بعد تجربتها في مسابقات قارية، ككأس القارات 2017، وبطولات كأس العالم للشباب، سيتم استخدام تقنية "Video Assisting Referee" في مونديال روسيا 2018 للمرة الأولى في تاريخ مسابقة كأس العالم. وهذه التقنية تتيح للحكام العودة إلى شريط فيديو للتأكد من الحالات التحكيمية المشكوك بها، وفق تقدير الحكم الرئيسي.
تقرر استخدام تقنية "VAR" التي تتيح للحكم العودة لشريط فيديو للتأكد من الحالات المشكوك فيها، خلال مونديال روسيا 2018
الجدل حول فكرة اسنخدام التكنولوجيا الذي دار لسنوات عديدة، بين مؤيد يرى أنه من المجحف أن يذهب تعب الفريق لأشهر طويلة سدى بسبب خطأ تحكيمي، وبين رافض لها يرى أن الأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة ويتخوف من التأثير السلبي للتوقف المتكرر للمباراة على الحماسة والشغف.. هذا الجدل حُسم أخيراً وأصبحت التقنية أمرًا واقعًا سنشهده في مباريات المونديال المرتقب.
اقرأ/ي أيضًا: الأخطاء التحكيمية.. سمة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة
وعلى أمل أن تساهم هذه التقنية في إخراج كأس عالم أكثر عدالةً، وحتى ذلك الحين، نستعرض لكم فيما يلي أبرز الأخطاء التحكيمية في مسابقات كأس العالم السابقة، والتي ساهمت في تغيير مسار بعض المونديالات، وكان من الممكن أن يُكتب التاريخ الكروي بشكل مُختلف لولاها.
1. كرة هارست في نهائي 1966.. عبرت الخط أم لم تعبر؟
استضاف الإنجليز نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في عام 1966. وتحت أنظار ملكتهم، بلغوا المباراة النهائية حيث تواجهوا مع ألمانيا في مباراة مثيرة، انتهى وقتها الأصلي بالتعادل "2-2".
وفي الشوط الإضافي الأول اصطدمت تسديدة مهاجمهم هارست، بالعارضة، وارتدت إلى الأرض، لكن الحكم احتسب الكرة هدفاً، رغم الاحتجاجات الكبيرة للاعبي ألمانيا الذين اعتبروا أنهم تعرضوا للظلم.
استمر الجدل حول هذه الحالة سنوات طويلة، خاصة وأن اللقطة لم تصور من زاوية تتيح للإعادة التلفزيونية حسم الموقف منها. لكن مطلع الألفية، أجريت تحليلات عديدة للفيديو أثبت في النهاية أن الكرة لم تدخل.
وفي مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، عاد الحق للألمان إذا جاز التعبير، حيث حرم الحكم الإنجليز من هدف صحيح بعد أن اصطدمت تسديدة لامبارد بالعارضة ونزلت داخل الخط، لكن الحكام يومها أخطأوا بعدم احتساب الكرة هدفًا.
2. "يد الله" تقود الأرجنتين إلى نصف نهائي 1986!
كان دييغو مارادونا هو العنوان الحقيقي لمباراة ربع نهائي مونديال 1986 في المكسيك، والتي جمعت منتخبي الأرجنتين وإنجلترا. سجل مارادونا، نجم الكرة العالمية يومها، وملهم آلاف الأطفال حول العالم، هدفين لم يمحيا من ذاكرة عشاق الكرة حتى اليوم.
دخل هدف ماردونا الذي ضرب فيه الكرة بيده؛ التاريخ، بسبب خطأ تحكيمي احتسب الهدف، وقال عنه مارادونا: "كانت هذه يد الله"
الهدف الأول الذي تخطى به ستة لاعبين إنجليز ومعهم الحارس، والذي اعتبرته الفيفا أفضل هدف في النهائيات، والهدف الثاني الغريب الذي سجله بيده من فوق الحارس بيتر شيلتون، والذي احتسبه الحكم التونسي علي بن ناصر، وسط ذهول اللاعبين الإنجليز. وحتى زملاء مارادونا لم يأتوا للاحتفال معه لأنهم لم يصدقوا أن الهدف احتسب. بعد المباراة قال مارادونا جملته الخالدة: "كانت هذه يد الله".
اقرأ/ي أيضًا: عندما قام مارادونا بكلّ شيء في كأس العالم 1986
3. الكوريين في المربع الذهبي بمساعدة الحكام
بلغ المنتخب الكوري الجنوبي الدور الثاني من مونديال 2002 ليكونوا على موعدٍ مع إيطاليا، أحد المرشحين الكبار يومها للذهاب بعيدًا في البطولة. وصلت المباراة التي قادها الحكم الإكوادوري ألديمار مورينو إلى الأوقات الإضافية بعد التعادل "1-1"، علمًا بأنه كان قد ألغي هدفٌ صحيح لتوماسي خلال المباراة.
تعرض توتي للعرقلة داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم اعتبر أنه حاول التمثيل لخداعه، وقام بطرده على إثرها. سجل بعدها الكوري إن هوان يومها هدفاً ذهبياً، وأقصيت إيطاليا بعدما تعرضت لظلم كبير. لاحقاً قام فريق بيروجيا بفسخ عقده مع اللاعب الكوري الجنوبي إن هوان، بسبب هذه المباراة!
وفي ربع النهائي تواجهت كوريا الجنوبية مع إسبانيا في مباراة قادها الحكم المصري جمال غندور، وألغى خلالها الحكم المساعد هدفين صحيحين لإسبانيا لينتهي الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وتذهب المباراة إلى الركلات الترجيحية التي فاز فيها الكوريون "5-3" وبلغوا المربع الذهبي للمرة الأولى والوحيدة في تاريخهم.
5. ركلة جزاء وهمية أعطت الألمان نجمتهم الثالثة
بعد الخسارة في نهائي 1986، كانت الفرصة مواتية للألمان للانتقام من الأرجنتين في نهائي مونديال 1990، في الملعب الأولمبي في روما. قدم رجال المدرب فرانز بكنباور مباراة كبيرة يومها، وأضاعوا العديد من الفرص، لكنهم لم يستطيعوا التسجيل إلا من ركلة جزاء غير صحيحة منحهم إياها الحكم المكسيكي إيدغاردو غوديسال في الدقيقة 85.
أخذ إندرياس بريميه القرار بتسديدها بعد تردد لوثار ماتيوس، وحولها داخل المرمى، ليثأر ورفاقه من الأرجنتين، ويحصلوا على لقبهم الثالث، بخطأ تحكيمي مصيري!
اقرأ/ي أيضًا:
العرب وكأس العالم.. تاريخ متواضع وطموحات كبيرة في المونديال المقبل