اعتادت شركة الاتصالات المصرية "فودافون" أن تقدم المفاجآت الإعلانية لجمهورها، وقد نالت حملتها الإعلانية "قوتك فى عيلتك"، والتي انطلقت في رمضان الماضي، استحسان الجمهور بعد أن استعانوا بعدد من النجوم الذين يملكون رصيدًا كافيًا من الحب والتقدير لدى جماهيرهم.
هذه المرة، قررت الشركة أن تستعين بوجوه فنية معروفة أيضًا لتدشين حملتها الإعلانية الجديدة. لكن ردود الفعل كانت مخيبة لآمال الشركة. عبّر الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن مدى استيائهم من الإعلان. استنكر بعضهم فكرة الإعلان ذاته، رافضين ظهور "نجوم محترمين" في هذه الصورة وذلك من خلال حملة "مش لازم تيجي على كرامتك". وأكدت بعض الجمعيات الحقوقية أن إعلانات الشركة وتحديدًا النسخة التي ظهرت بها الفنانة أنوشكا تدعو إلى التحرش الجنسي، وهو ما أشار إليه مركز القاهرة للتنمية، الذي طالب بوقف الإعلان.
وأكد مركز القاهرة للتنمية، والمهتم بشؤون المرأة، أن التحريض على التحرش واضح بالإعلان، وذلك عندما قامت الفنانة أنوشكا بغناء أغنية "من غيرك مش حتكمل" ويقوم الممثلون معها بالإعلان بترديد بعض العبارات مع بعض الإيماءات والنظرات التي تحمل العديد من المعاني الجنسية. ويرى المركز أن الإعلان يقدم المرأة وكأنها سلعة أو وسيلة للإثارة الجنسية، مطالبًا القائمين على تقديم الأعمال الفنية بشكل عام بضرورة وجود ميثاق شرف لمجال الإعلانات.
طالب مركز القاهرة للتنمية بضرورة وجود ميثاق شرف لمجال الإعلانات
من جانبها، رفضت الفنانة أنوشكا التعليق على الاتهامات التي وجهها إليها البعض بدعوتها للتحرش الجنسي في الإعلان الأخير. ووضحت لوسائل إعلام محلية: "من قال إنني أقلل من شأني، فهذا الاتهام غير صحيح، شاركت أنا وباقي زملائي في إيصال الفكرة المطلوبة من الشركة صاحبة الإعلان لا أكثر".
عن هذا الجدل، يقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ"ألترا صوت": "قدم الفنانون الذين ظهروا بالإعلان وهم أنوشكا وحميد الشاعري ومدحت صالح، عملًا دراميًا من خلال هذا الإعلان كما لا يجب أن ننسى الجانب المادي في هذا الموضوع". وأضاف: "فقد الإعلان هدفه الأول بأن يستهدف الشباب لكنه في المقابل زاد من نجومية الفنانين الذين تم نقدهم بكثرة".
أما الناقدة ماجدة موريس فقد أكدت لـ"ألترا صوت": أن "ما حدث إثر تداول الإعلان يؤكد أن من خطط له لم يفهم جيدًا فكر الشباب المصري، الذي لا يزال يحترم الفن الأصيل بعيدًا عن التسفيه والرداءة المنتشرة مؤخرًا". ووصفت الناقدة موريس الإعلان "بالرديء وغير الهادف".
اقرأ/ي أيضًا:
مصر..إعلام برتبة شريك في الفساد