لا يقف أيّ فريق لكرة القدم على لاعب واحد، وفي الكثير من الأحيان مسيرة اللاعب لا تقف على نادٍ واحد. وأحيانًا أخرى يحتاج النادي للتخلص من لاعبٍ بعينه، ويضطر اللاعب نفسه لمغادرة الفريق حتى ينقذ مسيرته.
هناك الكثير من اللاعبين الذين وقعوا في هذه الدائرة المظلمة، والتي لا تعرف إلا مغادرة النادي حتى لو كان فريقه الذي ترعرع بين جنباته.
بالنسبة للاعبين، فمنهم من يحتاج لوقتٍ أطول على أرضية الملعب، حتى لو كان هذا يعني أن اللاعب سيتوجه لنادٍ أقل من ناديه، ورأينا الكثير من اللاعبين الذين غادروا لهذا السبب مثل جابريل جيسوس وأندرياس بريرا، وهذا الثنائي كان يلعب في قطبي مانشستر. الأندية قد تحتاج للتخلص من لاعبين رواتبهم ثقيلة على ميزانيتهم، أو حتى بيع نجوم الفريق لتوفير ميزانية أكبر لإضافة عمق في التشكيل، وهذا مبرر في معظم الأحوال من الطرفين.
لكن ثمّة لاعبين يمثّل انتقالهم لأندية أخرى مصلحة متبادلة، ورحيلهم عن فريقهم سيقدّم إضافة لهم، ولناديهم كمؤسسة رياضية، نستعرض 5 من أبرزهم:
هاري ماغواير - مانشستر يونايتد
هاري ماغواير فقد مركزه في مانشستر يونايتد بعد مسيرة مخيبة للآمال مع الشياطين الحمر، وخسره لصالح ثنائي فاز بكأس العالم في آخر نسختين: فاران ومارتينيز. خروج ماغواير من اليونايتد سيكون في صالحه إن أراد أن يلعب كرة قدم حقيقية، ويحصل على وقتٍ أطول في الملعب، إلا لو أراد الجلوس على مقعد البدلاء ويحصل على مرتبه الأسبوعي بدون أن يبذل أي مجهود.
بالنسبة لليونايتد، فاللاعب يحصل على 237 ألف جنيه استرليني في الأسبوع مقابل أخطاء دفاعية أو لاعب على المقعد، مما يجعل خروجه من النادي حاجة ملحة بالنسبة للنادي الذي لا ينتفع منه بشيءٍ يذكر في آخر موسمين.
فرانك كيسي - برشلونة
نسخة كيسي في برشلونة لا ترتقي لما قدمه في الميلان. بدأ سبع مباريات فقط في الدوري الإسباني، وباقي المباريات كان بديلًا. فرانك يحتاج إلى وقتٍ أطول في الملعب حتى يستعيد مستواه مرةً أخرى، ولكن هذا لن يحدث مع توجه تشافي الجديد، الذي يركز على لعب كرة قدم هجومية أكثر في خط الوسط، ويتضح هذا في صفقة غوندوغان.
الدور الهجومي هذا ليس لعبة كيسي الذي لم ينجح في تسجيل أكثر من هدفٍ واحد وصنع مثله هدفًا، ولكن في نفس الوقت اللاعب لا يكلف النادي أكثر من 80 ألف يورو في الأسبوع، وخدماته كانت متاحة بالمجان، مما يجعل برشلونة يفكر في بيعه حتى لو بـ 20 مليون، بما أنه لا يقدم الأداء المرجو منه.
كيران تيرني - أرسنال
تيرني لم يعرف المنافسة في فترته مع أرسنال، حتى وصل الأوكراني زينشنكو الذي أخذ مكانه كلاعبٍ أساسي في تشكيلة ترسانة لندن، وحتى عندما وصل رجل غوارديولا السابق، لم يقدم تيرني ما يجعل أرتيتا يفكر في وضعه أساسيًا في بضعة مباريات أثناء الموسم، لأن ما حدث بالنسبة له كان غدرًا أو خيانة، ولكنه كان لمصلحة الفريق أولًا، ولم يستطع تيرني مجاراة المنافسة على مركزه.
كيران من المواهب المقرر خروجها من أرسنال في الفترة القادمة، وهذا أفضل للاسكتلندي الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، ويريد مركزًا أساسيًا في تشكيلة النادي الذي يلعب له. على صعيدٍ آخر، أرسنال سيستفيد أكثر بخدمات لاعب في نفس المركز وعنده عزيمة المنافسة، وقبول الجلوس على مقعد البدلاء في أحد أفضل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
دوسان فلاهوفيتش - يوفنتوس
الموهبة الألمع في صربيا ينتظر خروجه في أقرب وقتٍ ممكن من السيدة العجوز، بعد موسمين للنسيان لم يسجل فيهما إلا 17 هدفًا، وهو مجموع ما سجله مع فيورنتينا في آخر موسم له. فلاهوفيتش لا يتوافق مع تشكيلة دفاعية مثل تشكيلة أليجري، التي تعتمد على مهاجمين يتحركون بشكلٍ أكثر حرية، أي بدون التركيز على مهاجمٍ واحدٍ فقط في النصف.
هذا التكتيك لا يناسب لاعب هداف لا يعرف إلا التصويب بالكرة والتحرك في المساحات المفتوحة، والتي نادرًا ما يجدها أمام خصومه، وإن وجدت لا يجد الدعم المطلوب من الأجنحة المتأخرة، مما يجعل سجله التهديفي أقل من ما قدمه مع فيورنتينا. في الوقت نفسه، لا مشكلة بالنسبة لليوفي الذي سيحصل على 70 مليون يورو على الأقل مع مغادرة فلاهوفيتش، الذي تهتم به الكثير من الأندية الآن.
بينجامين بافارد - بايرن ميونيخ
لاعب لا يريد البقاء وناديه لا يريد خسارته بالمجان، حكاية سمعناها مع مبابي ونسمعها الآن مع المونديالي بافارد الذي سئم من البافاري بحسب تقرير سكاي سبورت. مشكلة بافارد أنه يعرف جيدًا أن مكانه في تشكيلة توخيل مهدد بعودة ثيو هيرنانديز الموسم القادم، والذي أخذ مكانه الفرنسي هذا الموسم بعد الإصابة التي حلت به، وبالتأكيد سيريد نفس الدقائق في الموسم القادم.
بافار يعرف أن بايرن لن يجدد عقده بعد نهاية الموسم القادم، وبالتأكيد لا تريد الإدارة أن تترك لاعبًا يرحل بالمجان، طالما يمكن بيعه والحصول على مقابل مادي، لتعزيز صفوف النادي حتى لو كانت تكلفة خروجه للنادي الذي يريده أقل من الـ 40 مليون يورو، وهذا سيعزز من فرص البايرن للحصول على خدمات كايل والكر الذي يقال أنه على رادار البايرن.