كشف موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، عن مجموعة إسرائيلية تطلق على نفسها "منظمة الحقيقة الحديدية"، تتكون من أعضاء في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، وتنشط في إزالة المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية، عن منصات مثل فيسبوك وتيك توك، وذلك عبر "استغلال العلاقات الشخصية" في هذه الشركات وغيرها، لحذف المنشورات.
ويقارب مشروع "الحقيقة الحديدية" نفسه، مع منظومة "القبة الحديدية" التي يستخدمها جيش الاحتلال لاعتراض الصواريخ، وأسسها مهندس برمجيات مقيم في تل أبيب ويعمل في جوجل، وهو داني كاغانوفيتش، ومن خلال "قنوات خلفية لصناعة التكنولوجيا"، تمكنت المجموعة من إزالة مئات المنشورات عن مواقع التواصل، بما يشمل يوتيوب و"إكس".
اعترف كاغانوفيتش لموقع "ذا إنترسبت"، أنه قام بالإبلاغ عن مقطع مصور، من خلال بعض الإسرائيليين الذين يعملون في شركة ميتا، وحذف بعد أيام
وتعمل المجموعة، على الإبلاغ عن منشورات، تتحدث عن قصف المستشفيات في قطاع غزة، وأخرى تظهر التعاطف مع قطاع غزة، والشعب الفلسطيني.
واعترف كاغانوفيتش لموقع "ذا إنترسبت"، أنه قام بالإبلاغ عن مقطع مصور، من خلال بعض الإسرائيليين الذين يعملون في شركة ميتا، وحذف بعد أيام. مشيرًا إلى العمل على روبوت عبر تليغرام، من أجل إرسال المحتوى المراد حذفها، موضحًا أن هناك "قنوات مباشرة مع الإسرائيليين الذين يعملون في الشركات الكبرى".
وقال كاغانوفيتش إن "المشروع له حلفاء خارج ملاحق وادي السيليكون في إسرائيل أيضًا". وأوضح أن "منظمي منظمة الحقيقة الحديدية، التقوا مع مدير وحدة إلكترونية حكومية إسرائيلية مثيرة للجدل، وفريقها الأساسي الذي يضم أكثر من 50 متطوعًا و10 مبرمجين يضم عضوًا سابقًا في الكنيست الإسرائيلي".
من جانبها، قالت عضوة الكنيست السابقة عنبار بيزيك: "في نهاية المطاف، هدفنا الرئيسي هو جعل شركات التكنولوجيا تفرق بين حرية التعبير والمنشورات التي هدفها الوحيد هو إيذاء إسرائيل والتدخل في العلاقة بين إسرائيل وفلسطين لجعل الحرب أكثر سوءًا"، وفق قولها.
وقالت موقع "ذا إنترسبت": "بموجب قواعدها الخاصة، ليس من المفترض أن تقوم المنصات الاجتماعية الكبرى بإزالة المحتوى لمجرد أنه مثير للجدل. ومجرد الإشارة إلى المنظمات الإرهابية المحددة، أدى إلى فرض رقابة لا داعي لها على المستخدمين الفلسطينيين وغيرهم من المستخدمين في الشرق الأوسط، فإن سياسات شركات التكنولوجيا الكبرى بشأن المعلومات المضللة، هي، على الورق، أكثر تحفظًا. على سبيل المثال، لا تحظر شركات فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، ويوتيوب المعلومات الخاطئة إلا عندما قد تسبب ضررًا جسديًا، أو المنشورات التي تهدف إلى التدخل في الوظائف المدنية مثل الانتخابات. ولا تحظر أي من المنصات التي استهدفتها منظمة الحقيقة الحديدية مجرد الخطاب ’التحريضي’؛ والواقع أن مثل هذه السياسة من المرجح أن تكون نهاية وسائل الإعلام الاجتماعية كما نعرفها".
وأضاف: "من المعروف أن قواعد الإشراف على المحتوى تم وضعها بشكل غامض ويتم تنفيذها بطريقة متقطعة. على سبيل المثال، تقول شركة ميتا إنها تحظر بشكل قاطع التحريض على العنف، وتروج للعديد من التقنيات القائمة على التعلم الآلي لاكتشاف مثل هذا الخطاب وإزالته. لكن في الشهر الماضي، ذكر "ذا إنترسبت" أن الشركة وافقت على إعلانات فيسبوك التي تدعو إلى اغتيال أحد المدافعين البارزين عن حقوق الفلسطينيين، إلى جانب دعوات صريحة لقتل المدنيين في غزة. على إنستغرام، ترك المستخدمون تعليقاتهم مع الرموز التعبيرية للعلم الفلسطيني، وقد رأوا هذه الردود تختفي لسبب غير مفهوم . وقامت حملة، وهي منظمة فلسطينية للحقوق الرقمية تتعاون رسميًا مع ميتا في قضايا التعبير، بتوثيق أكثر من 800 تقرير عن رقابة غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب"، وفقًا لقاعدة بياناتها العامة.
وأشار الموقع الأمريكي، إلى منظمة "الحقيقة الحديدية"، هي نتيجة ثانوية للاقتصاد التكنولوجي "المزدهر في إسرائيل"، إلا أنها تطالب أيضًا بالدعم من الحكومة الإسرائيلية.
ويقول مؤسس المجموعة، إن "الحقيقة الحديدية التقت مع حاييم ويسمونسكي، مدير وحدة الإنترنت في مكتب المدعي العام الإسرائيلي". وهذه الوحدة، تهدف إلى "مواجهة القضايا الإلكترونية، بما فيها المنشورات الفلسطينية، وتستخدم لفرض رقابة على الانتقادات غير المرغوب فيها ووجهات النظر الفلسطينية، وتنقل الآلاف والآلاف من طلبات إزالة المحتوى".
ويعلق "ذا إنترسبت"، بالقول: "أثبتت شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى استعدادها إلى حد كبير للاستجابة لهذه المطالب: فقد ادعى تقرير عام 2018 الصادر عن وزارة العدل الإسرائيلية أن معدل الامتثال للطلبات الإسرائيلية، بنسبة 90% عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال المبرمج الإسرائيلي كاغانوفيتش، إنه بعد العرض التقديمي الشخصي الذي تم تقديمه إلى وحدة الإنترنت، ظل منظمة "القبة الحديدية" على اتصال، وأحيانًا يرسلون روابط المكتب التي يحتاجون إلى المساعدة في إزالتها. مضيفًا: "لقد أظهرنا لهم العرض التقديمي، وطلبوا منا أيضًا مراقبة Reddit وDiscord، لكن Reddit لا يحظى بشعبية كبيرة هنا في إسرائيل، لذلك نحن نركز على المنصات الكبيرة في الوقت الحالي".
منظمة "الحقيقة الحديدية"، هي نتيجة ثانوية للاقتصاد التكنولوجي "المزدهر في إسرائيل"، إلا أنها تطالب أيضًا بالدعم من الحكومة الإسرائيلية
وأشار كاغانوفيتش إلى أن عنبار بيزيك، عضوة الكنيست السابقة، "تساعد في العلاقات الدبلوماسية والحكومية". وأكدت بيزك دورها وأيدت ادعاءات المجموعة، قائلة إنه على الرغم من أن "القبة الحديدية كانت لديها اتصالات مع "العديد من الموظفين الآخرين" في شركات التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تشارك في هذا الجانب من عمل المجموعة، لكنها "تولت المسؤولية".
وأشار مقال نشر في موقع "يديعوت أحرونوت" إلى روبوت منظمة "القبة الحديدية" على تليغرام، واعتبر "مساعدة في الدبلوماسية العامة"، مضيفًا أنه: "مثال على كيف يمكن للإسرائيليين العاديين مساعدة بلدهم".