عادت المتعة الكروية تطرق الأبواب من جديد، مع انطلاق أول الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، الدوري الفرنسي، الجمعة الماضية بلقاء موناكو وتولوز. شهد الموسم الماضي من الدوري الفرنسي إثارة كبيرة وانتهى بتتويج فريق الإمارة موناكو بالفوز باللقب الثامن في تاريخه، وفي الموسم الجديد الذي يحمل رقم 80، تبدو المنافسة محصورة بين حامل اللقب موناكو والبطل الدائم في السنوات الأخيرة باريس سان جيرمان، مع مشاكسات من بعيد لأندية مثل ليل وأولمبك ليون وأولمبك مارسيليا.
مع وصول نيمار والمفاوضات مع نجم أرسنال الإنجليزي أليكسيس سانشيز، يتأكد إصرار باريس سان جيرمان على استعادة لقب الدوري الفرنسي
انضمام البرازيلي نيمار إلى صفوف باريس سان جيرمان سيكون إضافة قوية إلى كتيبة من النجوم الآخرين في صفوف فرق الدوري الفرنسي، ولكن النجومية ليست حكرًا على اللاعبين فقط، هناك مدربون أيضًا في قلب البريق بعد نجاحهم في لعب دور البطولة أحيانًا. مع انطلاقة الدوري الفرنسي هذا الأسبوع، نلقي الضوء على 4 أسماء لمدربين سيخطفون الأضواء في موسم Ligue 1 الجديد.
اقرأ/ي أيضاً: ماذا قال أبرز مدربي ولاعبي العالم عن صفقة نيمار؟
1. يوناي إيمري.. المحظوظ
حينما تدرّب فريقًا يملك المال ليأتي لك بكل ما تحلم به فأنت بالتأكيد رجل محظوظ. المدرب الإسباني الشاب يوناي إيمري، صاحب ثلاثية الدوري الأوروبي مع إشبيليه الإسباني، سيبحث هذا الموسم عن تعويض فشله الموسم الماضي في حصد لقب الدوري الفرنسي مع الزعيم الباريسي، في أول مواسمه التدريبية هناك.
الخسارة مع برشلونة بالستة في "ريمونتادا" تاريخية على ملعب كامب نو، لم تجعل إدارة باريس جيرمان تفرّط في المدرب الإسباني، بل أكدت ثقتها في قدراته على تطوير الفريق وإكمال المشروع الطموح، بإنجاز الصفقة الأضخم في تاريخ اللعبة بضم النجم البرازيلي نيمار في حركة مفاجئة. ومع وصول نيمار والحديث عن مفاوضات مع نجم أرسنال الإنجليزي أليكسيس سانشيز للانضمام للنادي الباريسي، يتأكد إصرار باريس سان جيرمان على استعادة لقب الدوري الفرنسي مجددًا والوصول بعيدًا في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو المشوار الذي بدأ مبكرًا نجح قبل أسبوع بتحقيق لقب السوبر الفرنسي على حساب بطل الدوري موناكو بنتيجة 2-1.
2. ليوناردو جارديم.. البطل
بعد ساعات من إتمامه عامه الثالث والأربعين، يسعى المدرب البرتغالي لفريق موناكو حامل لقب الدوري الفرنسي لقيادة فريقه إلى مجد جديد، ولكنه يواجه صعوبات كبيرة للحفاظ على القوام الأساسي لفريقه من النجوم الشباب الذين تتهافت عليهم فرق أوروبا الكبرى. الظهير الأيسر بينجامين ميندي انتقل إلى مانشستر سيتي في صفقة قياسية بلغت 57 مليون يورو، وكذلك انتقل لاعب الوسط بيرناردو سيلفا إلى الفريق الإنجليزي مقابل 50 مليون يورو، وانتقل لاعب خط الوسط تيموي باكايوكو إلى تشيلسي مقابل 40 مليون يورو.
ليوناردو جارديم لم يعرف النجاح سوى في سنواته الأخيرة، فصعد بفريق بيرلمار للدوري البرتغالي قبل أن ينتقل إلى اليونان ويحقق ثنائية الدوري والكأس مع أولمبياكوس. وبعد تجربة قصيرة مع سبورتنغ لشبونة انتقل إلى فرنسا ليقود موناكو للتتويج بلقب الدوري الموسم الماضي بعد غياب 17 عامًا ولينهي احتكار الغريم باريس سان جيرمان للقب البطولة منذ موسم 2012/ 2013. لم يكتف جارديم بذلك بل وقاد موناكو لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وسط تجربة أشاد بها الجميع أحيا بها مسيرة نجوم مثل راداميل فالكاو وجواو موتينيو، واكتشف موهبة يتصارع عليها العالم هي كيليان مبابي.
اقرأ/ي أيضاً: أبرز أسباب تقهقر النوادي الفرنسية أوروبيًا
يواجه مدرب موناكو الفرنسي صعوبات للحفاظ على القوام الأساسي لفريقه من النجوم الشباب الذين تتهافت عليهم فرق أوروبا الكبرى
3. كلاوديو رانييري.. المعجزة
لا يزال الإيطالي العجوز يعمل بعدما حقق أكبر معجزة في تاريخه، بل وربما في تاريخ كرة القدم، حينما قاد ليستر سيتي للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل موسمين. كلاوديو رانييري، الذي ترك تدريب ليستر في منتصف الموسم الماضي بعد النتائج المخيبة للفريق، تولّى هذا الموسم تدريب نانت، ليعلن استمراره في الملاعب التي قضى فيها جلّ أعوام عمره الذي يقترب من السادسة والستين.
حصد كلاوديو رانييري بطولة كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي مع فيورنتينا وفاز بكأس ملك إسبانيا والسوبر الأوروبي مع فالنسيا، وبنى سمعة محترمة في تخصصه في تطوير الفرق الصغيرة والصعود مع أكثر من فريق، ولكن تجربته السابقة في الدوري الفرنسي لم تكن موفقة بالكامل. فبعد أن نجح في الصعود بموناكو إلى دوري الدرجة الأولى، واستطاع بناء فريق سيكون حديث أوروبا كلها بعد ذلك بعامين، لم يشفع له إنهاء الدوري في المركز الثاني في أول موسم له منذ عودته إلى قسم النخبة، وقررت إدارة نادي الإمارة إقالته، ليحط رحاله بعدها في إنجلترا ويحقق المعجزة.
والآن، بعد إقالته مجددًا من تدريب ليستر سيتي وعودته إلى الدوري الفرنسي، هل نكون بانتظار معجزة جديدة؟
4. مارسيلو بيلسا.. المجنون
ربما لم يفز المدرب الأرجنتيني بالكثير من الألقاب، لكن فلسفة "المجنون"، كما يطلقون عليه في بلاده، تبقى السرّ وراء تألق الكثير من اللاعبين، بل والمدربين أيضًا. فهو يحظى باحترام وتقدير كبيرين بين مجموعة من أشهر المدربين المتواجدين حاليًا، مثل بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، الذي وصفه بأنه أفضل مدرب في العالم، ومدرب الأرجنتين الحالي خورخي سامبولي، ومدرب توتنهام الإنجليزي ماورسيو بوشيتينو.
مارسيلو بيلسا الذي أتم عامه الثاني والستين، قاد الأرجنتين للتتويج بذهبية أولمبياد أثينا 2004، وحقق لقبين للدوري في بلاده مع نيو أولد بويز وثالثًا مع فيليز سارسفيلد، وقاد أتليتكو بلباو لنهائي الدوري الأوروبي، كما درّب منتخب تشيلي وأندية اسبانيول ولاتسيو ومارسيليا أيضًا. هو إذًا ليس غريبًا عن أجواء الدوري الفرنسي، ولكن عودته هذه المرة لتدريب ليل، فضلًا عن كونها مغامرة جديدة لكل من فريق الشمال الفرنسي والمدرب الأرجنتيني العجوز، ستكون بمثابة فرصة لإعادة تعريف الجمهور الفرنسي على خطته الشهيرة والفريدة 3-3-3-1.
اقرأ/ي أيضًا: