أطلق الناشطون اللبنانيون تسمية "نوّاب النيترات"، في إشارة إلى مادة نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت قبل عام وسبّبت كارثة وطنية كبرى، على النواب الذين وقّعوا على العريضة المطالبة بسحب ملف التحقيق في تفجير المرفأ من القاضي طارق بيطار، وتحويلها إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وقد دفعت الحملة التي شنّها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي نشروا من خلالها أسماء وصور النوّاب الموقّعين، ووصفوهم بـ "نوّاب العار"، بأربعة نوّاب إلى سحب تواقيعهم، لينخفض العدد إلى 24 نائب، وبالتالي يصبح العدد غير كافٍ لتمرير القانون.
شاعت حملة كبيرة عبر السوشيال ميديا في لبنان استهدفت النواب الذين طالبوا بسحب ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت من القاضي طارق بيطار
النوّاب الموقعين على العريضة التي أثارت غضب اللبنانيين، وبالأخص ذوي ضحايا الانفجار الذين وضعوا ثقتهم بالقاضي بيطار، ينتمون إلى حزب الله، حركة أمل، تيار المستقبل، الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض المستقلين، مع العلم أن القاضي بيطار كان قد طالب برفع الحصانة عن عدد من الوزراء والقادة الأمنيين لكي يتمكّن من التحقيق معهم حول دورهم المفترض في تفجير المرفأ، لكن السلطة السياسية نجحت في إبطال هذا القرار، الأمر الذي اعتبره الناشطون تغطية موصوفة على المجرمين الحقيقيين، الذين اغتالوا مدينة بيروت، عبر أدوارهم المتفاوتة في التفجير الذي أودى بمئات القتلى، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، وتهديم المنازل والأسواق التجارية، وتهجير حوالي ربع مليون مواطن من منازلهم المهدّمة أو المتضررة.
وفي أبرز التغريدات على وسمي #نواب_العار و#نواب_النيترات، قالت الناشطة والمرشّحة السابقة للانتخابات النيابية حليمة القعقور، إن التاريخ وأرواح الضحايا ستُلاحق دائمًا النواب الموقّعين على العريضة، وأكدت أنّهم سيُحاسبون في يوم ما، ونشرت الإعلامية إلسي مفرّج بدورها، صورة لتواقيع النواب على العريضة، وقالت إن الواثق ببراءته يتقدّم إلى المحكمة، حيث المكان الوحيد الصالح للتصديق على البراءة أو الإدانة، ورأت أن كل تسويف في التحقيقات، هو شراكة بالتهرّب من أمام العدالة.
الناشط مايك سمعان انتقد بشكل خاص نوّاب تيار المستقبل، واستغرب كيف أن الذين أمضوا سنوات طويلة بالمطالبة بكشف حقيقة مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، هم نفسهم يوقّعون اليوم على العريضة التي من شأنها تغطية المجرمين في قضية تفجير مرفأ بيروت وحمايتهم.
فيما نشرت الناشطة لما الزين صورة لضحايا المرفأ، وقالت إن دمائهم اليوم في رقاب النواب الموقّعين على العريضة، والذين يقومون اليوم بقتل الضحايا مرّة أخرى.
ضمن السياق نفسه، وصف الناشط جيلبرت أبي عبود، النوّاب الموقّعين على العريضة، بأعداء الحق، الإنسانية، والضمير، وقال إن دماء ضحايا الغدر هي اليوم في مقابل أطنان المتفجّرات التي فجّروا بها العاصمة، وسترتدّ عليهم سهامًا حارقة، حيث ستكون الكلمة الأخيرة للقضاء النزيه، ومحكمة الشعب، وإن طال الزمن، ومن جهته اعتبر الناشط عباس حيدر، أن أعظم خيانة للحق هي السكوت عن الباطل، وقال إنه كابن لانتفاضة 17 تشرين، لن يسكت يومًا حتى ظهور الحقيقة كاملةً في تفجير مرفأ بيروت، وأنّه لن يكلّ أو يملّ، حتى يرى أرباب الفساد معلّقين على مداخل بيروت.
الناشطة ندين مجذوب نشرت صورة النوّاب الموقّعين، وقالت إن هؤلاء هم من أعاد الشعب اللبناني انتخابهم مرّة بعد مرّة، إلى أن قاموا بقتل الشعب الذي انتخبهم، فيما وصفهم الناشط رائد عودة، بمجرّد دمى، ينفّذون أوامر زعماء أحزابهم، الحاكمين الفعليين للبلاد.
اقرأ/ي أيضًا:
اعتراضات في ليفربول على قرار اليونسكو بشطب المدينة من لائحة التراث العالمي