نفى تدخل محمد رمضان في السيناريو، بعكس آراء بعض المتابعين والنقاد الذين رأوا أن رمضان هو صاحب المشكلة من الأساس وهو من قام بالتعديل، فمعروف عنه التدخل في كل كبيرة وصغيرة تخص أعماله وإملاؤه مشورته الخاصة على كل صناع أعماله، بدءًا من المنتج وصولًا لعمّال موقع التصوير.

أعلن أن الكاتب عبد الرحيم كمال أن مسلسل "زلزال" ليس ابنًا شرعيًا له، وأنه يتبرأ الكامل منه

من جانبه، وفي ظل هذه الأجواء الفنية الخانقة التي تمر بها مصر، التزم محمد رمضان الصمت فيما يخص هذه الأزمة، ولكنه استكمل تصوير حلقات مسلسله التي سينتهي العمل بها مع نهاية شهر رمضان، وهو ما يعتبر رضا منه عن السيناريو، وتأكيدًا للرواية السابقة التي تقول إنه صاحب هذه التعديلات.

اقرأ/ي أيضًا: مسلسل "أهو ده اللي صار".. الهزيمة تعيد نفسها مرتين

صدقًا، تفاءلت كثيرًا حينما علمت بالتعاون بين محمد رمضان وعبد الرحيم كمال، ظننت أخيرًا أن رمضان سيظهر في دور يبرز موهبته الفنية الكبيرة التي أمن بها كارهوه قبل محبوه، ولكني أحسست بخوف ما وتساءلت هل سيغير رمضان جلده ويخرج من عباءة "عبده موته"، وعلي يد كاتب بحجم عبد الرحيم كمال؟! تمنيت حدوث ذلك فعلًا، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ويبدو أن محمد رمضان سيستمر على نفس النهج، حتى إشعار آخر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 ملاحظات على مسلسل "واحة الغروب".. ماذا قال بهاء طاهر؟

أفراح القبة.. الدراما المصرية تعود إلى الواجهة