أثارت حملة لجمع التبرعات للشرطي الفرنسي الذي قتل الصبي نائل في فرنسا موجة استياء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جمعت الحملة إلى حد الساعة أكثر من مليون يورو.
مقابل مليون يورو حصلت عليها حملة الشرطي القاتل، وصلت حملة التبرعات إلى 200 ألف يورو لعائلة الصبي نائل
حملة تجاوزت هدفها
وأطلق اليميني المتطرف، والمتحدث السابق لحملة إريك زيمور للانتخابات الرئاسية الفرنسية، جون ميسيحة صاحب الأصول المصرية والمعروف بمعاداته للمهاجرين، حملة عبر منصة "GoFundMe" الشهيرة، قائلًا: "إنها تهدف إلى دعم عائلة شرطي نانتير المدعو فلوريان إم"، وأضاف "فلوريان قام بعمله وهو يدفع الآن ثمنًا باهظًا.. لندعمه بشكل كبير وندعم تطبيق القانون".
وحصدت الحملة أكثر من 700 ألف يورو في أقل من ثلاثة أيام، ليرتفع المبلغ في اليوم الرابع ويصل إلى مليون يورو، مع العلم أن الحملة كانت تهدف إلى جمع 50 ألف يورو فقط، لكنها تجاوزت هدفها بشكل كبير، وفي فترة زمنية قياسية، وقد ساهم في العملية أكثر من 42 ألف شخص.
رفض وتنديد بالحملة
واستنكر العديد من السياسيين والبرلمانيين في فرنسا حملة جمع التبرعات، واعتبروها "مخلة بالآداب وفضيحة، تكاد تحدد ثمن حياة الأطفال السود والعرب"، كما طالبوا وزارة الداخلية بحذف الحملة من الإنترنت.
وكتب النائب دافيد غيرود، من حزب "فرنسا الأبية" في حسابه على تويتر: "نصف مليون يورو لقتل نائل، الرسالة المفترضة هي أقتل العرب وستصبح مليونيرًا، والحكومة تراقب هذا الرعب دون أن تقول شيئًا".
من جهته، وجه السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور، انتقادًا لاذعًا للموقع الذي استضاف الحملة، وكتب في صفحته على تويتر: "أنتم تستضيفون حملة العار في موقعكم، أنتم تقومون بزيادة الفجوة، من خلال المشاركة في دعم شرطي متهم بالقتل العمد"، ودعا فور إلى غلق الحملة، وهو الموقف الذي شاركه فيه العديد من الحزب الاشتراكي واليسار.
من جهتها، طالبت النائب الأوروبية كريمة دلي، منصة "GoFundMe"، بإعادة الأموال لأصحابها، وذكرت أن الحملة التي جمعت مليون يورو، وقام بها اليمين المتطرف، هي حملة عار.
أما الصحفية في راديو "RMC" ايمانويل دانكور، فقالت: "إنها حملة عار، حملة كراهية، إنه من غير اللائق الدفع لهذه الحملة"، فيما نشرت العديد من التغريدات على تويتر تهاجم الحملة، وتعتبر المشاركين فيها بأنهم "عار على فرنسا"، ومحرضين على القتل.
نقابات الشرطة حصن العنصرية
وخلال لقاء لمدير شرطة باريس لوران نونيز، مع قناة "BFMTV" التلفزيونية الإخبارية، رفض التعليق على الحملة، قائلًا: "ليس لدي تعليق أي تعليق"، وأضاف "لدي معلومات عن الحملة لكن لن أعلق، هناك حملة لفائدة نائل كذلك"، وحين سؤاله "هل شعر بالصدمة بسبب الفارق الكبير بين الحملتين"، أجاب: "أنا لا ألفظ كلمة صدمة".
أما بالنسبة لنقابات الشرطة، فقد تم تشجيع الحملة، بل يتم تشجيعه، قال السكرتير الوطني لنقابة "SGP" جان كريستوف كوفي، وهي إحدى نقابات الشرطة القوية، إنه "النظام، توجد مجموعات تلقائية من الزملاء أو الأصدقاء الآخرين الذين شرعوا في مساعدة أسرة الشرطي ".
رفض رسمي فرنسي للحملة
من جهته، عبر وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، عن قلقه تجاه المنحى الذي أخذته هذه الحملة، ونبه إلى أن "الأمر لا يسير في اتجاه التهدئة"، وشكك موريتي في أهداف الحملة، قائلًا: "أتساءل ما إذا لم يكن هناك استغلال وتوظيف لهذه القضية".
كما أعربت جدة نائل، في مقابلة أجرتها معها قناة "BFMTV" التلفزيونية الإخبارية، عن صدمتها لحملة التبرّعات التي نظّمت على الإنترنت، وقالت: "الحزن يملأ قلبي.. لقد سلبني حفيدي.. هذا الرجل يجب أن يدفع الثمن كأيّ شخص آخر".
في المقابل، تم نشر دعوة للتبرعات من أجل والدة الصبي نائل، عبر موقع "Litchi"، وتم جمع حوالي 200 ألف يورو للعائلة فقط، في مقابل مليون يورو للشرطي القاتل.