بعد مسيرة مظفّرة بألقاب وإنجازات جعلت منه واحدًا من أهم نجوم قارة أفريقيا على الإطلاق، أعلن المهاجم العاجي ديدييه دروغبا اعتزاله لعب كرة القدم نهائيًا. وتوجّه اللاعب بالشكر لكل من وقف إلى جانبه في مسيرته الكروية التي استمرت لأكثر من 20 عامًا، وتوّج خلالها بلقب أفضل لاعب في أفريقيا مرتين.
بعد مسيرة استمرت 20 عامًا في الملاعب ظفر خلالها بالعديد من الألقاب والجوائز، أعلن دروغبا اعتزاله لعب كرة القدم نهائيًا
دروغبا يهدي تشيلسي اللقب الأغلى في تاريخه
كان جمهور ملعب أليانز أرينا ينتظر صافرة الحكم ليعلن نهاية المباراة وتتويج بايرن ميونخ ببطولة دوري أبطال أوروبا 2012، عندما انقضّ ديدييه دروغبا على كرة عرضية برأسه وأودعها في مرمى مانويل نوير.
اقرأ/ي أيضًا: تشيلسي وتناقضاته.. اسمع تفرح جرب تحزن!
ذهبت المباراة إلى الركلات الترجيحية، ونجح دروغبا في تسجيل الركلة الحاسمة وأهدى تشيلسي لقبه الأول في المسابقة على حساب ميونخ وعلى أرضه، كذلك حقّق حلم مالك النادي رومان إبراموفيتش الذي دفع الغالي والنفيس للحصول على على اللقب الأوروبي الأغلى، والذي انتظره منذ عام 2004.
يشعر جمهور تشيلسي بعرفان كبير تجاه المهاجم الإيفواري، ويثمّنون دوره الأساسي بوصولهم إلى نجمتهم الوحيدة، مغدقين عليه رسائل الشكر بعد إعلانه اعتزاله.
فيما قام فيه النادي البافاري، وفي لفتة جميلة نالت استحسان المراقبين، بتوجيه تحية إلى دروغبا بمناسبة اعتزاله، وتمنى له التوفيق في حياته، بالرغم من الألم الكبير الذي سبّبه لهم قبل ست سنوات، وحرمانه لهم من التتويج بالبطولة على ملعبهم وأمام جماهيرهم.
رحلة الفيل الإيفواري في الملاعب الفرنسية
بدأ ديدييه دروغبا مسيرته مع فريق لومان الفرنسي، ثم انتقل إلى صفوف غانغان، وقد لفت مستواه العالي، وأهدافه الـ17 في 34 مباراة، أنظار مسؤولي نادي مارسيليا، الذي تعاقد مع اللاعب في موسم 2003/2004. وفي السنة الوحيدة التي لعبها مع الفريق الفرنسي الجنوبي، شكل دروغبا ثنائيًا ذهبيًا مع المهاجم المصري أحمد حسام ميدو.
وسجل دروغبا 19 هدفًا في موسمه الوحيد مع مارسيليا، وبات محط أنظار كبرى الفرق الأوروبية، والتي تسابقت على توقيعه. وكان اللاعب يمتلك كل مواصفات المهاجم العصري والحديث يومها: بنية جسدية وسرعة ومهارات عالية وتسديدات قوية، إضافة إلى إجادته اللعب بدون كرة، وبراعته في سحب المدافعين وخلق المساحات لزملائه.
الحجر الأساس في مشروع تشيلسي
في عام 2003 أصبح الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش المالك الرسمي لفريق تشيلسي، بعدما اشترى الحصة الأكبر من أسهم النادي. وضخّ إبراموفيتش ملايين الدولارات في أسواق الانتقالات المتتالية، بهدف وضع تشيلسي في مصاف نخبة الفرق الأوروبية.
وتعاقد الفريق مع نخبة من النجوم الأوروبيين، وعلى رأسهم ديدييه دروغبا، الذي أصبح بسرعة كبيرة هدّاف الفريق الأول، والمهاجم الأساسي الذي كان ضمن خطط كل المدربين الذين استلموا الفريق خلال سنوات لعبه التسعة مع النادي.
وحقّق دروغبا الدوري الإنجليزي خمس مرات مع تشيلسي، وحصل على لقب هداف البطولة مرتين، فيما توّج رحلته مع تشيلي بالفوز بلقب دوري الأبطال كما ذكرنا. وعلى الصعيد فردي، حلّ دروغبا في المركز الرابع في جائزة أفضل لاعب في العالم لموسم 2007.
جولة آسيوية أوروبية والنهاية في أمريكا
بعد التتويج بالبطولة الأوروبية وتحقيق كل البطولات الممكنة مع تشيلسي، انتقل دروغبا للعب في الصين مع شانغهاي، وهو من أوائل النجوم الأوروبيين الذين اتجهوا نحو الشرق الأقصى. ولعب هناك سنة واحدة قبل أن يعود إلى أوروبا من خلال فريق غلطة سراي التركي، ويلعب سنة واحدة فقط أيضًا.
أعاده الحنين مرة أخرى إلى تشيلسي، حيث لعب معهم في عام 2015، قبل أن ينتقل إلى القارة الأمريكية، حيث لعب مع مونريال إنباكت في عام 2016، ثم إلى فينيكس رايزنغ، الذي أنهى معه مسيرته الكروية بعدما بلغ عامه الـ40، ليطوي صفحة استمرت أكثر من 20 سنة.
مسيرة دولية حافلة مع المنتخب
لعب ديدييه دروغبا مباراته الدولية الأولى مع ساحل العاج في عام 2002. وشارك في 104 مباراة دولية سجل خلالها 65 هدفًا جعلته الهدّاف التاريخي للمنتخب. وشارك اللاعب في بطولتي كأس العالم 2006 و2010، وشكل مع ياياه توري، وكولو توري، وجيرفينيو، وآخرين، جيلًا ذهبيًا للكرة الإيفوارية.
شارك دروغبا في 104 مباراة دولية سجل خلالها 65 هدفًا، جعلته الهداف التاريخي لمنتخب ساحل العاج
كذلك قاد دروغبا منتخب ساحل عاج لبلوغ المباراة النهائية لكأس أفريقيا مرتين، في العامين 2006 و2012، لكن الحظ لم يحالفهم في المبارتين، وخسروها أمام مصر وزامبيا على التوالي.
اقرأ/ي أيضًا: