بملابس الجيش، جندي وسط الضباط، في هدم لشكل بروتوكولي متبع داخل الجيش المصري لم يتم استبداله من قبل ويكرس التراتبية، ولكن "لأجل التسويق يتغير البروتوكول"، شعار صنع خصيصًا ليكون للممثل المصري محمد رمضان، الذي التحق بالجيش المصري كجندي مقاتل منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
بملامحه القريبة من ملامح المصريين وأدائه الفني المحبب لدى أبناء الطبقة الفقيرة، يعد محمد رمضان أفضل اختيار للتسويق للجيش المصري
وقامت الشؤون المعنوية، المسؤولة عن التسويق في الجيش، بإنتاج إعلان وفيلم وثائقي لمحمد رمضان يتحدث خلالهما عن "روعة التجنيد الإجباري وشرف العسكرية المصرية"، في مشهد أقرب للرسم الأسطوري الأمريكي في الحرب العالمية "كابتن أمريكا"، ليظهر لنا من جديد ولكن في صورة "كابتن رمضان".
الممثل الذي يبلغ من العمر 28 عامًا التحق بالجيش لقضاء فترة التجنيد الإجباري، التي التزم بها، وأجل لعدة سنوات دراسته في معهد الفنون المسرحية، وتقدم بأوراقه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وتم قبوله في كانون الثاني /يناير الماضي، والتحق بسلاح الصاعقة المصرية - العمليات الخاصة.
اقرأ/ي أيضًا: أزمة لبن الأطفال بمصر: الوجه القبيح لبزنس الجيش!
وخلال الفترة الماضية ظهر الممثل المصري محمد رمضان بملابس الجيش المصري في إعلان مستشفى سرطان الاطفال 57357، الإعلان الذي بث مئات المرات خلال شهر رمضان. ومع حلول العيد، ظهر في برنامج على قناة مقربة من النظام المصري للترويج للفيلم الوثائقي والحديث عن "حبه للجيش المصري ومدى الاستفادة التي حصلت له"، وعلى الهامش تعرض لأعماله الفنية والدرامية والمسرحية التي تصادف أداؤه لها مع فترة تجنيده.
تسويق تحركات محمد رمضان منذ اليوم الأول لانضمامه للجيش تم تصويرها، وتابعت الصحف خطواته في الجيش بالتفصيل إضافة إلى الفيلم الوثائقي عن تجربته في الجيش، كل هذا أكد أنها محاولة للتسويق لا أكثر، تقوم بها إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية، وتكسر من خلالها جميع القواعد حيث نرى مجندًا يجلس على مائدة الضباط في حفل إفطار حضره وزير الدفاع وهو أمر لا يمكن حدوثه إلا مع محمد رمضان الممثل.
بوجهه الأسمر وملامحه القريبة من ملامح الكثير من المصريين وأدائه الفني المحبب لدى أبناء الطبقة دون المتوسطة والفقيرة، يعد محمد رمضان أفضل اختيار للتسويق للجيش المصري والتجنيد الإجباري، الذي أصبحت الأصوات المعارضة له في تزايد مستمر. إذ يعتبر محمد رمضان نجمًا محبوبًا وأفلامه في أعلى إيرادات ومسلسلاته الأكثر مشاهدة، ويمكنك أن تجد صورة له في الشوارع المصرية أو على عربات النقل الخاصة "الميكروباص"، وأسماء أعماله والشخصيات التي أداها والعبارات المميزة خلال تلك الأعمال، تنتشر وسط تلك الطبقة، ويقلده في مشيته وطريقة حديثه كثير من الشباب المصري.
اقرأ/ي أيضًا: مذكرات عسكري غلبان: قواعد الجيش
"مود الحرب وباخد شاور".. حبكة ضعيفة
في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون في الجيش إظهار محمد رمضان كبطل أسطوري استطاع خلال سبعة أشهر التحول من ممثل عادي إلى جندي قوي، إلا أن التسرع على ما يبدو وعدم التدريب المكتمل أصاب العمل التسويقي ببعض الأداء المفتعل وغير المنطقي، وكان ظهوره في فيلم الجيش عن الصاعقة المصرية يوضح الفارق بينه وبين زملائه في "الصاعقة"، فهو بطيء بالمقارنة بهم، كما أنه استخدم مصطلحات لا تُظهر على الإطلاق الخشونة التي يتعرض لها المجند وخاصة جندي الصاعقة، من بينها "أخذه شاور"، كما استخدم كلمة "mood"، قائلًا "الميدان بيحسسني بمود الحرب". وأحدثت مصطلحاته موجة من السخرية والتندر.
وفيما يبدو أن محمد رمضان يُعامل معاملة مختلفة عن بقية المجندين في الجيش، إذ أنه قال إنه يحصل على إجازة لمدة ثلاثة أيام وهو أمر أصاب الكثير من المتابعين بالصدمة، ومع الأعمال الفنية الأخيرة للممثل والتجهيزات لأعمال أخرى، تتالت تساؤلات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن كيف يلتحق ممثل بالجيش منذ سبعة أشهر فقط واستطاع القيام بعدد من الأعمال التمثيلية من بينها استكمال تصوير فيلم "الكنز"، كما قام بعرض مسرحية "أهلاً رمضان"، وحضر افتتاح فيلمه الجديد "جواب اعتقال" وخلال شهر رمضان ظهر في إعلانين بزي مدني، الأول كانت له فيه بطولة كاملة، والثاني مع ممثلين وشخصيات عامة لصالح مستشفى 500 500.
إسماعيل ياسين.. التسويق القديم
الجيش المصري استخدم الأفلام للتسويق للالتحاق به سابقًا من خلال سلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الجيش والأسطول والشرطة وغيرها
الجيش المصري استخدم الأفلام للتسويق للالتحاق به ولكن كان الأمر إلى حد ما مختلفًا عن التسويق الجديد مع محمد رمضان وكان من أبرز الأفلام التي تسوق للجيش، سلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الجيش والأسطول والشرطة والبوليس الحربي وغيرها، وتلك الأفلام كانت تتم بتمويل من الجيش المصري حينها وكانت تتسم بالكوميديا التي تضمن تقبلًا كبيرًا من المشاهد.
وحافظت سلسلة أفلام إسماعيل ياسين على البروتوكول الخاص باحترام الضابط وعدم المساواة بينه وبين العسكري، وتحكي الأفلام عن إسماعيل، شخص عادة ما يكون فاشلًا وخائفًا من كل شيء، ويدخل للجيش فيتفوق على نفسه وينجز مهمة ما ليمرر عبر الوعي الداخلي للمشاهد أن الجيش والتجنيد الإجباري أو التطوعي يساهم في تكوين شخصية الشخص العادي، ويعد فيلم "إسماعيل ياسين في الجيش"، أول فيلم يتم تصويره داخل ثكنات الجيش المصري.
اقرأ/ي أيضًا:
عزمي بشارة: "الجيش والسياسة" مدخلًا لفهم الدولة الوطنية العربية